وجه معارضون سوريون رسائل تعزية للملك سلمان بن عبد العزيز بوفاة الامير سعود الفيصل، وقال أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري الأسبق "نعزي جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز برحيل الأمير سعود الفيصل "كما توجه بالعزاء لأسرته ولعموم الشعب السعودي.
وأشار الجربا الذي يرأس قطبا كبيرا في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية الى أن سعود الفيصل هو الفارس العربي الذي ترجل عن صهوة جواده في هذه الأيام الفضيلة .. وأن الحقيقة توجب أن نعزي أنفسنا في عموم العالم العربي، "فقد فقدنا راية علت صروح العالم، وخسرنا علماً لهج بلسان العرب وحمل قضايا العروبة إلى العالم، محاوراً في وقت الأزمات، ومواجهاً عند التحديات".
وقال "الأمانة تقضي بأن اقول علناً ما كنت اذكره له، حول شكر وامتنان الشعب السوري بكل فئاته واطيافه للدور العملاق الذي لعبه الأمير _ الفارس، من الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة مروراً بالدور الفاعل في تأسيس ومتابعة لقاءات اصدقاء سوريا وصولا إلى مؤتمر جنيف".
وأضاف "كان للأمير الراحل بصمة في كل منعطف لقضيتنا، بل كانت له اليد الطولى في تدعيم صمود شعبنا وحماية ثورته وحقوقه ورفع كلمته في العالم والى كل العالم، مترجما بأمانة وحنكة سياسة المملكة العربية السعودية تجاه مظلومية الشعب السوري".
ولفت الى أن "هذه السياسة التي ميزت المملكة وعلاقاتها باشقائها منذ الملك المؤسس وصولا إلى جلالة الملك سلمان الذي زخم بحكمته قضيتنا وشد ازر شعبنا وفعل ثورتنا."
فيما قال الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان إنه "باسم الشعب السوري، والائتلاف الوطني يتقدم بخالص التعازي والمواساة لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولجميع أبناء الأسرة المالكة الكريمة، وسائر أبناء الشعب السعودي الشقيق".
وشدد على أن الأمير الراحل كان "شاهداً على حقبة طويلة من تاريخ المنطقة، ولعب طوال الفترة التي شغل خلالها منصب وزير الخارجية للمملكة العربية السعودية أدواراً محورية في دعم الحقوق العربية والمحافظة على وحدة الصف، كما انسجمت مواقفه مع مواقف المملكة في دعم تطلعات الشعب السوري والوقوف إلى جانبه".
من جانبه قال برهان غليون عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الموت غيّب بالأمس الأمير سعود الفيصل الذي قاد الدبلوماسية السعودية خلال العقود الاربعة الماضية ببراعة ومهنية استثنائيتين.
وأضاف "فقدنا بوفاته رجلا من أكبر رجالات العرب شجاعة وحنكة وخبرة في أمور السياسة الدولية، في وقت نحن في أشد الحاجة إلى أمثاله".
لكن اعتبر أن "الخسارة الأكبر من نصيب السوريين الذين عرفوا فيه أحد أكثر السياسيين العرب شعورا بمعاناة الشعب السوري وحماسا لقضيته ودفاعا عن حقه في السلام والحرية في المحافل الدولية والعربية".
وشدد غليون أن مثل هذا الرجل، فعلا، لا يموت. سيبقى حيا في قلوب كل من عرفوه وتعاملوا معه.
وذكّر الكاتب والصحافي السوري ابراهيم الجبين بموقف الامير في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في شباط فبراير ٢٠١٢ في تونس، والذي يعبر تماما عن مشاعره تجاه القضية السورية، عندما قال، بحضور عشرات الوزراء ومنهم الوزيرة الأميركية هيلاري كلينتون انذاك: “مؤتمركم هذا إن لم يعمل على إزاحة بشار الأسد فإنكم ستكونون كمن يسمّن الذبيحة قبل نحرها، أنتم تشاركون في قتل الشعب السوري”. وذلك قبل أن ينسحب من المؤتمر، على الفور، احتجاجاً على تردد البعض في اتخاذ الموقف القوي المنتظر من إدانة نظام الاسد.
الدكتــور عمــار قـــربي الأمين العام لتيار التغيير الوطني السوري قال "تلقى تيار التغيير الوطني السوري ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل".
ورفع التيار أسمى تعازيه الحارة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية وإلى الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع وإلى الشعب السعودي الشقيق كافة.
وأكد تيار التغيير بهذه المناسبة الأليمة "أهمية الدور الكبير الذي أظهره الأمير الراحل في وضع حد لحرب الإبادة التي يشنها سفاح سوريا بشار الأسد على الشعب السوري الأبي وما يقع من مجازر أمام مرأى العالم كله فقد كان رحمه الله مدافعاً صلباً عن قضايا العرب ككل وغيوراً على وحدة تراب الأمة العربية.
ونوه تيار التغيير الوطني في الوقت نفسه، بمواقف خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وما تقوم به المملكة العربية السعودية من "جهود جبّارة لإخراج سوريا من ويلات الحرب المستعرة فيها منذ أربع سنوات بالإضافة إلى الدور البارز الذي تلعبه المملكة في دفع العجلة إلى الأمام رغم التعطيل الحاصل في مجلس الأمن الدولي حيال المأساة السورية، والتأكيد على فعالية دور المندوب السعودي لدى مجلس الأمن السيد عبد الله المعلمي والعمل على تعزيز الجهود للإسراع بإنهاء الأزمة السورية."
التعليقات