فيما تتقدم القوات العراقية والحشد الشعبي ومسلحو العشائر ببطء نحو اهدافهم في تحرير محافظة الأنبار الغربية من تنظيم داعش بسبب مقاومته العنيفة، وزرعه للمتفجرات في الطرقات، فقد أعلن محافظها عن تشكيل خلية أزمة، واستعداد مقاتلي المحافظة لمسك أراضيهم التي يتم تحريرها، فيما تم خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة من المعارك قتل 158 عنصراً للتنظيم بينهم قادة كبار.

لندن: أعلن محافظ الأنبار (110 كم غرب بغداد) صهيب الراوي عن تشكيل خلية أزمة في المحافظة بإشرافه، لمتابعة سير العمليات العسكرية وتوفير ممرات آمنة للمواطنين الذين اضطرتهم الظروف للبقاء في الأنبار. واضاف أن مشاركة أبناء عشائر الأنبار الذين تم تدريبهم وتسليحهم إستعداداً لمعارك التحرير بالتعاون مع قيادة العمليات والتشكيلات العسكرية كافة، سيمسكون الأرض بعد تحرير أراضيهم من سيطرة تنظيم داعش، تمهيداً لعودة العوائل النازحة إلى مناطقهم وإعادة اعمار المحافظة، كما قال في بيان صحافي اليوم اطلعت على نصه "إيلاف".
واكد الراوي قائلا إن "بشائر تحرير الأنبار لاحت وباتت واقعاً يعيشه الأنباريون بعد أن انبرى لعصابات داعش ابناء العراق الغيارى من قوات امنية وحشد شعبي وابناء عشائر لتطهير الارض من دنس هذا الكيان المجرم".
&
ومن جهته، أكد قائد عمليات الجزيرة والبادية وكالة، اللواء علي إبراهيم دبعون، مقتل 158 عنصرًا من تنظيم داعش وتدمير 27 آلية في قاطع العمليات غرب الأنبار، ومعالجة 17 دارا مفخخة و15 عبوة ناسفة والعثور على 27 حزامًا ناسفًا.
اما خلية الاعلام الحربي، فقد أعلنت عن مقتل قادة كبار في تنظيم داعش في قاطع عمليات الكرمة بالأنبار، واشارت إلى انه "من خلال التنسيق المعلوماتي عالي المستوى ضمن قاطع الكرمة وجهت القوة الجوية وطيران الجيش ضربات دقيقة للعدو اسفرت عن قتل عدد كبير من الارهابيين".
وأضافت أن من بين القتلى "قيادات معروفة بينهم الارهابي المدعو "أبو انس القناص"، وهو مسؤول تدريب القناصين والارهابي ابو همام مسؤول ما يسمى الحسبة والارهابي "ابو ذر" والارهابي "ابو ماريا" والارهابي "أحمد عبد مصلح الخليفاوي" الملقب "ابو تراب".
&
داعش يفخخ الجوامع والمنازل في الفلوجة &&
وحول العمليات العسكرية في قضاء الفلوجة (60 كم غرب بغداد) التي يسيطر عليها داعش منذ اوائل العام الماضي، فقد كشفت المفوضية العليا لحقوق الانسان اليوم ان التنظيم قد &فخخ المساجد والمآذن والمنازل السكنية في المدينة، موضحة أن التنظيم اتخذ المدنيين في المدينة دروعاً بشرية ومنع خروجهم منها. &
وقال عضو مفوضية حقوق الانسان فاضل الغراوي في بيان ان تنظيم داعش اتخذ اجراءات خاصة في الفلوجة الهدف منها الابادة الجماعية الممنهجة للمدنيين الذين يخالفون تعليماته، وكذلك للقوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر .
واكد ان عناصر داعش قاموا بتفخيخ جميع الجوامع والمآذن والدور السكنية والطرق المؤدية إلى الفلوجة، وكذلك المؤسسات الرسمية فيها بقصد ايقاع اكبر الخسائر البشرية والمادية فيها .. واشار إلى ان التنظيم يتخذ منذ اكثر من ثلاثة اشهر من المدنيين دروعا بشرية من خلال منع خروجهم من قضاء الفلوجة ومصادرة ممتلكات كل شخص لا ينفذ تعليماته.&
ومن جانبه، أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي هروب أمراء وقادة تنظيم داعش إلى خارج المحافظة بعد انطلاق العمليات العسكرية لتحريرها. وقال العيساوي في مؤتمر صحافي عقده في قضاء الخالدية إن "العمليات العسكرية التي انطلقت امس "تجري حاليا على اطراف ومحيط &مدينتي الرمادي والفلوجة &من اجل محاصرة داعش فيهما وقطع جميع طرق الإمداد عن الارهابيين تمهيدًا لتحريرهما".
&
واكد وقوع انشقاقات في صفوف عناصر داعش وهروب أمراء وقادة التنظيم ممن يحملون الجنسيات الاجنبية إلى خارج الأنبار. واوضح ان أمراء التنظيم وقادته العراقيين المتواجدين في مدينة الفلوجة اخذوا يتصلون بالقوات الامنية والحكومة العراقية يطالبون بالعفو عنهم لأنهم قد غرر بهم واُكرهوا على العمل في صفوف داعش .&
ومن ناحيتها، كشفت هيئة الحشد الشعبي عن مقتل وإصابة عدد من أفرادها في معارك شمال الفلوجة بينهم ثلاثة من قادة مليشيا بدر. حيث تواجه القوات العراقية مقاومة شرسة من مسلحي التنظيم الذين نشروا سيارات مفخخة وأطلقوا صواريخ لصد تقدم القوات نحو الفلوجة.
&
ويحتل تنظيم داعش قضاء الفلوجة الذي يبعد 60 كيلومترًا غرب العاصمة بغداد، وهو كبرى مدن محافظة الأنبار بعد مركزها الرمادي منذ مطلع العام الماضي 2014، وقد حولها إلى ولاية تابعة إلى دولته الاسلامية، فيما تجري القوات العراقية استعدادات لانتزاع السيطرة عليها من قبضة التنظيم.
ويخوض العراق حاليا حربًا شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" منذ سيطرته على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 وتمتد سيطرته إلى مناطق شاسعة من محافظات ديإلى (شرق) وكركوك (شمال) والأنبار (غرب) وصلاح الدين (شمال غرب)، ما ادى إلى نزوح اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون عراقي وتدمير البنى التحتية في المناطق التي يحتلها .
&