وافقت تركيا إثر مباحثات مفاجئة اجراها في انقرة اليوم نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي مع رئيس الحكومة احمد داوود اوغلو على مضاعفة مياه دجلة والفرات المنطلقة منها الى العراق فورا .. فيما وضعت بغداد خطة لمواجهة آثار نقص المياه على حياة العراقيين وما يسببه من جفاف وتلوث وهجرة لسكان الاهوار الجنوبية.
&
تمخضت مباحثات مفاجئة اجراها في انقرة الخميس نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي مع رئيس الوزراء المكلف أحمد داوود اوغلو عن موافقة تركيا على زيادة كمية المياه المنطلقة الى العراق من 270 مترا مكعبا في الثانية الى 500 متر مكعب في الثانية على ان تطلق الزيادة فورا. وناقش النجيفي مع اوغلو أزمة المياه وبخاصة في حوض نهر الفرات ومعاناة المواطنين العراقيين جراء نقص المياه.
&
&وقال مكتب النجيفي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" ان موضوع نقص المياه في العراق كان مدار بحث في اجتماع الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة الذي عقد في بغداد مساء أمس وفي ضوء ذلك بادر النجيفي لتحقيق لقاء عاجل مع رئيس الوزراء التركي لحل الأزمة. واشار&&الى انه&قد تم في الاجتماع الذي كان مفيدا ومثمرا وساده التفاهم التام والتقدير لوجهات النظر المطروحة بحث الوضع السياسي والامني وتطورات المواجهة مع تنظيم داعش الإرهابي ودور تركيا في مساعدة العراق وأهميته على مستقبل&العلاقة بين البلدين كما بحثت الأوضاع في المنطقة في ضوء التطورات والتحديات الإرهابية.
&
&وامس بحث نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الاعرجي مع &السفير التركي في بغداد فاروق قايمقجي أسباب انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات والانعكاسات السلبية لهذا الانخفاض على كثير من الجوانب الحياتية والبيئية في العراق . ودعا الأعرجي تركيا لان يكون لها دور أساسي في حل هذه الأزمة وذلك بوضع حلول عملية وواقعية تُعجل&في إنهاء هذا الأمر لما له من أهمية كبيرة بالنسبة للعراق كاشفا عن أن وفدا عراقيا متخصصا سيزور تركيا قريبا لإنهاء الأزمة المائية .
&
ومن جانبه أعلن وزير البيئة العراقي قتيبة الجبوري أنه قدم طلبا إلى إيران لزيادة الإطلاقات المائية في الأنهر والروافد الواصلة إلى مناطق الأهوار الجنوبية وقال انه دعا مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون زيادة الإطلاقات المائية الواصلة إلى منطقة الأهوار جنوب العراق مبينا أن المستشارة الإيرانية وعدت بدراسة الموضوع والعمل على زيادتها .
&
وأوضح الوزير العراقي أن مناطق جنوب العراق وخصوصا منطقة الأهوار في محافظة ذي قار (375 كلم جنوب بغداد) تعاني أزمة كبيرة في المياه وارتفاعًا في معدلات التلوث بسبب انخفاض مناسيب نهر الفرات. واوضح ان السكان في مناطق الأهوار يعيشون على تربية الحيوانات وارتفاع نسب التلوث في النهر سيقود الى أضرار بيئية وصحية كبيرة .
&
ومن جانبها اكدت لجنة "المياه والأهوار" النيابية زيادة نسب التلوث بمياه الأهوار لتصل الى 15 ألف جزء من المليون ما أدى إلى نزوح 80% من سكانها محذرة من مجاعة لسكان تلك المناطق. وقالت عضو اللجنة النائبة شروق العبايجي في مؤتمر صحافي ان عشرات من سكان القرى المحاذية لنهر الفرات والتي تستوطن الأهوار مهددة بالموت والمجاعة نتيجة زيادة نسب التلوث في نهر الفرات والأهوار .
وعلى الصعيد نفسه فقد حذرت خبيرة الاقتصاد الزراعي الدكتورة عائدة فوزي من تعرض العراق &لواقع زراعي خطير في المواسم المقبلة اذا ما بقيت مسببات شح المياه على حالها لافتة الى أن تنظيم داعش قد لجأ الى استهداف السدود الإستراتيجية فضلا عن سياسة تركيا المائية المجحفة.
&
واضافت فوزي في تصريح صحافي ان العراق يعاني ومنذ سنوات من شح المياه نتيجة سياسة الدول المتشاطئة مع العراق ولا سيما تركيا التي بنت وما زالت تبني السدود الضخمة على نهري دجلة والفرات . واوضحت ان الموسم الحالي شهد انخفاضا كبيرا في مناسيب المياه الداخلية في العراق بسبب سيطرة المجاميع الارهابية على السدود الإستراتيجية كسدة الطبقة في سوريا وسدة الرمادي في محافظة الانبار الغربية العراقية. وقالت ان انخفاض مناسيب المياه انعكس وبشكل كبير على الواقع الزراعي في اغلب المحافظات ولا سيما الجنوبية منها مؤكدة ان &الزراعة مهددة بشكل كبير ومقبلة على واقع خطير جدا اذا ما استمرت مسببات انخفاض الحصص المائية وكذلك هجرة الفلاحين من المناطق التي سيطرت عليها داعش .&
&
وكانت وزارة الموارد المائية قد اعدت استراتيجية حكومية للتفاوض مع دول الجوار للتوصل الى الاستخدام المنصف للمياه المشتركة في حوضي دجلة والفرات وقد قدرت المبالغ المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بحوالى 175 مليار دولار خلال الاعوام&العشرين المقبلة.&
&
كما حذر معتمد للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة مؤخرا &من أزمة مرتقبة في شحة المياه داعيا الحكومة الى وضع خطة طوارئ لذلك ومطالبًا تركيا بزيادة الاطلاقات المائية الى العراق.&
وقد اقدم تنظيم داعش مؤخرا على قطع مياه نهر الفرات في مناطق محافظة الانبار والمحافظات الوسطى والجنوبية بعد سيطرته على سدة الثرثار في الرمادي. &
&