أبوظبي: قال مصدر إماراتي مسؤول في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن الاتفاق الذي توصلت اليه إيران مع الدول الكبرى يشكل "فرصة لفتح صفحة جديدة" في العلاقات الاقليمية، الا انه اعتبر انه يتعين على طهران مواجهة سياستها "بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية" للمنطقة.

واكد المصدر المسؤول ان الاتفاق الذي يأتي بعد سنوات من المواجهة المحتدمة بين طهران والمجتمع الدولي حول البرنامج النووي، "يمثل فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة في العلاقات الاقليمية والدور الإيراني في المنطقة، ويتطلب ذلك اعادة مراجعة طهران& لسياساتها الاقليمية بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية للمنطقة". وأشار بشكل خاص الى العراق وسوريا ولبنان واليمن.

برقيات تهنئة

وأكدت وكالة انباء الامارات أن القيادة الاماراتية بعثت ببرقيات الى الرئيس الايراني حسن روحاني هنأته فيه "بالاتفاق النووي التاريخي"، مع الاعراب عن الامل "بان يسهم الاتفاق في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها".

وبعث كل من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ونائبه رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، ببرقيات تهنئة الى روحاني.

وفي اشارة الى موضوع المراجعة المرتجاة للسياسة الايرانية بعيدا عن التدخل، قال المصدر الاماراتي المسؤول "مثل هذا التوجه الجديد، والذي نأمل ان يصاحب الاتفاق النووي التاريخي، سيعبرعن رغبة طهران الحقيقية في المساهمة الإيجابية في إطفاء النيران المشتعلة ويبعد المنطقة عن فتن الطائفية والتطرف والارهاب".

&واضاف "كما وانه سيرسل إشارة إيجابية حول الحرص على الا تدخل المنطقة دوامة الانتشار النووي بكل ما يحمله ذلك من مخاطر تهدد الامن والاستقرار، ودون تحقيق ذلك فلن نتمكن من البناء الايجابي على الاتفاق النووي وسينعكس ذلك خطورة بالغة على المنطقة وشعوبها".

قرار أممي

إلى ذلك، صرح مسؤول أميركي الثلاثاء ان مشروع قرار يتضمن الاتفاق النووي الذي ابرم الثلاثاء بين إيران والقوى الكبرى، سيعرض على مجلس الامن الدولي "اعتبارا من الاسبوع المقبل". وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته "سنقدم اعتبارا من الاسبوع المقبل على الارجح قرارا مدعوما من الدول الخمس (الدائمة العضوية) وزملائنا الالمان".

وقد تم التوصل الثلاثاء في فيينا الى اتفاق بين إيران والدول الكبرى بعد 12 عاما من الخلافات. والهدف من الاتفاق ضمان عدم امتلاك إيران برنامجًا يتيح لها تطوير السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.

ويفتح الاتفاق الطريق امام تطبيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إيران في الوقت الذي يشهد فيه الشرق الاوسط عدة نزاعات. وقال مسؤول أميركي ان العقوبات "قد تطبق مجددا" في حال انتهاك الاتفاق من قبل إيران وهو تهديد اكده الرئيس الأميركي ايضا.
&