تسببت الشاحنات في دبي في وقوع الكثير من الحوادث المرورية وأدت إلى وفيات عديدة، الأمر الذي يعوق تحقيق حلم الإمارة في جعل نسبة وقوع الحوادث المرورية المميتة فيها "صفر"، وفي إطار ذلك وعد اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي بإتخاذ إجراءات رادعة ضد الشاحنات بعد دهس 3 عناصر في شرطة دبي، آخرهم رقيب شرطة منذ يومين.

أحمد قنديل من دبي: في الوقت الذي تسعى فيه شرطة دبي إلى الوصول إلى صفر وفيات في الحوادث المرورية، وتعمل على توعية السائقين بضرورة توخي الدقة والحذر والانتباه أثناء السير، وتتخذ المزيد من الإجراءات والتطبيقات الذكية لمنع وقوع الحوادث المميتة، إلا أن سائقي الشاحنات أصبحوا عقبة كبيرة أمام تحقيق شرطة دبي ذلك الحلم، حيث تسببت الشاحنات الثقيلة والخفيفة في مقتل 11 شخصا خلال النصف الأول من العام الجاري 2015 من أصل 77 حالة وفاة، وذلك بسبب إرهاقهم وتعبهم الشديد نتيجة القيادة لساعات طويلة وعدم حصولهم على قسط كاف من الراحة خلال رحلاتهم الطويلة بين الإمارات المختلفة وسط الطقس شديد الحرارة. ولذلك تخطط حكومة دبي لإنشاء 4 استراحات للشاحنات في الطرق السريعة بالإمارة خلال العام الجاري.

وقد نجم عن 97 حادثا 109 مصابين و13 إصابة بليغة و36 متوسطة و49 بسيطة، تسبب سائقو الشاحنات في وقوع معظمها.

وآخر تلك الحوادث وفاة رقيب سير في مرور دبي منذ عدة أيام أثناء أداء واجبه حيث تعرض للدهس من قبل شاحنة صغيرة، وكان الرقيب في دورية للمرور يحاول مساعدة فتاة تعطلت مركبتها وحين ترجل من الدورية صدمته الشاحنة، وتوفي على الفور. وهذه الحادثة هي الثالثة هذا العام، حيث توفي مؤخرا الرقيب حيان عادل علي 24 عاما على شارع الإمارات أثناء أداء واجبه حيث صدمت شاحنة مركبته ليتوفى على الفور.

وأوضح اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي أن هناك إجراءات رادعة ستتخذ لاحقا بحق الشاحنات كي يتم الحد من هذه الحوادث.

2974 حادث في 2014

شهدت دبي خلال العام الماضي 2014 تسجيل 2974 حادثا مروريا منها 1533 تحولت إلى قضايا بعد أن أسفرت عن وفيات وإصابات، و1441 حادثا بدون إصابات، حيث أسفرت عن وفاة 177 شخصا و2318 إصابة منها 204 إصابات بليغة، و764 إصابة متوسطة، و1350 إصابة بسيطة، وذلك بحسب إحصائيات الإدارة العامة لمرور دبي. وتصدرت حوادث الاصطدام المركز الأول بواقع 1977 حادثا، وبلغت حوادث الصدم 456 حادثا، فيما بلغت حوادث الدهس 365 حادثا.

وتشير مرور دبي إلى أن الزحام الموجود على بعض الطرق زحام متوقع نتيجة الزيادة السكانية الكبيرة في الإمارة، وأن السبب وراء الازدحام الذي يشهده شارع الشيخ محمد بن زايد يرجع إلى هروب بعض قائدي المركبات من بوابات "سالك".

حوادث السكر والانحراف المفاجئ

وتكشف تقارير مرورية عن أن الانحراف المفاجىء تسبب في وقوع 569 حادثا مروريا العام الماضي 2014، أسفرت عن وفاة 45 شخصا وإصابة 483 آخرين، بينهم 48 إصابة بليغة، وتسبب عدم ترك مسافة كافية بين المركبات في وقوع 586 حادثا مروريا أسفرت عن وفاة 26 شخصا، وإصابة 426 آخرين، بينهم 27 إصابة بليغة، بينما تسببت القيادة تحت تأثير المسكرات في وقوع 461 حادثا مروريا أسفرت عن وفاة 11 شخصا، وإصابة 120 آخرين، وتلتها عدم التقدير لمستعملي الطرق التي تسببت في وقوع 308 حوادث أدت إلى وفاة 28 شخصا، وإصابة 293 آخرين.

إجراءات احترازية

وتسعى شرطة دبي إلى القيام ببعض الإجراءات الاحترازية التي يمكن من خلالها الحد من الحوادث المميتة في شوارع الإمارة، ومنها الحد من حوادث صدم المشاة عبر تشديد المخالفات على عبور المشاة من المناطق غير المخصصة لهم، بالإضافة إلى إقامة جسور مشاة على الشوارع الرئيسية والفرعية. وعمل استراحات لسائقي الشاحنات الثقيلة طرق دبي السريعة. هذا فضلا عن تشغيل رادارات تعمل على قياس مسافة الأمان بين السيارات ومخالفة السائقين الذين لا يتقيدون بهذه المسافة، وقد بدأ تشغيل تلك الرادارات في الأول من يوليو الجاري. كما ستقوم الشرطة بمكافأة السائقين الذين يتقيدون بقواعد المرور من خلال نظام النقاط البيضاء، وسيتم رفع عدد الفائزين بتلك النقاط من 1000 إلى 1500 شخص العام الجاري.

تكلفة ضخمة

وفقا لهيئة الطرق والمواصلات في دبي فإن الحوادث في دبي تكلف الاقتصاد حوالي 1.8 مليار درهم سنويا، أكثر من 50% منها ناتجة عن الاختناقات المرورية التي تتسبب بها الحوادث، وتخسر دبي سنويا 3.5 مليار درهم نتيجة الاختناقات المرورية بما فيها تلك الناتجة عن الحوادث. ولذلك تم استحداث وحدة إدارة الحوادث في هيئة الطرق والمواصلات من أجل إيجاد سبل للحد من أعداد الحوادث المرورية، وتخفيف آثارها الاقتصادية.

وقد تضاعف عدد السيارات المسجلة في إمارة دبي من 740 ألف سيارة في عام 2006 إلى مليون و390 ألف سيارة في عام 2014.

مراهقون وأطفال

والأمر الغريب في الحوادث المرورية المرتكبة في دبي أن هناك عدد كبير منها يقوم بارتكابها المراهقون والأطفال، ففي عام 2011 قام طفل عمره 7 سنوات فقط بقيادة مركبة تسببت في وقوع حوادث مرورية نتج عنها وفيات، كما قام مراهقون وأطفال ذات أعمار مختلفة بـ18 حادثا نتج عنهم 3 وفيات وإصابة 16، وذلك بسبب الإهمال الأسري.