إثر قتل واصابة عدد من المتظاهرين احتجاجا على انقطاع الكهرباء وفقدان الخدمات في مدينة البصرة العراقية الجنوبية اليوم فقد أمر رئيس الوزراء العبادي بنزع سلاح المدينة وحصره بيد الدولة، فيما أكد ان عمليات تحرير محافظة الانبار من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" تسير بنجاح ضمن الخطة الموضوعة مكبدة عناصر التنظيم خسائر فادحة.
وامر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بالالتزام التام بقرار جعل البصرة منطقة منزوعة السلاح وحصر السلاح بيد الدولة ومنع اية جهة خارج القوات الامنية والعسكرية الرسمية من حمل السلاح كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الجمعة اطلعت "إيلاف" على نصه.
وجاء القرار إثر اندلاع تظاهرات احتجاج في مختلف مناطق البصرة ضد انقطاع الكهرباء بصورة مستمرة وتردي الخدمات .. حيث شهدت مناطق الهارثة والدير والنشوة الشافي والشرش والقرنة والمدينة وبني منصور والثغر هذه الاحتجاجات التي تصدت لها القوات الامنية موقعة عددا من القتلى والجرحى بعد ان اصدر محافظ البصرة ماجد النصراوي أوامره لقائد الشرطة بقمع جميع التظاهرات وانهائها واطلاق النار على المتظاهرين لو تطلب الامر.
وقد قتل اثنان من المحتجين فيما اصيب ثلاثة اخرون ولجأ المحتجون الى قطع الشوارع وحرق الاطارات مطالبين وزير الكهرباء ومحافظ البصرة وقائد الشرطة بالاستقالة فورا .. كما أحرق محتجون مقرا للمجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم والذي ينتمي اليه المحافظ .. كما قطع المحتجون ايضا الجسر الكبير المؤدي الى المدينة ومنعوا مرور شركات الحماية من الوصول الى مقر شركة نفط المدينة.
ومن جانبه قال محافظ البصرة ماجد النصراوي في بيان إنه "وجه بتشكيل لجنة تحقيقية لتقصي الحقائق بمقتل مواطن وجرح آخرين في تظاهرة في قضاء المدينة ومعرفة ملابسات الحادث ومن تسببوا به".
واتهم النصراوي، "اعداء البصرة باستغلال تلك الاحتجاجات من خلال الاعتداء على بعض المقار الحكومية والممتلكات العامة بدافع خلق الفوضى واضعاف الدولة والنيل من هيبتها" داعيا الى "تهدئة النفوس والسيطرة على الموقف واحلال الامن في القضاء".
يذكر ان العراق يعاني نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية عام 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد عام 2003 في بغداد والمحافظات بسبب قدم الكثير من المحطات إضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال الاعوام الماضية حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد فيما شهدت خلال المدة الماضية تحسناً كبيراً إذ استمرت ساعات التشغيل لنحو 23 ساعة وخاصة بعد انخفاض درجات الحرارة.
العبادي: عمليات تحرير الانبار تسير بنجاح
أكد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اليوم ان عمليات تحرير محافظة الانبار الغربية من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" تسير بنجاح ضمن الخطة الموضوعة مكبدة عناصر التنظيم خسائر فادحة.
جاء ذلك خلال تفقد العبادي&العمليات العسكرية في محافظة الانبار حيث توجه الى قاعدة الحبانية للاطلاع على سير العمليات العسكرية لتحرير الانبار وتجول بين القطعات العسكرية وخطوط المواجهة مع التنظيمات الارهابية واطلع على سير العمليات فيها.
وعقد العبادي اجتماعا مع القيادات الامنية والعسكرية للاستماع الى اخر مستجدات العمليات الجارية حاليا في عموم محافظة الانبار ووضع الخطط التي من شأنها تحقيق النصر على العصابات الارهابية. واصدر العبادي العديد من التوجيهات للقادة الامنيين لتعزيز الانتصار والروح المعنوية لدى المقاتلين الابطال الذين يضحون بانفسهم من اجل وحدة العراق وامن شعبنا وتحرير الاراضي المغتصبة.
وشدد على ان عمليات تحرير الانبار تسير بنجاح ضمن الخطة الموضوعة لها وان العدو يتكبد خسائر فادحة وان القوات تحقق الانتصارات بجميع المحاور من اجل تحرير اهل محافظة الانبار. واشاد "بالمعنويات العالية للقوات والروح القتالية مؤكدا العزم على تحقيق النصر وهزم العصابات الارهابية وتحرير الانبار سيكون في وقت قريب ".
وبمناسبة حلول عيد الفطر خاطب العبادي العراقيين وقوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر الذين يقاتلون داعش قائلا "ان كل انتصار تحققونه هو عيد لشعبكم الذي يقف معكم ويترقب بشائر النصر على ايديكم ، فتحية لكم وانتم تواصلون احراز الانتصارات وتذيقون عصابة داعش الارهابية مر الهزيمة في تكريت وبيجي المحررتين وفي الانبار حيث تبزغ شمس الانتصار في الفلوجة والرمادي لتعود هذه المحافظة العزيزة الى حضن الوطن ويعود اهلها الى ديارهم امنين مطمئنين في القريب العاجل".
وشدد بالقول "لقد عقدنا العزم على تطهير كامل الاراضي العراقية ولن يطول الوقت الذي سنحتفل فيه معا بالنصر المؤزر في الانبار ونينوى وجميع محافظات العراق وبعودة جميع النازحين والمهجرين الى ديارهم وذلك هو عيدنا الاكبر".
وفي وقت سابق اليوم اعتذر العبادي عن استقبال المهنئين بمناسبة عيد الفطر من المسؤولين في الحكومة والسياسيين والقادة العسكريين داعيًا إياهم إلى إجراء زيارات لعوائل القتلى من القوات الأمنية ومخيمات النازحين.
وقال مكتب العبادي في بيان إن "رئيس الوزراء يعتذر عن استقبال المهنئين بمناسبة عيد الفطر المبارك ويدعو الى زيارة عوائل الشهداء والجرحى في المستشفيات وزيارة المهجرين والنازحين".
يذكر انه رغم خسارة تنظيم "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق) ونينوى وصلاح الدين (شمال) لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014.
التعليقات