بات الملياردير والنجم السابق لبرامج تلفزيون الواقع دونالد ترامب يهيمن على الانتخابات التمهيدية عن الحزب الجمهوري في السباق الى البيت الابيض لعام 2016، لكن تعليقاته المهينة وتهديداته بان يكون مرشحا مستقلا قد تنقلب ضده.


واشنطن: قال براين ماكلانغ المستشار الجمهوري الذي تعاون في 2012 مع المرشح للانتخابات التمهيدية تيم باولنتي في حديث لوكالة فرانس برس ان المسؤولين والمرشحين الجمهوريين "يجب ان يتحركوا ويدينوا هذا النوع من الحماقة كالتي يظهرها دونالد ترامب".

وترامب الشخصية القوية والمعروف لزلات لسانه اربك حملة الانتخابات التمهيدية عن الحزب الجمهوري.

والجدل الاخير كان رفضه الاعتذار بعد تعليقاته بشأن ميغن كيلي الصحافية الكبيرة في قناة فوكس نيوز المحافظة التي اتهمها بطرح اسئلة جريئة لانها كانت في فترة حيض.

وقال الاثنين على قناة ام اس ان بي سي "يجب ان تعتذر هي مني" رافضا سحب تصريحاته رغم الجدل الذي لم يتراجع بعد ثلاثة ايام من الحادثة.

وقال الجمعة معلقا على سلوك كيلي التي شاركت في ادارة اول مناظرة تلفزيونية للانتخابات التمهيدية الجمهورية "كان في امكاننا ان نرى الدم يخرج من عينيها ويخرج من ... اي مكان". واثارت هذه التصريحات موجة استنكار حتى داخل المعسكر الجمهوري.

وكان ترامب اثار ضجة قبلا بعد ان قال ان المهاجرين المكسيكيين "مغتصبون" ثم شكك في ان يكون السناتور الجمهوري جون ماكين (78 عاما) "بطلا" بعد ان اسر وعذب في فيتنام حيث سجن لخمس سنوات.

وبدلا من ان تنعكس تصريحاته سلبا عليه وتؤثر&في آراء الناخبين الجمهوريين، ساهمت في وضعه في المرتبة الاولى في استطلاعات الرأي.

وتأكدت هذه النتيجة الاثنين في اول تحقيق اجري منذ مناظرة السادس من اب/اغسطس بين المرشحين ال10 الرئيسين في المعسكر الجمهوري في الاقتراع الرئاسي لدى ناخبين محتملين في الانتخابات التمهيدية. وفي ولاية ايوا (شمال) حيث ستجري اول عملية اقتراع يدعم 19% من المستطلعين ترامب امام المرشحين الاخرين مع 12% لبن كارسون وسكوت ووكر و11% لجيب بوش وفقا لمعهد بابليك بوليسي بولينغ.

واظهر ترامب تقدمه ايضا في استطلاع اخر اجرته مورنينغ كونسالت ونشرت نتائجه الاثنين.

وامام حماسة مناصريه يزداد القلق في المعسكر الجمهوري الراغب في ان يفوز مرشح متين وجدي بالانتخابات التمهيدية ليواجه المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون.

ووصفت كلينتون تصريحات ترامب المتعلقة بصحافية فوكس نيوز بانها "فضائحية".

وصرحت لشبكة سي ان ان "على الحزب الجمهوري ان يهتم بامره" مضيفة ان تصريحاته "العدائية" يجب الا تتستر على الموقف المعارض للاجهاض لمرشحين جمهوريين اخرين.

وحتى الان اثار ترامب عداوة شخصيات جمهورية نافذة وتعليقاته بشأن الصحافية ساهمت في استبعاده من تجمع سياسي كبير للمحافظين في نهاية الاسبوع في اتلانتا (جنوب شرق).

وقال جيب بوش معقبا على تعليقات ترامب المسيئة الى النساء "لا نكسب الانتخابات بهذه الطريقة".

وذهب بول راند المرشح للانتخابات التمهيدية المنبثق من حزب الشاي المحافظ الى ابعد من ذلك مؤكدا ان "دونالد ترامب لا يتمتع بالمواصفات اللازمة لقيادة البلاد".

من جهة اخرى اعلن ترامب تغييرات في حملته مع رحيل احد مستشاريه الرئيسين روجر ستون في نهاية الاسبوع.

وقال ترامب انه "صرفه" في حين اكد ستون انه انسحب لان الحملة بدأت تبتعد عن "المواضيع الاساسية".

وقال ترامب الاحد لصحيفة واشنطن بوست "ساقدم المزيد من المواقف" الملموسة.

ورد الجمهوري براد مارستون "عليه تقديم برنامج مفصل وملموس لدعم تصريحاته ولا ارى انه يفعل ذلك".

وقد تستمر حملته حتى مطلع 2016 واول اقتراع في الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا لكن "ترشيح دونالد ترامب سينتهي هنا" كما قال براين ماكلانغ.

حتى وان نجح الجمهوريون في التخلص من ترامب قد يستمر الملياردير المثير للجدل في احراجهم من خلال المشاركة في الاقتراع كمرشح مستقل كما المح.

وقال ماك ماكوركل الاستاذ في جامعة ديوك "سيكون الامر مخيفا" للجمهوريين. واضاف "حتى وان لم يصمد (ترشيحه) ولم يعد يطرح تهديدا كبيرا كخيار ثالث قد يتمكن من تحديد مسار الحملة ما يعود بالفائدة على هيلاري كلينتون".