مع ترقب قرار بضربة عسكرية محتملة قد تكون عربية أو من جانب قوات (الناتو)، صدر بيان سداسي أوروبي ـ أميركي مشترك يدين الأعمال البربرية المستمرة التي ينفذها إرهابيون موالون لـ(داعش) بمدينة سرت في ليبيا.

ودانت حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في بيان مشترك، الإثنين، أشد إدانة الأعمال البربرية المستمرة التي ينفذها إرهابيون موالون لداعش بمدينة سرت في ليبيا.

وقال البيان الذي نشرته وزارة الخارجية البريطانية على موقعها الالكتروني: وتقلقنا جداً أنباء تفيد بأن هؤلاء المقاتلين يقصفون مناطق ذات كثافة سكانية عالية في هذه المدينة ويرتكبون أعمال عنف لترويع المواطنين الليبيين.

ودعت الدول جميع الأطراف الليبيين الذين يطمحون لأن يكون بلدهم موحدا وينعم بالسلام للانضمام لجهود مكافحة التهديد الذي تشكله جماعات إرهابية خارجية تستغل ليبيا لأهدافها الخاصة.

ترحيب بالحوار السياسي

ورحب بالجولة الأخيرة من الحوار السياسي التي جرت في جنيف برعاية الأمم المتحدة، ونؤكد دعمنا التام لعملية الأمم المتحدة بقيادة برناردينو ليون، الممثل الخاص للأمين العام.

وقال البيان المشترك إن التطورات المستنكرة بمدينة سرت تؤكد الحاجة العاجلة لأن تتوصل كافة الأطراف في ليبيا لاتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكنها، بالعمل مع المجتمع الدولي، لتوفير الأمن بمواجهة الجماعات المتطرفة التي تسعى لزعزعة أمن البلاد.

وأكدت الدول الأوروبية الخمس والولايات المتحدة على أنه ليس هناك حلاً عسكرياً للصراع السياسي في ليبيا، وأعربت عن قلقها تجاه زيادة سوء الأوضاع الاقتصادية والإنسانية فيها يوما بعد يوم.

وختم البيان المشترك: إننا على أهبة الاستعداد للمساعدة في تطبيق اتفاق سياسي يكفل استطاعة حكومة الوحدة الوطنية ومؤسساتها الوطنية العمل بكفاءة وتلبية الاحتياجات الملحة لدى الشعب الليبي.

ضربات جوية متوقعة

وإلى ذلك، قال تقرير إن الحكومة الليبية تترقب ما سيحمله الاجتماع الطارئ للجامعة العربية، المخصص لبحث الدعوة التي وجهتها إلى الدول العربية لشن ضربات جوية ضد متشددي (داعش)، وسط ترجيحات أن تخرج الجلسة بقرارات تمهد لضربة "موضعية" ومحددة الأهداف.

وفي الوقت الذي تترقب فيه مصادر دبلوماسية غربية أن يقوم حلف الأطلسي (الناتو) بتنفيذ ضربة عسكرية لمعاقل (داعش) في سرت ودرنة، قال الأمين العام المساعد السابق في جامعة الدول العربية، السفير سعيد كمال، لـ"سكاي نيوز عربية" إن قرار ضرب متشددي تنظيم الدولة في بعض المناطق الليبية مرهون بإجماع وتنسيق بين دول الجوار الليبي، مصر وتونس والجزائر والمغرب.

اجتماع الثلاثاء

إلا أن الاجتماع الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين المقرر عقده الثلاثاء، لن يفضي في حال توفر الإجماع إلى قرار فوري حاسم، وفق كمال الذي أوضح أن أقصى ما يمكن أن يتوصل إليه المندوبون إحالة الموضوع إلى لجنة عسكرية لدراسة الواقع الميداني.

فالجامعة العربية، وبموازاة حرصها على الأمن في ليبيا، لن تصدر أي قرار يخول بعض الدول العربية استهداف المتشددين الذين سيطروا على سرت ودرنة، إلا في حال توفرت لها معطيات وإحداثيات وخرائط لانتشار التنظيم ومواقعه في ليبيا.

وأوضح كمال أن الجامعة تولي أهمية قصوى للجانب الإنساني في هذه العمليات، لذا في حال قررت الاستجابة لطلب الحكومة الشرعية، فستوكل مهمة الدراسة الميدانية لخريطة انتشار داعش إلى لجنة عسكرية في محاولة لتفادي سقوط أبرياء.

وكانت الحكومة الليبية ناشدت في بيان الدول العربية لتوجيه "ضربات جوية محددة الأهداف لتمركزات تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت بالتنسيق مع جهاتنا المعنية"، مما يتوافق على ما يبدو مع المعايير الإنسانية للجامعة العربية.