نشرت وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري جزءًا من لقاء وزير الخارجية وليد المعلم مع تلفزيون "النهار" المصري، الذي يزور مقدمه العاصمة السورية مع وفد إعلامي، حيث اعتبر المعلم أن المجازر في دوما وغيرها مجرّد فن إعلامي، وبرر خلاف النظام مع تركيا بأن الأخيرة أرادت إشراك الإخوان المسلمين في السلطة.


بهية مارديني: قال المعارض السوري عبد السلام النجيب إن "المعلم يحاول أن يبرر قتل النظام للسوريين واستخدام البراميل والمدافع، كما يحاول أن يبدو أمام الإعلام المصري أنه ضحية، وليس هو مرتكب المجازر، مع أنه في التصريحات يدين نفسه، عندما يقول إن المعارضة المسلحة تستعمل المدنيين دروعًا، وهذا يعني أن النظام يعرف أن هناك مدنيين، وهو يحاصر دوما، ورغم ذلك يرمي براميله على أهلها".

"وتر" الإخوان
واعتبر النجيب في تصريحاته لـ"إيلاف" أن المعلم خصّ تصريحاته هذه لوسائل الإعلام المصرية، لأنه يعرف خلاف الحكومة المصرية مع الإخوان المسلمين، ويعرف حساسية ملف الإخوان، فأخذ يزعم أن الخلاف مع تركيا هو بسبب أنها أرادت إشراك الإخوان المسلمين في السلطة، وأن أحمد داوود أوغلو عرض ذلك صراحة، وأنهم رفضوا، لأن الإخوان إرهابيون.

وأكد النجيب "أن المعلم يثبت من جديد أن النظام لا يريد الحل السياسي على الإطلاق، فالمعلم يرحّب في تصريحاته بأية مبادرة للحل، لكنه من جانب آخر يرفض كل المبادرات ويلعب على عامل الوقت". وأشار النجيب إلى "أن المعلم يتهم المعارضة بالخيانة والعمالة، بينما إيران هي من تحمي نظامه وتقوّيه وتشدّ من عزمه".

رمي "الكرة"
ولفت إلى أن المعلم يحاول أن يربط تحالف نظامه مع إيران وحزب الله بالعداء مع إسرائيل، ليدغدغ عواطف الناس والعرب، بينما الجميع كشف إدّعاء النظام وأكاذيبه وإجرامه.
وأكد النجيب أن وزير خارجية النظام السوري يحاول أن يهرب من المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع& في البلد وعن الجرائم التي ارتكبها، ويحاول أن يرمي المسؤولية على مصر والسعودية، لأنهما تخليتا عنه، كما يقول.

وشدد النجيب على أن مسؤولية المجازر والقتل تقع على مرتكبيها من مجرمي النظام السوري. ودعا المعلم الخميس إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وإلزام الدول الراعية للتنظيمات الإرهابية بوقف تمويلها وتسليحها، من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، حسبما أوردت وكالة "سانا" السورية.

وقال المعلم في حوار مع الإعلامي المصري عمرو الكحكي على قناة "النهار" المصرية، وبثتها وكالة أنباء النظام سانا: إن "مشكلتنا تنبع من وجود إرهابيين أجانب على الأراضي السورية، منهم الشيشاني والبريطاني، ومن جنسيات مختلفة".

لإيران دور
وأكد المعلم أن حل الأزمة في سوريا يحتاج جهودًا كبيرة، معربًا عن تفاؤله بدور إيران في هذا الحل، ولا سيما أنها تلعب الدور المنوط بها، باعتبارها دولة إقليمية كبرى، كما إن مصر تستطيع أيضًا أن تكون كذلك لو قامت بدورها.

وزعم المعلم أن جزءًا كبيرًا من الشعب، الذي كان يشكل حاضنة لهؤلاء "المسلحين"، اقتنع اليوم بأن الدول الراعية لهم لها مطامع، وهناك مظاهرات في بعض المناطق خرجت ضدهم. وقال: "طالما أن الجيش السوري مصمم ومتماسك ومستعد لتقديم التضحيات فهو أمر يدعو إلى التفاؤل".

وأكد المعلم أن الإرهاب يصدّر إلى سوريا من أكثر من مئة دولة في العالم يأتون عبر الأراضي التركية والأردنية وغيرها ليقاتلوا في سوريا. وتساءل "لماذا تسمح تركيا للإرهابيين بالعبور إلى سوريا، وتقيم لهم أميركا معسكرات تدريب في تركيا، في الوقت الذي تصفق فيه إسرائيل لكل قطرة دم سورية تزهق؟".

بروباغندا "منظمة"
وقال: "شيء طبيعي أن تستخدم الدولة السورية الأدوات المناسبة لهزيمة الإرهاب، لكن الكثير من الإرهابيين يحتجزون المدنيين كدروع، لذلك ما يقال عن مجازر في دوما وغيرها أخبار ملفقة يتم ترتيبها بفن إعلامي معيّن". وأعرب المعلم عن ترحيب سوريا بأية مبادرة عربية لحل الأزمة فيها. وقال "نحن شعب نسعى إلى وقف سفك الدماء".

وعن علاقة سوريا بإيران وحزب الله، قال المعلم: إن "علاقتنا بإيران وحزب الله تقلق البعض، بسبب موقفنا الموحد ضد إسرائيل"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه "لا وجود لنفوذ إيراني في سوريا، بل علاقة احترام متبادل، كما لا يوجد نفوذ روسي وصيني، والنفوذ هو فقط للشعب السوري.. وإن العرب هم من استقالوا من دورهم تجاه سوريا.. بعضهم يتفرج، والبعض حمل الخنجر وطعننا من الخلف بأوامر أميركية، في الوقت الذي هبّت فيه إيران لمساعدتنا".

خارج الجماعة
وردًا على سؤال حول تدهور العلاقات بين سوريا ومصر والسعودية، قال المعلم: "إن هذا السؤال لا يوجّه إلى وزير خارجية سورية، فهي التي كانت دائمًا تدافع عن الهمّ العربي، بل يوجّه إلى مصر والسعودية، لماذا ابتعدوا عن سوريا.. نحن نبارك ثورات مصر والإطاحة بالإخوان المسلمين وبالتصدي لإرهاب تنظيم داعش في سيناء".

واعتبر المعلم أن الخلاف السوري التركي سببه رفض القيادة السورية طلبًا من أنقرة تقدم به وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو عام 2011 صراحة بإشراك جماعة الإخوان المسلمين في السلطة، ورفضناه، لأن الإخوان إرهابيون، وقلنا إن هذا التنظيم إرهابي منذ عام 1980.

وحول سؤال عن الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، رد بسؤال "ماذا يمثل هذا الائتلاف على الأرض السورية.. نحن فاوضناه في جنيف2.. وكان في الغرفة الأخرى هناك ممثلون عن 35 دولة يلقنون هذا الائتلاف ردًا على اقتراحاتنا.. نحن نريد معارضة تأتمر بأمرها، لا بأمر الدول الأخرى.. هذه المعارضة الوطنية التي نريدها".

&