تتواصل التكهنات بشأن عزم نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الترشح للرئاسة، لكن كافة التقديرات تبين أنه يضع الآن الاعتبارات العائلية وهيلاري كلينتون نصب عينيه كي يتخذ قراره النهائي.


تشكل القضايا الشخصية العقبة الأكبر في طريق نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يفكر جدياً في دخول حلبة التنافس على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2016. &وقالت مصادر قريبة من بايدن إنه يحاول أن يعرف ما إذا كانت عائلته قوية عاطفياً، لخوض حملة انتخابية شاقة، وهي التي ما زالت في حداد على وفاة نجله بو. &

وأكد مراقبون ان رغبة بايدن في الترشح اقوى الآن منها في وقت سابق من الصيف وانه يعتقد أن خبرته خلال الستة اعوام ونصف العام الماضية مقترنة بتاريخه في مجلس الشيوخ حيث كان يتبنى قضايا الطبقة الوسطى، تؤهله ليكون وريث الرئيس اوباما في البيت الأبيض.&
&
ولكن وفاة بو بايدن في ايار/مايو الماضي دفع بايدن الأب إلى التفكير في ما إذا كان بمقدور العائلة أن تتحمل اعباء ترشيحه للرئاسة وما يترتب على ذلك من عمل متواصل طيلة الحملة الانتخابية.&
&
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مستشاري بايدن أنه حدد لنفسه نهاية الصيف لحسم قراره بشأن الترشح. ويمهله هذا الموعد شهرا آخر تقريباً، ولكن القرار يمكن أن يُتخذ قبل ذلك.&
ويرى محللون أن بايدن إذا دخل حلبة السباق سيكون المرشح الضعيف في مواجهة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي جمعت موارد ضخمة لتمويل حملتها وتتقدم اشهراً على نائب الرئيس على مستوى التحضير وتعبئة القوى في الولايات التي ستجري فيها اول الانتخابات التمهيدية. &
&
وسيبدأ بايدن من الصفر تقريبًا، ولن يكون لديه وقت مفتوح بلا حدود لجمع المال وتوظيف الكوادر المطلوبة لإدارة حملته. &&
&
وشهدت كلينتون هبوط شعبيتها بالارتباط مع استخدام بريدها الالكتروني الشخصي في مراسلات رسمية حين كانت وزيرة الخارجية والتحقيق الذي يجري الآن في ما إذا تضمنت هذه المراسلات مواد مصنفة تتعلق بالأمن القومي. &وكان هذا من اسباب التكهنات التي تتوقع دخول باين حلبة السباق. &ومن النقاط التي يتعين على بايدن ان يدرسها وهو يفكر في الترشيح مدى الضعف الذي اعترى كلينتون خلال هذه الفترة رغم أن هذا الضعف لن يتضح قبل أن يحين موعد اعلان قراره. &
&
ومن العوامل الأخرى التي ترجح دخول بايدن حلبة السباق الرئاسي نسف جميع التوقعات السابقة عن حلبة المتنافسين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء. ويشمل هذا صعود الملياردير دونالد ترامب المفاجئ وهبوط شعبية كلينتون بعدما كان يُعتقد ان الآلة الانتخابية التي بنتها آلة لا تُقهر وتنامي شعبية المرشح الديمقراطي اليساري بيرني ساندرز.
&
ومع تزايد التكهنات بشأن دخول بايدن حلبة السباق انضم نائب الرئيس إلى اوباما على الغداء يوم الاثنين في اول لقاء مباشر بينهما منذ غادر الرئيس الاميركي لقضاء اجازته الصيفية قبل اسبوعين. وكان اللقاء فرصة أتاحت لنائب الرئيس اطلاع اوباما على تفكيره بشأن الترشح للرئاسة، ولم يكن هناك ما يشير إلى أن الرئيس فعل ما يثبط عزائم بايدن. &بل على العكس أصدر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بياناً يكيل المديح على بايدن باسم الرئيس قائلاً إن اوباما يعتقد أن اختيار بايدن نائبا له كان "أذكى قرار اتخذه في السياسة".&
&
اوباما نفسه التزم جانب الحياد بين المتنافسين على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي رغم انه دأب على الإشادة بعمل كلينتون في وزارة الخارجية ومؤهلاتها للرئاسة. &وامتنع المتحدث باسم البيت الأبيض عن الدخول في نقاش مع الصحافيين بشأن ميول اوباما وتفضيلاته في حال انتهاء معركة الترشيحات الى منافسة ثنائية مفترضة بين بايدن وكلينتون. &ولكنه لم يستبعد اعلان الرئاسة وقوفه الى جانب احد المرشحين في نهاية المطاف. &
&
ويمثل وضع كلينتون واحدا من أعقد العوامل في حسابات بايدن وتقدير فرصه إذا قرر الترشيح. &ولم يكن الذين يحثونه على الترشح غافلين عن هبوط شعبيتها خلال الاسابيع الماضية وزيادة التكهنات بأن هذا يشجع بايدن على الترشح.&
&
ولكن مواطن ضعف كلينتون ليست مبررا كافيا لترشيح بايدن بل يحتاج الى برنامج خاص به يكون برنامجا جريئا يستوحي رؤية اساسها الاقتصادي دفاعه عن مصالح الطبقة الوسطى وخبرته في مجال السياسة الخارجية.&
&
وما يزيد الأمر تعقيدا ان اعتبارات بايدن العائلية وضعف كلينتون السياسي لن يتضحا عندما تدق الساعة ويتعين على نائب الرئيس ان يعلن قراره.&
&