اسلام اباد: اعلن مسؤولون مقتل عشرة مدنيين على الاقل الجمعة في تبادل لاطلاق النار بين الهند وباكستان على الحدود بين البلدين بعد اقل من اسبوع على افشال عقد مفاوضات للسلام على مستوى عال بسبب النزاع حول كشمير.

وقتل ستة مدنيين باكستانيين بالقرب من مدينة سيالكوت في ولاية البنجاب واربعة قرويين هنود في الشطر الهندي من منطقة كشمير المتنازع عليها، وفق حصيلتين من مصادر عسكرية في البلدين. وقال المسؤولون ان اكثر من خمسين شخصا آخرين جرحوا.

وكان يفترض ان يعقد لقاء بين مستشاري الامن القومي في البلدين في نيودلهي الاحد الماضي، لكنه الغي في اللحظة الاخيرة بسبب خلاف على مسألة ادراج كشمير الواقعة في منطقة الهيمالايا والمقسومة بين البلدين على جدول الاعمال.&& وفي بيان وزع على وسائل الاعلام، قالت وزارة الخارجية الباكستانية انها استدعت المفوض الهندي الاعلى في اسلام اباد لابلاغه باحتجاجها على انتهاك وقف اطلاق النار.

وقال البيان ان "حكومة باكستان تحتج بشدة على الانتهاكات الاخيرة لوقف اطلاق النار من قبل الهند في قطاعي هاربال وشبرار عند الحدود الفعلية، ما ادى الى استشهاد ستة مدنيين بينهم امرأة وطفل". ويتبادل البلدان باستمرار اطلاق النار والقصف المدفعي عبر الحدود في كشمير وجنوب البنجاب، ما يؤدي الى مقتل مدنيين.

وقال مسؤول امني باكستاني كبير لوكالة فرانس برس ان القوات الهندية بدأت باطلاق النار عند الساعة الثالثة من الجمعة (22,00 تغ من الخميس). واضاف انه استمر متقطعا خلال الصباح. واعلن الجيش الباكستاني في بيان "استشهاد ستة مدنيين واصابة 46 آخرين بجروح خطيرة بينهم 22 امرأة بسبب اطلاق نار وقصف لا مبرر لهما على الحدود بالقرب من سيالكوت في قطاعي شبرار وهاربال".

وفي الجانب الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، اتهم المسؤول في قوة امن الحدود راكيش كومار شارما باكستان باستهداف مدنيين بقذائف هاون اطلقت "بلا مبرر". وصرح كبير مسؤولي المنطقة باوان كوتوال ان "اربعة قرويين قتلوا في القصف عبر الحدود، ثلاثة منهم في الصباح والرابع توفي في وقت لاحق في المستشفى متأثرا بجروحه".

وذكر الضابط في قوة امن الحدود جي اس اوبيريو ان 16 شخصا جرحوا، مشيرا الى ان عشرة مراكز حدودية وقرى عدة استهدفت بالقصف الباكستاني. وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب اثنتان منها من اجل كشمير منذ استقلالهما في 1947. وما زالت هذه المنطقة تشكل مصدر توتر كبير بينهما. وتقاتل اكثر من عشر مجموعات مسلحة منذ 1989 اما من اجل استقلال الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير واما من اجل الحاقه بباكستان.

ووقع اطلاق النار المتبادل على الحدود المفروضة بحكم الامر الواقع والمعروفة باسم خط المراقبة في منطقة كشمير المتنازع عليها وكذلك في البنجاب على خط "الحدود الفعلية". واثارت امكانية عقد محادثات بين مستشاري الامن القومي الباكستاني سرتاج عزيز والهندي اجيت دوفال املا في تخفيف حدة التوتر بين البلدين. لكن الاجتماع الغي وسط تبادل كلامي حاد السبت. فقد طلبت نيودلهي من باكستان الموافقة على ان تقتصر المحادثات بين البلدين على بحث مكافحة الارهاب. لكن باكستان رفضت هذا الطلب.

وقالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج للصحافيين السبت ان لدى باكستان مهلة حتى "الليلة" لتأكيد موافقتها على ان يقتصر جدول الاعمال على "الارهاب والارهاب فقط".

لكن الخارجية الباكستانية ردت ان المباحثات المقررة "لا يمكن ان تتم على اساس الشروط المسبقة التي وضعتها الهند". واضافت ان "المباحثات بين المستشارين الامنيين للبلدين لن تفيد في شيء اذا تمت على اساس الشرطين اللذين اوردتهما الوزيرة" الهندية.