أعلن مئات البريطانيين أن بيوتهم مفتوحة لإيواء لاجئين سوريين، مناشدين رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأن يتراجع عن رفضه استقبال المزيد من السوريين الهاربين من الحرب والدمار. في موازاة ذلك أطلقت حملة تطوعية لمساعدة هؤلاء اللاجئين، كتعويض عن تقصير الحكومة في هذا الشأن.
عبدالاله مجيد: يواجه كاميرون ضغوطًا متزايدة في الداخل، بما في ذلك من حزب المحافظين، ومن الحكومات الأوروبية، وحتى من الأمم المتحدة، لقبول المزيد من ضحايا الحرب والقمع.&
مسؤولية مشتركة
وقال ممثل الأمم المتحدة الخاص لشؤون الهجرة الدولية بيتر سذرلاند إن بعض الدول تتحمل عبئًا كبيرًا من أزمة المهاجرين، ولكن بريطانيا من الدول التي يمكن أن تفعل المزيد في هذا الشأن. وأعلنت رئيسة حزب المحافظين السابقة سيدة وارسي أن على بريطانيا قبول آلاف اللاجئين.&
واستقبلت بريطانيا 216 لاجئًا سوريًا، قالت صحيفة واشنطن بوست، إن عددهم لا يكفي لملء قطار واحد من قطارات الأنفاق في لندن. وشهدت حملة على فايسبوك في إيسلندا تعهد 12 ألف شخص أو 4 في المئة من سكانها، البالغ عددهم 300 ألف، بإيواء لاجئين. ويعادل هذا الرقم 2.6 مليون شخص في بريطانيا.
حملة ميدانية
وأُطلقت في بريطانيا حملة مماثلة، تعهد فيها مئات حتى الآن بالتطوع لمساعدة اللاجئين، فيما أعلن آخرون عن استعدادهم لإيواء لاجئين في بيوتهم إلى حين إعادة توطينهم مطالبين الحكومة بعمل المزيد.
تكتسب الحملة زخمًا متزايدًا بتوقيع 15 شخصًا على التعهد كل ساعة، في وقت تصدرت أزمة اللاجئين والمهاجرين عناوين الصحف ووسائل الإعلام في أوروبا، مع وصول آلاف إلى القارة من الشرق الأوسط وأفريقيا ومشاهد الضحايا من الأطفال الذين هلكوا على شواطئ أوروبا.
ويعرض الكثير من البريطانيين في إطار الحملة ما يمكن أن يقدموه من مساعدة، بما في ذلك الترجمة والمرافقة. فيما تعهد آخرون بأن يؤوي كل واحد منهم لاجئًا في بيته. بدأت الحملة بمبادرة من منظمات مدنية ودعم حزب الخضر. وتساءل أحد الموقعين على التعهد قائلًا "إنهم بشر، وبحاجة ماسة. ونحن بشر ومحظوظون بما فيه الكفاية لأن يكون لدينا شيء نقدمه. ما الحياة إذا لم تكن تواصلًا مع الآخر؟".
&
علاقات مهددة
أثار رفض بريطانيا قبول المزيد من اللاجئين غضب ألمانيا، التي تعهدت باستقبال 800 ألف لاجئ هذا العام، وهو رقم يزيد أربعة أضعاف على عدد الذين استقبلتهم في عام 2014. وحذر شتيفان ماير المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل من أن "ضررًا يمكن أن يلحق" بعلاقات بريطانيا مع ألمانيا إذا بقيت "خارج النادي في هذه المهمة الكبيرة".&
وقال الناشط البريطاني جونثان كوكس إن ضآلة عدد اللاجئين، الذين استقبلتهم بريطانيا، إلى حد مخجل، وكانت السبب الرئيس وراء إطلاق الحملة. أضاف إن استراتيجة الحملة هي تشكيل مجموعات من البريطانيين المستعدين لاستقبال لاجئين في مناطق سكنهم، والضغط على المجالس البلدية في هذه المناطق، للمشاركة في برنامج إعادة توطين اللاجئين.&
كاميرون: ليس حلًا
وقالت بيبا بارتولوتي زعيمة حزب الخضر في مقاطعة ويلز لموقع هفنغتون بوست "علينا أن نستقبل حصتنا من اللاجئين بأحضان مفتوحة، كلهم، ولكن ما يجري بدلًا من ذلك هو مدّ المزيد من الأسلاك الشائكة لمنعهم من الدخول".
في هذه الأثناء قال كاميرون إن بريطانيا أخذت "عددًا من طالبي اللجوء الحقيقيين من مخيمات اللاجئين السوريين، ونحن نراجع ذلك باستمرار، ولكننا نعتقد أن المهم هو محاولة تحقيق السلام والاستقرار في تلك المنطقة من العالم، ولا أعتقد أن هناك حلًا يمكن تحقيقه بقبول المزيد من اللاجئين".
&
التعليقات