رأت غالبية ساحقة من قراء "إيلاف" شاركت في الاستفتاء الأسبوعي أنّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لن يستطيع تقويض التدخل الإيراني في شؤون بلاده.

لندن: وجهت "إيلاف" سؤالا الى قرائها ضمن الاستفتاء الاسبوعي يقول "هل ينجح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الحد من نفوذ إيران في بلاده؟". وشارك 2043 قارئا في التصويت تنوعت إجاباتهم بين نعم ولا. ويبدو أن كلا من الفريقين له أسبابه في اتخاذ موقفه هذا من السؤال.

لن ينجح

فقد رأت غالبية ساحقة من القراء الذين شاركوا في التصويت، بلغ عددها 1771 قارئا ما نسبته 87 % من العدد الاجمالي ان العبادي لن ينجح في الحد من نفوذ إيران في العراق حيث من الواضح أن هذا الموقف ينطلق من اعتقاد راسخ بأن إيران مستمرة وبقوة في سيطرتها على شؤون العراق وانها لن تتنازل عن هذا النفوذ بسهولة خاصة مع وجود قوى ومنظمات داعمة لهذا التدخل وخاصة الميليشيات الشيعية المسلحة التي انشأتها إيران في العراق وتقوم بدعمها ماليا وتسليحيا ومعنويا.

وإضافة الى ذلك فإن الاصلاحات التي بدأها العبادي في التاسع من الشهر الماضي مستهدفا ضرب رؤوس الفساد لم تنجح لحد الان في تحقيق هذا الهدف وخاصة في احالة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي حكم البلاد لمدة ثمان سنوات على التحقيق او المحاكم لدوره في سقوط مدينة الموصل الشمالية بيد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتركه السلطة وموازنة البلاد خاوية اضافة الى الاضطرابات الامنية وتصاعد الخلافات السنية الشيعية الكردية واتخاذها منحى عنفيا في الكثير من الاحيان.

فبعد أن شعر المالكي بالخطر من حوله سارع الى الذهاب الى إيران حيث عقد اجتماعا مع المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي محتميا بدعمه له والذي اوصل بدوره رسالة حاسمة الى قادة القوى الشيعية بالكف عن توجيه اتهاماتها للمالكي معتبرا ان احالته على المحاكمة خط احمر وهو ما التزمت به هذه القوى ونفذت ما اراد منها المرشد الإيراني.

كما أنه من الواضح أن موقف القراء هذا جاء بعدما رأت عدم قدرة العبادي خلال سنة حكمه الاولى الماضية من تحجيم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران او اجبارها على الانصياع الى القوانين العراقية فظلت تمارس اجنداتها الطائفية ضد المكونات العراقية الاخرى وتأييد الوجود الإيراني المتزايد في العراق.

الحد من النفوذ الإيراني

وعلى الجانب الثاني فقد صوتت اقلية من القراء بلغ عددها 272 قارئا شكلت نسبتهم 13 % من مجموع المشاركين في الاستفتاء البالغ عددهم 2043 للرأي القائل إن العبادي سينجح في الحد من النفوذ الإيراني في العراق.

ويبدو أن هذه الشريحة من المستفتين قد ادلت برأيها هذا متأثرة بالتصريحات الرسمية عن سيادة واستقلال العراق وبما روجتها بعض وسائل الاعلام اواخر الشهر الماضي عن رواية لم تؤكد من مصادر موثوقة حول مشادة كلامية بين العبادي وقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني المكلف إيرانيا بالملف العراقي.

فقد أشارت تقارير في 25 من الشهر الماضي الى انه بعد مشادة كلامية بين العبادي وسليماني بخصوص المالكي فقد خرج سليماني من الاجتماع غاضبا.

وقالت ان الهيئة السياسية للتحالف الشيعي العراقي عقدت اجتماعا برئاسة إبراهيم الجعفري ومشاركة كل من نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي& وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم وزعيم منظمة بدر هادي العامري وممثل عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اضافة الى العبادي وسليماني الذي تحدث عن إصلاحات رئيس الوزراء بطريقة توحي بعدم رضاه عنها لا سيما تلك التي يمكن أن تشكل مساسًا بالمالكي ليعترض عليه العبادي بقوّة ما دفع بسليماني إلى الخروج من الاجتماع غاضبا.

وأوضحت أن سليماني شارك في الاجتماع بعد أن كلفته القيادة الإيرانية بمهمة التأكد من عدم محاكمة المالكي أو فتح أي ملف ضده يمكن أن يؤدي في النهاية& ليس إلى محاكمة شخص وانما أيضا إلى محاكمة النموذج الشيعي في الحكم.
&