سربت مصادر دبلوماسية في واشنطن أمام "إيلاف" بأن محادثات القمة التي عقدها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الأميركي باراك أوباما تناولت جانباً مهما ستكون له انعكاساته المهمة في شأن الأزمة السورية.


نصر المجالي: قالت المصادر الدبلوماسية إن خطوة مهمة اتخذت على هامش محادثات الملك سلمان باتجاه تسريع إقامة منطقة الحظر الجوي فوق سوريا وهي خطة طال انتظارها وسيكون لها "الحسم النهائي" في التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي دخلت عامها الخامس.

يذكر أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان أشار في تصريحه الذي أجمل فيه نتائج محادثات القمة السعودية ـ الأميركية إلى التفاهم حول الشأن السوري، حيث قال إن القمة بحثت حل الأزمة في سورية وفقاً لبيان (جنيف 1)، مؤكداً أن الأسد يتحمل مسؤولية ظهور تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

وشدد الجبير على أن موقف المملكة بالنسبة إلى سوريا لم يتغير، والحل يشمل رحيل الأسد، حيث "إنه مسؤول عن قتل أكثر من 300 ألف سوري بينهم أطفال ونساء".

وأشار إلى أن الدعم العسكري الروسي للأسد إن صح سيشكل تهديداً خطيراً.

لا دور لبشار

وكان وزير الخارجية السعودية أكد في تصريحات سابقة سواء في واشنطن أو موسكو ولندن وبرلين وروما وباريس، على أنه لا يوجد دور للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا، مشددا على أن الطريق الوحيد لحل الأزمة سيكون من خلال الحل السياسي عبر تطبيق بيان مؤتمر (جنيف 1).

وترى المملكة العربية السعودية على الدوام أن لا طريق لوقف ماكينة الدم المستمرة في سوريا إلا بإقامة حظر جوي يمنع الأسد من الاستمرار في قتل الشعب السوري عبر الغارات الجوية والمجازر المستمرة عبر البراميل المتفجرة.

وكان الجبير أكد في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي قائلاً:"نحن نعتقد أن بشار الأسد بقتله حوالى 300 ألف شخص من شعبه، وجعله قرابة 12 مليونا لاجئين ونازحين، وتدمير الدولة، فإنه فقد كل شرعيته وليس لديه أي دور يلعبه في مستقبل سوريا".

وأضاف أنه يعتقد "أن الطريقة الوحيدة في سوريا، هو الحل السياسي، وذلك عن طريق تطبيق بيان جنيف 1، وذلك بإقامة حكومة انتقالية تشمل مجموعة من الأطياف السورية وصياغة دستور جديد، والتحضير للانتخابات"، وأكد أن هذه الحكومة يجب أن تكون "فاعلة ولا تتضمن بشار الأسد".

مطالب المشرعين

يشار إلى أن الموقف السعودي من ضرورة إقامة منطقة الحظر الجوي يتناغم مع مواقف لمشرعين أميركيين يطالبون بإقامة هذه المنطقة بعد تصاعد التقارير عن مجازر البراميل المتفجرة.

وترى السعودية ومعها كل المطالبين بمثل هذا الإجراء أن مناطق الحظر الجوي "ستحرم الأسد من السيطرة على الأجواء".

وإلى ذلك، فإن تقارير كانت نشرت سابقا لكن لم تؤيد من أي جهة رسمية تفيد بأن واشنطن تدرس مجموعة من الخيارات والخرائط التي توضح منطقة الحظر الجوي وخصوصا بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن.

الاتفاق التركي ـ الأميركي

ومثل هذه الخيارات كانت متزامنة مع الإتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا الذي تم التوصل إليه والذي يسمح للطائرات الأميركية باستخدام قواعد تركيا، وهو يتضمن بندا مهما جدا وفقا لتقرير في صحيفة تركية، هو إقامة منطقة حظر طيران في مناطق شمال سوريا والواقعة قرب الحدود مع تركيا، ما يمنحها وفقا لاتفاق مع أميركا الحق في ضرب واستهداف أي طائرة كانت تقترب من حدودها.

وعمليا فإن هذا يعني أن الولايات المتحدة وافقت على مطلب تركيا منذ فترة بإنشاء منطقة الحظر الجوي قرب حدودها مقابل إغلاق حدودها بوجه المقاتلين الأجانب والانضمام للتحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)، وهو أمر رفضه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في السابق.

وكانت صحيفة (حرييت) التركية، قالت في تقرير لها إن قوات التحالف بقيادة أميركية ستقوم عند الضرورة بطلعات استطلاع وضربات في المنطقة.

وأضافت أن الاتفاق ينص على أن "الطائرات الأميركية المجهزة بقنابل وصواريخ ستكون قادرة على استخدام قاعدة انجرليك الجوية" لشن غارات ضد تنظيم داعش، وستقدم تركيا الدعم لتلك الغارات بالمدفعية.

لا قوات برية

ولا يتضمن الاتفاق وصول أي قوات برية أميركية الى تركيا لكن سيسمح لكتيبة يصل عددها الى 50 موظفا عسكريا أميركيا بالدخول لتقديم الدعم التقني فقط من قاعدة أنجرليك الجوية قرب مدينة أضنة الحدودية.

غير أن الطائرات الحربية الاميركية ستتمكن من استخدام قواعد باتمان وديار بكر وملاتيا في شرق تركيا في حالات الطوارئ. ودون تحديد موعد دقيق قالت صحيفة (حرييت) إن قاعدة انجرليك ستفتح "في وقت قريب جدا" أمام القوات الأميركية للاستخدام في شن غارات في سوريا.

وحسب التقارير عن الاتفاق التركي ـ الأميركي، فإن منطقة حظر الطيران على أجزاء من سوريا الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا، تمتد على طول 90 كيلومترا بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين في محافظة حلب.

وفي الختام، ستقدم منطقة حظر الطيران الدعم لمنطقة آمنة مقررة على الارض يمكن أن تمتد حتى 50 كلم في عمق سوريا بهدف منع تسلل (الجهاديين) وتخفيف تدفق اللاجئين الى تركيا، كما أن "طائرات النظام السوري لن تتمكن من التحليق في منطقة حظر الطيران وسيتم استهدافها في حال فعلت ذلك".