كيف ينظر المواطن اللبناني إلى انعقاد طاولة الحوار اليوم على وقع الحراك المطلبي في الشارع، وهل يؤمن اللبنانيون بجدوى تلك الحوارات أم يعتبرونها مضيعة للوقت؟
&
بيروت: تلتئم طاولة الحوار اليوم على وقع الحراك المطلبي في الشارع واعتصامات لهيئات المجتمع المدني خارج مبنى مجلس النواب، وهكذا &تنتقل الجبهات المتخاصمة من الحكومة ومجلس النواب إلى قاعة الحوار، حيث سيبدأ البحث بالبند الأول الذي وضعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو انتخابات رئاسة الجمهورية، وتطالب قوى 14 آذار بالنزول إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس قبل البحث في أي بند آخر، أما رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون فمطلبه انتخاب الرئيس من الشعب، ما يعني تعديل الدستور قبل ذلك في مجلس النواب، أو التوصل إلى قانون انتخاب وإجراء الانتخابات والتوجه بعدها إلى الاستحقاق الرئاسي.
&
حوار عقيم
ماجد حلاوي يؤكد أن وطننا لبنان هو بلد قائم على الحوار، ويشير إلى أن مبادرة رئيس المجلس النيابي بالدعوة إلى طاولة الحوار هي محاولة انقاذ وتهدئة الامور.
ويرى أنه من المهم جدًا أن نعرف ماذا سنفعل في الحوار، لافتًا إلى أنه "يجب أن يكون بعقل منفتح ونفسية إيجابية"، رغم الأمل الضئيل بأن يعطي الحوار نتيجة، لأن كل الدلائل على الأرض تشير بأنه سيكون عقيمًا.
&
أزمة حقيقيّة
رالف سكر يؤكد أن لبنان يعيش أزمة نظام حقيقيّة، لا يمكن معالجتها بالخيارات الخاطئة، وتجاهل الحل الذي يرضي اللبنانيين، وتحديدًا الشباب الذين انتفضوا على هذا الواقع المذري الذي نتج عن ممارسات الطبقة السياسيّة اللبنانيّة، لأن البلد يعيش أزمة نظام حقيقيّة، من دون مخارج وآليات غير متوافرة للحل الآن، وهذا ما يترك الخيار للشارع في المدى المنظور، عبر مواجهة بين السلطة والمتظاهرين.
ويضيف سكر في ظل هذه الأجواء المعقّدة ومأزق النظام اللبناني، دخل الرئيس بري وطرح مبادرة للخروج من هذه الأزمة، ووافق الجميع باستثناء القوات اللبنانيّة، ومع هذا الموضوع سيفقد الحوار ورقة مسيحيّة أساسيّة، ومرجعًا بارزًا كالدكتور سمير جعجع.
ويلفت سكر إلى أن بري يريد من طاولة الحوار فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، وعودة التشريع وتفعيل الحكومة، فيما رئاسة الجمهورية لن تكون البند الأساسي وسيتم البحث فيها شكليًا، لأنه من المستحيل أن يكون الاستحقاق الرئاسي لبنانيًا بحتًا في هذه الظروف المعقّدة عربيًا وإقليميًا.
&
مضيعة للوقت
كريم صوايا يؤكد على عدم جدية الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويستذكر طاولات الحوار الماضية التي لم يتم الاتفاق فيها على أمور جوهرية باستثناء اتفاق بعبدا الذي ينص على تحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة، ويتساءل صوايا ما كان مصير اتفاق بعبدا سوى أن تم نقضه من قبل حزب الله وعدم العمل بمضمونه، إذ لا يزال حزب الله يحارب إلى جانب النظام السوري وبالتالي لم يتم تحييد لبنان عن أزمات المنطقة ولم يؤخذ بهذا الاتفاق، من هنا لا جدوى من أي طاولة حوار وهي بالنسبة له مضيعة للوقت ومضيعة لصبر اللبنانيين الذين سئموا انتظار الحلول من دون جدوى.&
&
التعليقات