يعتبر المعارض السوري محمد صبرا كل حديث عن إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب على الارهاب، إهانة للشعب السوري. ووصف صبرا في إفادته لـ"إيلاف" الأسد بـ"مجرم الحرب" الذي يجب محاكمته في لاهاي.

بهية مارديني: طالب المحامي السوري محمد صبرا الرئيس التنفيذي لحزب الجمهورية المعارض المجتمع الدولي بـ"إنهاء النزيف السوري والتزام قيم العدالة والشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني، ومحاكمة المجرم بشار الاسد وطغمته على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين، رافضا تحويله من مجرم الى محارب للإرهاب".

وقال صبرا لـ"إيلاف" إن تصريحات المسؤولين الأوروبيين بخصوص& المطالبة بالتحالف مع بشار الأسد فيها إهانة لأرواح السوريين، موضحا ان التصريحات التي صدرت عن وزيري خارجية النمسا وإسبانيا والتي تطالب بالتحالف مع مجرم الحرب بذريعة أنه يحارب الإرهاب، "تشكل بحد ذاتها إهانة لأرواح الضحايا الذين سقطوا برصاص وبراميل الأسد على مدى خمس سنوات دمر فيها الوطن وحطم بنيته وشرد نصف سكانه في المنافي وفي دول اللجوء".

وأضاف: "لقد طالب السوريون بحقهم في الحياة مثل أي شعب آخر، وهم يرون في أنفسهم وفي حضارتهم وتاريخهم الجدارة بالتمتع بالحرية والكرامة الإنسانية، لكن المجرم بشار وطغمته الحاكمة وأزلامه، لم يكتفوا بحرمان السوريين من هذه الحقوق الأولية بل وقفوا أمام تطلعاتهم مستخدمين جميع أنواع الأسلحة ضدهم، وقد أصدر مجلس حقوق الإنسان عشرات التقارير التي تثبت ارتكاب المجرم بشار جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بلغت حداً من الفظاعة التي تذكرنا بالعصر النازي وجرائمه الوحشية".

وقال صبرا: "استخدم المجرم بشار الأسد في قصفه المدن الطائرات والأسلحة الثقيلة والبراميل المتفجرة، بل وصل الأمر إلى حد استخدام السلاح الكيميائي الذي أدى إلى سقوط أكثر من 1500 شهيد أغلبيتهم من الأطفال".

وأشار الى رؤية العالم كله لـ"الجريمة الفظيعة التي ارتكبتها أجهزة أمن بشار بقتلها أكثر من 12 ألف معتقل بطرق وحشية لا يمكن لأحد أن يتخيل أن مثل هذه الجرائم ما زالت تقع في عصرنا هذا".

وذّكّر صبرا بصور الضحايا الذين "قتلوا في المعتقلات تحت تعذيب همجي، وهي تشير إلى العالم أجمع بأنه لا مكان لهؤلاء الوحوش في مجتمع إنساني يريد تعزيز قيم الحرية والتسامح. إن أخطر ما ارتكبه المجرم بشار هو تحطيم بنية مجتمعنا السوري عبر فتح الأبواب للميليشيات الطائفية الإرهابية التي استقدمها من العراق وإيران وأفغانستان ولبنان كتنظيمات داعش وأبو الفضل العباس و"لواء فاطميون" وميليشيا حزب الله الإرهابي".

واعتبر القيادي المعارض أن "مسؤولية انتشار التطرف وبث ثقافة الكراهية تقع على عاتق المجرم بشار وطغمته الحاكمة، فقد مارس منذ بداية الثورة السورية أبشع الجرائم وارتكب عشرات المجازر بالسكاكين، كمجزرة الحولة في 25 أيار/ مايو 2012 والبيضا في 2 أيار/ مايو 2012، وهذه المجازر التي ذبح فيها الأطفال أمام أعين ذويهم بالسكاكين والسواطير هي شاهد حي على ثقافة ونهج وسياسة هذا المجرم الإرهابي. إن مجرد الدعوة إلى التعاون معه بذريعة مكافحة الإرهاب، تشبه الدعوة إلى منح "أدولف هتلر" جائزة نوبل للسلام على الجرائم النازية التي ارتكبها بحق شعوب أوروبا. لذا، فالمكان الطبيعي لبشار الأسد، ووفقاً لقرارات مجلس حقوق الإنسان، هو محكمة الجنايات الدولية، وليس تحويله من مجرم إلى مكافح للإرهاب".

وطالب صبرا العالم بالتزام قيم العدالة والشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني، وطالبه في هذا السياق بـ"محاكمة المجرم بشار وطغمته على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين"، بحسب إفادته لـ"إيلاف".

وشدد على أن "احترامنا ذكرى ضحايا الإرهاب تتطلب من جميع الشعوب والحكومات التي تتبنى القيم الإنسانية، البحث عن الوسائل الحقيقة لمنح هؤلاء الضحايا الكرامة الإنسانية الواجبة، وذلك عبر محاكمة المجرمين الذين أزهقوا أرواحهم".

وطالب مجدداً ومن أجل إنهاء نزيف الدم السوري بضرورة "تحويل ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها بشار ومعاونوه إلى محكمة الجنايات الدولية ليلقوا جزاءهم العادل وفقاً لأحكام القانون".

التواجد الروسي في سوريا

من جانب آخر، وحول التواجد الروسي في سوريا أحجم ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين عن التعليق عمّا إذا كانت قوات بلاده تشارك في القتال في سوريا.

وقال بيسكوف إن "التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية واضح"، معتبرا "القوة الوحيدة القادرة على مقاومته هي القوات المسلحة السورية."

وجدد موقف بلاده من ضرورة أن يكون حليفها القديم الأسد جزءا من الجهود الدولية للتصدي للتنظيم المتشدد.

وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتناول سوريا والدولة الإسلامية في كلمته أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر في نيويورك.

وأشار إلى أنه لم يتحدد حتى الآن أي اجتماع بين بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما في نيويورك.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية أن" ناقلات جند مدرعة متطورة من طراز (بي.تي.أر-82 إيه) هي بين الأسلحة التي أرسلتها موسكو الى دمشق."

من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ما أسماه "ثبات موقف موسكو في دعم الدولة السورية لتحقيق توازن قوى يسمح لها بإدارة ملف مكافحة الإرهاب وإنتاج معطيات حقيقية لحل سياسي للأزمة في سوريا"، نافيا أي حديث عن وجود روسي عسكري على الأرض.

واعتبر المقداد في تصريح لقناة روسيا اليوم أنّ: "الهدف الأساسي لمثل هذه الإشاعات هو إطالة عمر الإرهاب لخدمة مصالح الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في المنطقة وخارجها وكذلك التعمية على التحالف الفاشل الذي قامت به الولايات المتحدة".

وأوضح المقداد أن الوجود الروسي يقتصر على وجود مستشارين في إطار هوامش الاتفاقيات الروسية – السورية العسكرية.

ولفت المقداد الى ما قالته المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا حول ان الاتحاد الروسي دعم سوريا في الماضي وسيدعمها الآن وسيدعمها في المستقبل مبينا أن هذا النهج الاستراتيجي هو الذي يحكم العلاقة بين سوريا وروسيا.

ولكن سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي قال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوداني إن: "أفراد الجيش الروسي موجودون في سوريا منذ سنوات عديدة... وأن روسيا ترسل عتادا عسكريا ومساعدات إنسانية في رحلات جوية إلى سوريا".

وأضاف لافروف أن روسيا ستتخذ مزيدا من الخطوات بشأن سوريا إذا دعت الحاجة.

وكان سيرغي لافروف قد أكد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري ضرورة محاربة "الجماعات الإرهابية" المسيطرة على أجزاء واسعة من سوريا، بشكل جماعي.