يردّ منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض عبر "إيلاف" على تصريحات الأسد للاعلام الغربي بأن في سوريا ارهابيين لا ثوار، وبأن تراجع قواته على الأرض مرده إلى دعم اقليمي وغربي للثوار. ويبشر آقبيق الأسد بمصير مماثل لمصير كل من صدام حسين ومعمر القذافي.


بهية مارديني: في حديث لصحيفة سويدية، اتهم رئيس النظام السوري بشار الأسد دولا عربية واقليمية بدعم الارهاب، ولذلك نجح "الارهابيون" في السيطرة على مدينة إدلب حسب زعمه.

الأسد امتدح كذلك منتدى موسكو التشاوري ومساعي المبعوث الاممي ستيفان ديمستورا الاخيرة بإجراء مشاورات، وتطرق الى عدة قضايا تخص سوريا والمنطقة.

هو الارهابي الأكبر

ولكن عضوا في الائتلاف السوري المعارض، وصف الأسد "بالارهابي الأكبر"، واستشرف في تصريحات لـ"إيلاف" مصير الأسد وتنبأ له بنهاية مماثلة لنهايتي صدام حسين والقذافي نظرا لتعنته وتشنج مواقفه.

يقول منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري لـ"إيلاف" إن الأسد بممارساته وجرائمه التي لا تحصى ""هو الارهابي الأكبر في سوريا حاليا، إضافة إلى أنه هو ونظامه يمثلان السبب الرئيس في وجود الإرهابيين الآخرين من حزب الله وداعش والقاعدة والميليشيات العراقية. هو مازال يمثل دورا لا احد يصدقه، وهو المعتدي بينما الشعب السوري معتدى عليه، ويدافع عن نفسه".

يضيف: ""بينما يعترف بحالة الضعف التي آل اليها جيشه، لا يمكنه ان يعترف بالسبب الحقيقي لهذا الضعف و هو أن الجيش يحارب الشعب. ومازال يمارس خطابا مضحكا بان الغرب والعرب يدعمون القاعدة".

رئيس متعنّت

يكرر الأسد الخطاب الخشبي ذاته في لقاءات وحوارات إعلامية متواترة.

يعلق آقبيق: "التعنت سوف يودي بالأسد ونظامه إلى التهلكة، والتغيير الناجم عن هزيمته عسكريا، سوف يكون أكثر جذرية من الإتفاق السياسي بكثير. وهذا دأب ديكتاتوريي المنطقة، من صدام حسين، إلى القذافي، دائما، الإنفصال عن الواقع والمكابرة حتى النهاية، كأن الديكتاتورية والبقاء في الحكم لفترة طويلة يؤدي إلى أمراض نفسية وعقلية، وغشاوة على أعين الديكتاتور تمنعه من التفكير السليم والمنطقي والواقعي. ورغم أن التدخل الخارجي ساعد على سقوط ديكتاتوريي العراق وليبيا، الأمر الذي لم يحدث في سوريا، إلا أن الفارق الوحيد هو في الوقت الذي يحتاجه الشعب كي يتحرر".

مهزلة منتدى موسكو

وحول منتدى موسكو الأخير للمعارضة السورية يقول آقبيق "لم يتوقع أحد أي شيء من لقاء موسكو، وقد تحول إلى مهزلة كما ترون. روسيا والنظام يقومون بتمثيلية "لقاء المنتصرين"، ويحاولون فرض شروطهم، وهذا لا يعدو كونه استمرارا في الهروب من الواقع والإنفصال عنه، أما الأطراف المحسوبة على المعارضة التي حضرت اللقاء، ففي اعتقادي جانبتها الحكمة في ذلك القرار. ولم يصدر عن روسيا والنظام أي مؤشرات توحي بتغيير ولو طفيف في موقفهم الذي كانوا عليه خلال مؤتمر جنيف في أوائل العام المنصرم، إستمرار نظام الأسد في ممارسة العنف الشديد الذي يودي بضحايا يوميا بما فيه القصف العشوائي للمدنيين، والتعذيب حتى الموت، والحصار والتجويع...إلخ، والخطاب بأنه يقاتل إرهاببين، ويرفض أي شكل من أشكال نقل السلطة، وهذا هو الجذر السياسي للثورة الذي لن يستطيع أحد إخمادها بدون تحقيقه"، على حدّ تعبيره.

ويضيف: "عندما نشاهد الجنرال الروسي فيودروروف، والذي كان ملحقا عسكريا في سفارة روسيا في دمشق إبان توريث السلطة من حافظ إلى بشار الأسد يقول قبل أسابيع إن "سوريا تقع في قلب المصالح الجيواستراتيجية الروسية"، وأن "روسيا هي التي أقنعت حافظ بترتيب نقل السلطة إلى بشار"، و"موقف روسيا سوف يكون نفسه حتى لو لم تكن قاعدة طرطوس موجودة"، نستنتج أن القرار الروسي بالدفاع عن نظام الأسد والحفاظ عليه هو قرار إستراتيجي لا يبدو أن هناك أي رجوع عنه، والأمر نفسه&بالنسبة لإيران التي أصبحت هي وروسيا تشكلان محورا أو تحالفا يسعى للسيطرة على المنطقة".

ورقات روسيا

وتوقع آقبيق أن "الاحتمالات هنا، إما أن تستمر روسيا في دفاعها عن الأسد حتى النهاية، أو أن ترتب إنتقالا في السلطة إلى شخص آخر يدور في فلكها، ويحافظ على النظام الأمني نفسه، كما فعل الإتحاد السوفييتي في أفغانستان عندما إستبدل الرئيس بابراك كرمال، بالرئيس نجيب الله الذي تظاهر بأنه يسعى للمصالحة الوطنية، واسس لجنة لذلك، و لكن هذا لم يمنع من سقوطه في النهاية على يد الثوار، و من ثم إعدامه."

ورأى أنّ "إصرار كل من روسيا وإيران على الحفاظ على النظام له نهاية حتمية واحدة وهي هزيمتهما في سوريا عسكريا، وفقدانهما لكافة مصالحهما في سوريا".

أما داخليا، فهو يرى ""تحولات في المشهد نتيجة لما آل إليه المسار السياسي"، موضحا أنه "عندما شارك الإئتلاف في مفاوضات جنيف، كان لديه تأثير أكبر بكثير على الداخل السوري، والقوى الثورية العسكرية، ولكن إفشال النظام للمسار السياسي في جنيف، أدى إلى تحولات على الأرض لصالح القوى الأكثر تشددا، والتي كانت ترفض المسار السياسي منذ البداية، وتلك القوى تبدو الآن أكثر إصرارا على مقارعة النظام عسكريا، وتحقيق التقدم على الأرض، أي كلما تعنت النظام أكثر، و زاد من وحشيته وعنفه، ورفض الإعتراف بثورة الشعب، كلما إزداد التشدد والإصرار من طرف الثوار، وهذه دوامة لا حل لها إلا بالحسم العسكري، وإنتصار أحد الأطراف، والذي سوف يكون الثوار لأنهم يدافعون عن وجودهم، بينما النظام يدافع عن مكاسبه. الإستنتاج هنا، أن الطرف الذي ضيع الفرصة على نفسه في جنيف هو النظام، وليس المعارضة، فلو وافق على تحقيق الإنتقال السياسي حسب جنيف، كان يمكن للأسد الحفاظ على بعض مواقع النفوذ في السلطة الإنتقالية حتى لو خسر السلطة شخصيا، بينما عندما ذهبت المعارضة إلى جنيف، ليس لديها ما تخسره لأن وراءها ثورة شعب يعرف ماذا يريد، فإذا رحل الأسد كان بها، و إن تعنت فالثورة مستمرة."

هذا واعتبر الاسد& في حديث لصحيفة (اكسبرسن) السويدية إنه من الطبيعي أن العامل الرئيس لسيطرة الارهابيين على ادلب كان الدعم الهائل الذي قدمته تركيا وقطر والسعودية لهؤلاء، مشيرا الى ان اي حرب تضعف اي جيش كأي جزء من المجتمع.
&