&
بهية مارديني:&دخل رجال أعمال سوريين باب السياسة مؤخرا، ومن بينهم خالد المحاميد رجل الأعمال السوري المقيم في الامارات، والذي شارك في منتدى موسكو 2 وانسحب في اليوم الأخير منه .
أسئلة كثيرة قد تدور في خلد المتابع فما الذي أقحم رجال الأعمال في أروقة السياسة وخاصة في الفترة الأخيرة، وهل وقع المحاميد على ورقة "بند الوضع الراهن" في موسكو 2 ، الورقة الوحيدة التي أفرزها اجتماع موسكو؟ وهل انسحب فعلا من الاجتماع أم لم ينسحب؟&
&
كما تردد أن النقاش بين المحاميد وبين بشار الجعفري رئيس وفد النظام في منتدى موسكو 2 تم إغلاقه بإعلان المحاميد، بأنه مع الجيش السوري في مكافحة الإرهاب، فما حقيقة ذلك، والا يعطي بهذا الضوء الاخضر للنظام في قتل المدنيين؟
&أين يصنف موقعه الان في المعارضة ومع من يعمل وأسئلة كثيرة أجاب عنها المحاميد.
وأكد المحاميد لـ"ايلاف" أن السياسة والاقتصاد توأمان، وقال "أنا إنسان مستقل وأعمل بما يملي ضميري علي، أنا تكلمت وكلامي وأضح ولم أوقع على الورقة، وطالبت وما زلت أطالب بالمحافظة على ما تبقى من الدولة ومؤسساتها &والجيش السوري هم ابناءنا، ويزج بهم في معركة لا ذنب لهم فيها، &ومنهم من هو في الخدمة الالزامية، وانا ضد العنف وخسارتهم هي خسارة للشعب، وعلينا أن نحافظ عليهم لأنهم هم ركيزة المستقبل".
وأوضح المحاميد "انا قلت لهم، نحن نريد أن نحافظ على نواة الجيش ومؤسساته، ولكن بشرط ان نعمل على حل سياسي، وعند تحقيق أهدافنا كلنا، أبناؤنا سوف يكونون في نواة الجيش وسوف نقاتل معه من اجل الحفاظ على تراب الوطن وضد الاٍرهاب".
وقال "اتضح منذ البداية أن المعارضة تريد الحفاظ على الدولة ومؤسساتها، والنظام لا يريد الحل السلمي ويجر المعارضة للعنف".
وأشار الى أنه انسحب من منتدى موسكو 2 ، وأبلغ رئيس الجلسة بذلك.
وحول تحالفاته أضاف "أصدقائي في المعارضة كثر، وكل من يهمه مصلحة الوطن ويريد المحافظة على الكرامة"، وأردف "هناك مازال منهم الصادق والذي يعمل باخلاص". وأكد أنه لم ينقطع عن أهله في الداخل والمخيمات، ويحاول العمل جاهدا لمساعدتهم .
&
ولكنه لم ينكر أن "هناك من ليس له جذور في الداخل، ويحاول أن يسوق لنفسه في الخارج".&
وشدد "أنا لست سياسيا ولا أطمع في أي منصب في المستقبل، وكل ما يهمني هو وقف العنف والخروج من هذه الأزمة".
وكان المحاميد قد ألقى كلمة &قوية في اليوم الأول لمنتدى موسكو2 &بعنوان "الوطن فوق الجميع، والوطن للجميع"، ووجه خطابه الى الجعفري "أود ان أقول لكم يا سيادة السفير بحادثة كانت واقعية عشتها انا مع أهلي في مخيم الزعتري، عندما كانت الاجتماعات في جنيف ٢ ظن السوريون آنذاك بأن الغد قريب والعودة للوطن اصبحت وشيكة والجميع بدأ يشد الرحال للعودة الوطن، حتى منهم من جمع حقائبه، ولكن للأسف عندما فشلت الاجتماعات بدأ انين بكاء الرجال قبل الأطفال والنساء (وانت تعلم مامعنى الرجل عندما يبكي)".
وأضاف "لذلك نحن اليوم علينا ان ننظر الى الوطن قبل ضياعه، لأن هويتنا بخطر وأنتم على علم اليوم، أنكم لا تسيطرون الا على 25% من سوريا، وفي اجتماع موسكو ١ كنتم تسيطرون على ٣٠% . إن تأخير الحل هو من أفقدنا مؤسسات وهيكله الدولة".
&
واعتبر المحاميد "أن الوضع الراهن في سوريا مأساوي لدرجة وصلت بحسب التصنيف الدولي انها أزمه العصر، فسوريا اليوم تحتل المركز الأول في عالم الهجرة، وأصبحنا الرقم الاول في العالم لمن يعيش بالشتات، وأصبحنا من اكبر دول تصدير الارهاب والأعضاء البشرية، لقد دمر النسيج الاجتماعي، وعندنا مليون بين شهيد ومعاق ومعتقل والفضل لكم ".
وقال "للأسف لعب الجميع على هذا الوتر لتأجيج الصراع، منا نحن كسوريين ومن بعض الدول الاقليمية والدول العظمى، ولكن نحن سمحنا لهم، لقد كان الخطأ الأكبر من النظام عندما ظن بأن الحسم العسكري سوف يغلق الأفواه، ولكن العنف قابله عنف وتدخل القريب قبل البعيد وأصبحنا جميعا حكومة ومعارضة أسرى للدول الاقليمية والدولية".
وشدد المحاميد "علينا العمل جميعا للحفاظ على هوية سوريا، لأنها أصبحت في خطر، وكل هذا بأخطائنا جميعا وبتكبرنا على بَعضنَا البعض وعدم قبول الاخر وعدم احترام الرأي، بعدما حصرت الحكومة مصلحة الشعب بأشخاص يتحكمون بمصير البلاد والعباد، &فكل هذه التراكمات أدت الى الثورة".
&
ولكن الجعفري اتهم المحاميد بتمويل الارهاب وجمع الأموال من الخارج.
فرد المحاميد "كيف هذا، وكان رئيسك عندما يجتمع معنا يقول لنا أنتم أعمدة الاقتصاد، وأنتم ذخر الوطن وزهوته، ويطلب منا مساعدات لبعض الجهات القريبة منه، يا سيد جعفري انت تعلم أنه لولا المغتربين السوريين في الخليج، لأصبح نصف الشعب السوري بدون طعام، أي كان المغتربين كنهر في دعم اهلهم ووطنهم، وليس كالآخرين من نهب وطن، وكيف تجلس وانت وفد حكومة مع ارهابي وتفاوضه، نعم نحن نقدم إلى آلاف العائلات التي شردت من براميل الموت، ولكن ياسيد جعفري هذا لا يعني ان نجلس متفرجين، وهناك إجراءات ضرورية علينا جميعاً القيام بها فورا كي نحافظ على ما تبقى من الدولة، ونحن مستعدين ان نتعاون معكم وخاصة في الأمور الإنسانية، نعم انا مع الحفاظ على مؤسسات الدولة وبنيه الجيش وعدم زُج اولادنا في معارك لا نهاية لها واخص من الطرفين اولادنا في الجيش الحر والحيش العربي السوري".
وأنهى المحاميد خطابه بالقول "علينا العمل على تخفيف معاناة الشعب السوري وان نقدم كسوريين، وانا شخصياً اتمنى ذلك، خارطة طريق للحل وتقديمها للعالم، مع عدم التنازل على مبادئ الثورة، لأن هدفنا أيضاً عدم انهيار الدولة ومؤسساتها".
&
التعليقات