القدس: تذهب ام حسن كل صباح الى باحة المسجد الاقصى بهدف حمايته، لكنها كغيرها من "المرابطات" اللواتي يرفعن القران في وجه الزوار اليهود،اصبحت ممنوعة من الدخول بعد اتهام اسرائيل هذه الجماعة بانها تثير التوتر.

وتاتي ام حسن (60 عاما) التي ترتدي حجابا يغطي راسها،وعباءة باللون الاسود،بمبادرة شخصية منها كغيرها من "المرابطين" و"المرابطات"، للمسجد الاقصى في البلدة القديمة في القدس.

ويعرف "المرابطون" و"المرابطات" بانهم يراقبون عن كثب الزوار اليهود الذين يدخلون باحة المسجد تحت حماية مشددة،ويرددون هتافات "الله اكبر".

وبالنسبة لاسرائيل،فانهم احد العوامل الرئيسية في التوتر في الموقع الحساس للمسلمين.

واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الاربعاء حظر جماعة "المرابطون" التي تضم نساء ورجالا وتتصدى للزوار اليهود.

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

وتقول ام حسن لوكالة فرانس برس وهي تقف امام بوابة المسجد الاقصى انها تحارب "دون سلاح ولكن مع القران والله".

ويخرج الزوار اليهود وهم يرقصون بينما يقوم المسلمون في الخارج بانتظارهم وهم يلوحون بالقران.ويحاول عدد من رجال الشرطة المدججين بالسلاح بالقرب منهم تجاهل الاستفزازات من الجانبين.

ويستمر هذا المشهد اربع ساعات، من السابعة صباحا حتى الحادية عشرة، الفترة التي يسمح فيها للسياح وغير المسلمين بزيارة المسجد.

وبين الزوار، يهود متدينون يرتدون القلنسوة التلقيدية ويهوديات يرتدين شعرا مستعارا يأتون بحماية الشرطة الاسرائيلية ووسط صرخات المصلين المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) في اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.

ويحق لليهود زيارة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى باحة المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

والوضع الراهن الموروث من حرب 1967 يجيز للمسلمين الوصول الى المسجد الاقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود بدخوله في بعض الساعات، لكن لا يجيز لهم الصلاة هناك.

ويتهم العالم الاسلامي اسرائيل بالسعي الى تغيير الوضع الراهن، رغم تأكيدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المستمرة بانه يريد الحفاظ عليه.

وتؤكد ام حسن "يجب الدفاع عن الاقصى من المستوطنين.الاقصى للمسلمين فقط".

وترى المرابطات ان الزوار اليهود هم سبب المشكلة وينفين ارتباطهن بجماعة منظمة.

وتقول خديجة خويص،التي تلقت امرا بالابعاد عن المسجد الاقصى لشهرين اثنين ان منع اسرائيل للمرابطين الدخول يعني "منع الجميع من الدخول الى الاقصى لان اي مسلم يدخل ويصلي في الاقصى هو مرابط".

ومن جانبها،ترى المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري ان "الحركة الإسلامية التي تمول هذه الجماعة إضافة الى جهات أخرى أشارت المعلومات الى أن لديها أجندة سياسية بصبغة دينية داخل الحرم القدسي الشريف ونحن لن نسمح باي أجندة غير دينية بأن تتطور على حساب الحرم القدسي الشريف".

وتضم جماعة المرابطون فلسطينيين من القدس الشرقية المحتلة ومن عرب اسرائيل.

وبموجب الحظر فإن أي شخص ينظم او يمول او يشارك في نشاطات هذه المجموعة معرض للمحاكمة.

وفي البلدة القديمة في القدس، يعتقد البعض ان الحركة الاسلامية تدفع للمرابطين وتقوم بتنسيق مواصلاتهم اليومية الى المسجد.

وكانت الحركة الاسلامية اقامت الجمعة مهرجانها السنوي بعنوان "الاقصى في خطر" واكدت خلاله انها لن تمتثل لاوامر يعالون.

وفي تقرير لمجموعة الازمات الدولية فان "الحكومة الاسرائيلية تعتبر رائد صلاح (زعيم الحركة الاسلامية) تهديدا كبيرا بسبب حملته +الاقصى في خطر+"وتتهمه "بتزويد المرابطين باموال مصدرها الخليج".

وتقول المجموعة ان عددا كبيرا من المرابطين هم من عرب اسرائيل "غالبيتهم من النساء والرجال من عمر معين: جنسيتهم الاسرائيلية تحميهم بشكل اكبر من الفلسطينيين في الاراضي المحتلة وكونهم من جنس معين او عمر معين يعطيهم فوائد عملية لان الشرطة تعاملهم بشكل افضل من الشبان".

ويأتي حظر المرابطين قبل الاعياد اليهودية في فترة سيحاول فيها العديد من اليهود المتشددين الدخول الى باحة المسجد الاقصى.