حذرت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الاربعاء من ان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يقوم بعمليات نهب واسعة النطاق للاثار في سوريا، مشددة على ضرورة وقف هذه العمليات لان الاثار المسروقة تباع لتمويل "الجهاديين".


صوفيا: قالت المديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ايرينا بوكوفا في العاصمة البلغارية صوفيا ان "صورا عديدة التقطت بالاقمار الاصطناعية (...) تظهر مواقع اثرية في سوريا ممتلئة بآلاف مواقع الحفر غير المشروع بحثا عن الآثار وتدل على نهب على نطاق واسع".

وفي مؤتمر حول مكافحة نهب التراث الثقافي السوري، اضافت بوكوفا ان "الحد من الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية يمثل اولوية قصوى لانه مصدر تمويل لاعمال المتطرفين".

وتابعت "ان العالم يتوقع منا اتخاذ اجراءات حاسمة وغير متساهلة (...) لوقف هذا المصدر الذي يمول المتطرفين".

وتعتبر سوريا مخزن كنوز اثرية من عصور وثقافات مختلفة تتراوح بين المساكن والأسواق من عصور ما قبل التاريخ، وصولا الى الآثار اليونانية والرومانية والحصون الصليبية، من بينها ستة مواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وخلال اربع سنوات من الحرب، وفيما يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة من البلاد، تقول جمعية حماية الاثار السورية ان اكثر من 900 قطعة وموقع اثري نهبوا، او تضرروا او دمروا.

وفجر "الجهاديون" مدافن ضخمة داخل موقع تدمر المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، بعدما استولى عليه التنظيم في ايار/مايو.

في آب/اغسطس الماضي، عمد التنظيم الى قطع راس مدير الاثار السابق للمتاحف في تدمر خالد الاسعد (82 عاما)، وعلقت جثته في ساحة عامة.

ووصفت بوكوما الدمار الذي لحق بتدمر على انه "جريمة وقحة في حق الحضارة، لأنه كان رمزا للحوار الثقافي، ودليلا ماديا على قدرة الثقافات على التفاعل.

واضافت ان "هذا ما يسعى المتطرفون الى تدميره".

وخلال المؤتمر، تحدث مدير عام المتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم عبر الفيديو قائلا ان "ما يحاولون تدميره اليوم ليس تاريخ سوريا فقط، بل صفحة كاملة من تاريخ البشرية".

واظهر عبد الكريم خرائط عدة، قبل وبعد، وصورا تظهر تماثيل متضررة من مواقع افاميا، ابلا، وتدمر، بالاضافة الى مبان تاريخية مدمرة في مدن حلب وبصرى القديمتين، المدرجتين على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.

وقال ان المتطرفين قاموا بتدمير ممنهج للتراث الثقافي لانه يتعارض مع جزء من عقيدتهم، وايضا لان "التراث يشكل مصدرا لتمويل الجماعات المتطرفة".

واشار الى ان هناك مشكلة اخرى تكمن في ان المتطرفين يخيمون داخل معالم اثرية عدة.

وقال عبد الكريم "نحن في حاجة الى الدعم والمساعدة من المجتمع الدولي. لقد حان الوقت للتعبئة من اجل انقاذ الآثار السورية من كارثة تعنينا جميعا".

وفي الوقت نفسه، حثت بوكوفا الاتحاد الاوروبي على تعزيز تشريعاته فيما يتعلق بتهريب الممتلكات الثقافية، بالإضافة الى مجموعة كاملة من الاجراءات الاوروبية الصارمة.

ومتحدثة الى الصحافيين على هامش المؤتمر، قالت بوكوفا ان تهريب الاعمال الفنية من سوريا "يجري على نطاق عالمي، وليس فقط الى اوروبا والولايات المتحدة".

واضافت ان "الخطوة الاولى المهمة على المستوى الدولي هي تصديق وتنفيذ اتفاقية اليونسكو الموقعة في العام 1970 والتي تمنع وتحظر استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بشكل غير مشروع".

وصادقت 129 دولة، بينها سوريا، على هذه الاتفاقية، لكن بوكوفا قالت "التصديق الشامل فقط يجعلها فعالة تماما". وشددت ايضا على الحاجة الى حملة عالمية "لمواجهة دعاية التطهير الثقافي" التي يشنها متشددو تنظيم الدولة الإسلامية.