حظيت عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى عدن باهتمام كبير، واعتبرها عدد من اليمنيين عودة تاريخية بكل المقاييس لأنها تثبيت لعودة الشرعية الدستورية وإعلان فشل للمشروع الانقلابي، بينما يشير مستشار الرئيس اليمني الى وجود ملفات عدة تنتظر الرئيس هادي، اولها استعادة الدولة المختطفة.


جمال شنيتر: وصل ظهر& الثلاثاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الى مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن.

وبث التلفزيون اليمني صور عودة الرئيس هادي لعدن، وسط استقبال عدد من كبار المسؤولين الحكوميين المتواجدين في المدينة.
&
وتأتي عودة الرئيس اليمني القادم من العاصمة السعودية الرياض بعد ستة اشهر على مغادرته لعاصمة الجنوب اليمني، عقب اجتياحها من قبل المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وذكرت مصادر سياسية وإعلامية متطابقة أن الرئيس هادي ينوي مشاركة ابناء عدن فرحة الاحتفال بعيد الاضحى المبارك، ومن ثم التوجه إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الذي سيشارك فيها أكثر من 150 رئيس دولة ومن قادة العالم.

كما سيبحث الرئيس هادي - بحسب تلك المصادر - مع المسؤولين الأميركيين الوضع الحالي في بلاده، وفرص دعم الولايات المتحدة لخيار الحسم العسكري و تنفيذ القرار الاممي 2016 الخاص باليمن.

وأشارت مصادر محلية في مدينة عدن بأنه تم التنسيق الكامل مع قوات التحالف والمقاومة الشعبية لوضع الترتيبات الأمنية الكافية لحماية الرئيس الشرعي.

العملية العسكرية

ويشير مراقبون الى أن عودة الرئيس هادي سترفع من معنويات افراد الجيش الوطني اليمني، ورجال المقاومة الشعبية في المحافظات التي تشهد مواجهات مسلحة مع المليشيات الانقلابية المتمردة، وخاصة محافظات مارب والجوف وتعز.

من المتوقع أن يشرف الرئيس هادي على غرفة&& العمليات الحربية ميدانيًا، ومتابعة تنفيذ الخطط العسكرية لدحر الانقلابيين، والزحف على العاصمة اليمنية صنعاء.

وتعد مدينة عدن مقرًا للمنطقة العسكرية الرابعة، التي تتبعها عدد من الالوية والمحاور العسكرية في محافظات عدن ولحج وابين والضالع وتعز.

ويرى مراقبون أن معركة تعز ستكون لها الاولوية في المرحلة القادمة، وان الرئيس اليمني باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة اليمنية لن يتوانى في الاشراف والمتابعة على معركة تعز في المقام الاول.

وتأتي هذه الخطوة – بحسب مراقبين - بهدف الاطلاع على الأوضاع ميدانيًا ودعم الجنود والجيش الشرعي معنويًا، مؤكدين أن الرئيس هادي لن يعود عودة دائمة إلى اليمن إلا بعد ترتيب بعض الأمور اللوجستية والأمنية وبتنسيق مع دول التحالف.

اعادة تشكيل الحكومة

الى ذلك، كشفت وسائل اعلام يمنية اليوم نقلاً عن مصادر مقربة من الحكومة الشرعية عن اعتزام الرئيس هادي إعادة تشكيل الحكومة اليمنية حتى تتناسب مع طبيعة المرحلة المقبلة، إذ أنّ الحكومة اليمنية شبه مشلولة بسبب الاوضاع الحالية، فلا يوجد إلا تسعة وزراء من أصل 36 وزيراً غير فاعل لسبب او لآخر.

وأوضح المصدر إلى أنه يوجد ثلاثة وزراء اعلنوا تحالفهم مع جماعة الحوثي، وهم محمد الشامي وزير الخدمة المدنية وغازي مطلق وزير الدولة لشؤون مخرجات الحوار وحسن زيد وزير الدولة، إلى جانب فقدان ثلاثة وزراء وهم الدكتور محمد مطهر وزير التعليم العالي& ووزير التربية والتعليم عبداللطيف الحكيمي الذي هاجر وترك العمل السياسي ووزير التعليم الفني عبدالرزاق الأشول الذي يقال إنه محتجز لدى الحوثيين أو مختفٍ في صنعاء، واستقالة وزير النفط.
&
ملفات تنتظر هادي

قال مستشار الرئيس اليمني وزير الدولة محمد موسى العامري إن عودة الرئيس هادي تحمل عدة دلالات ورسائل سياسية.

وقال العامري في تصريح لقناة الحدث مساء الثلاثاء بأن اولى هذه الرسائل نجاح التحالف العربي في اعادة الرئيس اليمني صاحب الشرعية الدستورية الى بلاده كخطوة اولى لعودته الى العاصمة صنعاء.

وأضاف مستشار الرئيس اليمني: "هذه العودة تدل على فشل المشروع الانقلابي للحوثي وأعوانه، كما ان زيارة هادي المرتقبة للولايات المتحدة الاميركية ستكون ذات دلالة رمزية هامة بعد ان عاد الرئيس هادي الى عدن، وسيحسن من موقفه السياسي، هذا بالإضافة الى الشحنة المعنوية القوية التي تلقتها المقاومة الشعبية التي تستعد& لتحرير كامل الاراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين".

واستعرض العامري الملفات المرتقبة التي& تنتظر الرئيس اليمني في المرحلة القادمة، وأولها& استعادة الدولة اليمنية المختطفة من قبل جماعة الحوثي وصالح وتحرير البلاد من الحوثيين، بالإضافة الى الملف الامني الذي يحتاج الى جهود كبيرة من القيادة السياسية اليمنية، وملف اغاثة مئات الآلاف من اليمنيين الذين يعانون المجاعة والتشرد والنزوح، وملف اعمار ما خربته المليشيات المتمردة.
&
الشارع اليمني: رهانات الحوثي وصالح فشلت

الشارع اليمني تابع منذ اللحظات الاولى عودة رئيسه الى عدن، وحظيت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم بتعليقات جمة تناولت عودة الرئيس، وما تمثله من مغزى سياسي وإعلامي يهدف الى رفع معنويات الجبهة العسكرية والقتالية الموالية للشرعية الدستورية.

واعتبر عديد من اليمنيين أن عودة الرئيس هادي في هذا التوقيت هي عودة تاريخية بكل المقاييس لأنها تثبيت لعودة الشرعية التي قامت بجهود من المقاومة داخل عدن ومحافظات اخرى، ومن خلال جهود قوات التحالف العربي، وترسيخ للمبدأ الأساسي وتأكيد على أن الرهانات التي كان يطلقها الرئيس السابق علي صالح وجماعة& والحوثي قد فشلت.

تجدر الاشارة الى ان نائب الرئيس ورئيس الحكومة المهندس خالد محفوظ بحاح قد عاد الاسبوع الماضي الى مدينة عدن على رأس فريقه الوزاري قادمًا من المملكة العربية السعودية.

وقد عقدت حكومة بحاح خلال الايام القليلة الماضية سلسلة من الاجتماعات المتتالية، كرست لمناقشة الوضع الامني والاقتصادي والإنساني في اليمن عامة ومدينة عدن خاصة.