تحولت عشرات المناطق المدنية في جنوب شرق تركيا إلى ساحات قتال بسبب العملية العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش التركي ضد حزب العمال الكردستاني مؤدية إلى تشريد مئات الآلاف وتبديد الآمال المعقودة على احياء عملية السلام، كما حذر مراقبون.
&
وبحسب منظمات حقوقية ومسؤولين محليين، فإن أكثر من 150 مدنيًا قُتلوا خلال الاسبوع الماضي الذي شهد قصف الدبابات والمدافع التركية مدنًا عديدة في جنوب شرق البلاد. &
&
وتتحدث شهادات المسؤولين المحليين والمنظمات الحقوقية عن الدمار الذي لحق بمناطق مأهولة أصبحت لا تختلف عن مشاهد القتال والدمار في سوريا المجاورة. &
&
وفُرض حظر التجوال في مدن عديدة فيما حوصر كثير من المدنيين بلا غذاء أو كهرباء حين تصاعدت حدة القتال بين المسلحين الكرد والقوات التركية.&
&
وقال مسؤولون محليون إن المسلحين الكرد حفروا خنادق واقاموا متاريس، وهم يستخدمون اسلحة ثقيلة وقاذفات صواريخ لصد القوات التركية.&
&
وتعيش مدينة جزيرة في محافظة شرناق تحت حظر التجوال منذ اسبوعين، فيما يتزايد عدد الضحايا المدنيين. &وكانت طفلة عمرها ثلاثة اشهر وجدُّها قُتلا يوم الجمعة الماضي في الاشتباكات بين المقاتلين الكرد والقوات الأمنية التركية ، كما افاد مسعفون محليون قالوا ان العائلة لم تتمكن من الحصول على مساعدة بعد قصف منزلها.&
&
وفي منطقة سيلوبي القريبة من حدود العراق الشمالية، قال اشخاص من السكان المحليين إنهم &محاصرون في ساحة حرب. &وأكد نور الدين كورتاي وهو معلم تحدث مع صحيفة نيويورك تايمز هاتفيًا "أن الدبابات تطلق النار طيلة اليوم ولم يبقَ مكان نختبئ فيه. &الأشخاص يموتون في بيوتهم ومدارسنا وبنيتنا التحتية دُمرت". &واضاف "ليس هناك فارق بين ما يجري هنا وما يجري بجوارنا في العراق وسوريا".&
&
وتوقعت منظمات حقوقية ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين بحدة. &وقالت ايما سنكلير ويب الباحثة المختصة بالملف التركي في منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان "ان على الحكومة التركية ان تلجم قواتها الأمنية، وان توقف على الفور استخدام القوة استخدامًا غاشمًا وغير متناسب وتحقق في ما أوقعته عملياتها من قتلى وجرحى".
&
ويؤكد المسؤولون الاتراك ان انقرة ملتزمة بايجاد حل سياسي وستعود الى المفاوضات بعد الحملة العسكرية ولكن أصبح من الصعب معرفة الجهة التي ستتحدث مع الحكومة باسم الكرد. &فإن رئيس الوزراء احمد داود اوغلو وصف حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للكرد بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني ورفض التحادث مع قادة الحزب. &وفي يوم الثلاثاء اتهم الرئيس رجب طيب اردوغان زعيم الحزب صلاح الدين دميرتاش بالخيانة لأنه اطلق تصريحات دعا فيها الى منح الكرد حكماً ذاتياً على غرار اشقائهم في العراق.
&
ويرى محللون ان الحكومة ستحاول على الأرجح استئناف المحادثات مع عبد الله اوجلان الزعيم الكردي المسجون لكنه ما زال يتمتع بشعبية واسعة بين كرد تركيا.&
&
وقالت اسلي ايدينتسباس الزميلة الباحثة في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية لصحيفة نيويورك تايمز إن الأتراك "يتحدثون بلهجة شديدة الآن ولكن سيتعين على الحكومة في النهاية ان تبدأ التفاوض". &
&
واضافت "انهم لا يريدون التعامل مع الاطراف السياسية الشرعية أي قيادة حزب الشعوب الديمقراطي أو حزب العمال الكردستاني بصورة مباشرة وسيكون خيارهم التفاوض مع اوجلان فقط بأمل ان يتمكن من كبح اللاعبين الآخرين ويخمد اعمال العنف".&
&
ولكن ايدينتسباس حذرت من ان صعوبة التفاوض ستزداد كلما طال أمد النزاع. &وقالت "إن اوجلان لن يعود الى طاولة المفاوضات ويستأنف من حيث توقفت واتوقع ان تتضمن مطالبه شكلاً من اشكال الادارة الذاتية أو الحكم الذاتي".&
&
في هذه الأثناء، تتضاءل في جنوب شرق تركيا آمال السلام بسرعة مع تهجير آلاف من بيوتهم بسبب النزاع. &وفي حين ان غالبية المهجرين انتقلوا الى بلدات ومدن مجاورة، فإن بعضهم قطع 14 ساعة بالحافلة للالتحاق بأقارب في اسطنبول. &وقال انغين غور الذي انتقل الى اسطنبول قادمًا من جنوب شرق تركيا "ان شرق البلاد يحترق ولا احد ينتبه. &ما لا يدركه الذين يعيشون هنا في غرب البلاد هو اننا نبعد خطوة واحدة من الحرب الأهلية".&
&
&
التعليقات