بعد الهجمات الدامية التي تبناها تنظيم داعش في مدن وعواصم العالم، تزايدت وتيرة الحديث عن قدرات هذا التنظيم، وعن إمكانية تعاظمها على نحو& يهدد العالم برمته، وهذا ما أكده فيلم مُسرّب من داخل التنظيم، بحيث أظهر قدراته المتنامية والمرعبة وغير المسبوقة.
&
إعداد عبد الإله مجيد: أنشأ تنظيم داعش مركز أبحاث متخصصًا بتخطيط الهجمات وتنفيذها في الغرب باستخدام سيارات ذاتية القيادة وصواريخ مضادة للطائرات بعد إعادة تأهيلها، كما كشف شريط فيديو من داخل داعش.&
&
وأُنشئ المركز في مدينة الرقة، معقل داعش في سوريا، حيث يخطط مهندسون وتقنيون من انحاء العالم لنشر الدمار خارج اراضي الخلافة التي اعلنها داعش، بحسب مقاتلين في التنظيم، وأخذ معارضون سوريون& الفيلم من احد عناصر داعش في تركيا.&
&
طموحات تكنولوجية
&
ويلقي الفيلم، الذي حصلت عليه قناة سكاي نيوز، الضوء على قسم البحث والتطوير في داعش، الذي كان منذ فترة طويلة موضع تكهنات، لكن وجوده لم يتأكد قبل هذا الفيلم. &&
&
كما يؤكد الفيلم اقوال عناصر في داعش ومخاوف اجهزة الاستخبارات الاوروبية من سعي التنظيم الى تصعيد هجماته في اوروبا بعد اعتداءات باريس المنسقة، والتي اوقعت 130 قتيلاً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.&
&
ومن بين المعلومات الجديدة التي كُشف عنها عمل كوادر داعش التقنية على تصليح صواريخ ارض - جو خارج الخدمة وجعلها صالحة للاستخدام مجددًا باستبدال بطارياتها الحرارية، الأمر الذي عجزت عنه الجماعات الارهابية المماثلة. &&
&
ولا يظهر من الفيلم ما إذا كان داعش حقق مثل هذا الانجاز التقني، ولكنه يكشف طموحاته التكنولوجية لتجاوز الأساليب التقليدية في اعماله الارهابية مثل السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي استخدمها على نطاق واسع لبسط سيطرته في مناطق من سوريا والعراق، فيما يُعّد وقوع صواريخ ارض - جو بيد داعش أو اي جماعة ارهابية أخرى أقرب شيء الى اسوأ سيناريو محتمل بنظر المسؤولين في الغرب والمنطقة.&
&
سيارات ذاتية القيادة
&
ومن بين مقاطع الفيلم، الذي استحوذ عليه الجيش السوري الحر واعطاه الى قناة سكاي نيوز، مقطع يظهر فيه عناصر داعش يحاولون التحكم بسيارة ذاتية القيادة، كما يظهرون في مقطع آخر وهم يعملون على دمية بحيث تكون حرارتها مماثلة لحرارة جسم الانسان، حين تمر عبر اجهزة الكشف الاشعاعي، التي تُستخدم على نطاق واسع في المطارات والأبنية الحساسة.&
&
وكانت الأجهزة الاستخباراتية عثرت على أدلة تشير الى ان داعش أعد الكثير من المخططات لتنفيذ هجمات في اوروبا، وتؤكد "الدردشات" التي اعترضتها هذه الاجهزة والمعلومات التي قدمها منشقون عن داعش وعناصر&لا يزالون يعملون في صفوفه، ان التنظيم أكثر تصميمًا اليوم من أي وقت مضى على تصدير ارهابه الى مدن مثل روما وباريس وبروكسل ولندن.
&
واشد ما تخشاه الأجهزة الاستخباراتية الغربية تمكن داعش من تهريب عدد صغير من عناصره الى اوروبا ليكونوا "خلايا نائمة" تستطيع ان تدرب مجندين محليين على تنفيذ هجمات، فيما تبرز المخاوف من استخدام الفيلم نموذجًا لتنفيذ هجمات، وان يكون عناصر من داعش دخلوا الأراضي التركية في طريقهم الى وجهات اوروبية مستهدفة.
&
الأسلحة الكيميائية &&
&
ويتيح الفيلم إلقاء نظرة نادرة على ما يمتلكه داعش من قدرات لتطوير مهاراته، مستخدمًا مجندين من انحاء العالم، إذ يظهر في الفيلم تركي وآخر يشرح باللغة الروسية انواع المتفجرات التي يمكن تحويلها الى عبوات بعد اضافة صاعق. &
&
وعلمت صحيفة الغارديان البريطانية أن مهندسين وعلماء من دول اوروبية اصبحوا ركنًا اساسيًا في عمليات داعش، وخاصة قسم الأسلحة الكيميائية الذي ينتج سمومًا وغازات، ويحاول تصنيع اسلحة من مواد كيميائية غنمها من النظام السوري أو باعها له مسؤولون مرتشون في النظام. &
&
وكانت تركيا البوابة الرئيسية لدخول هؤلاء العلماء والمهندسين الى الأراضي التي يسيطر عليها داعش، وايضا الخروج منها، وقد اتخذت انقرة خلال الاشهر الماضية اجراءات لضبط حدودها البالغ طولها 800 كلم مع سوريا، لكن داعش&لا يزال يستخدم مدنًا في جنوب تركيا، مثل غازي عنتاب واورفة وانطاكيا، نقاط مرور لعناصره، بحسب صحيفة الغارديان، التي أشارت الى ان البعض من عناصر داعش ما زالوا يعبرون الحدود حتى الآن.&

&