كولونيا: بعدما شهدت كولونيا سلسلة اعتداءات جنسية ليلة رأس السنة اثارت صدمة في المانيا، تشهد هذه المدينة السبت تظاهرة لحركة بيغيدا المعادية للاسلام في حين ان حكومة انغيلا ميركل قد تشدد موقفها من طالبي اللجوء.
&
وبعيدا عن معقلهم في دريسدن (شرق) دعا "الوطنيون الاوروبيون ضد اسلمة الغرب" الى تجمع اعتبارا من الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي (13,00 تغ) امام محطة رينانيا تحت عنوان "بيغيدا تحمي". وفي هذا الموقع تحديدا وقعت اعمال النهب والعنف الجنسي ليلة راس السنة ورفعت في اطارها 200 شكوى بحسب صحيفة "دير شبيغل".
&
لكن مؤسس الحركة من اليمين المتطرف لوتز باخمان نشر صورة له على حسابه على تويتر وهو يبتسم ويرتدي قميصا كتب عليه "اللاجئون المغتصبون غير مرحب بهم" وغير بذلك رسالة الترحيب باللاجئين لاتهامهم بالاغتصاب.
&
- اللاجئون في صلب الجدل -
تجسد تظاهرة بيغيدا التي قد يشارك فيها الف شخص وفقا للشرطة وستواجه بتظاهرات مضادة يسارية، البعد السياسي جدا الذي اتخذته في البلاد هذه الاعتداءات التي ارتكبت ضمن مجموعات. وساهم غياب معلومات واضحة في التحقيق وعدم تحرك قوات الامن ليلة راس السنة الجمعة في اقالة قائد شرطة كولونيا ولفغانغ البيرز.
&
وكشفت الشرطة الفدرالية هوية 32 مشتبها بهم بينهم 22 طالب لجوء وعن 76 جريمة منها 12 ذات طابع جنسي منها سبعة اعتداءات جسدية كما قالت وزارة الداخلية مساء الجمعة. ولدى شرطة كولونيا التي قامت بتعبئة 100 محقق للاطلاع على 350 ساعة من تسجيلات الفيديو، 16 مشتبها بهم لم يتم اعطاء اي ايضاحات عنهم.
&
وقال متحدث انه "في بعض الحالات" فان الهواتف النقالة التي سرقت ليلة راس السنة عثر عليها "في مراكز استقبال لطالبي لجوء او في مواقع قريبة جدا منها". واضافة الى الثغرات في عمل الشرطة، سرعان ما تحول الجدل الى تبعات هذه الحوادث على سياسة استقبال اللاجئين التي تنتهجها انغيلا ميركل في حين توافد على المانيا 1,1 مليون طالب لجوء في 2015.
&
ورأت صحيفة "دي فيلت" المحافظة السبت ان السادس من كانون الثاني/يناير اليوم الذي كشفت فيه هذه القضية "يشكل منعطفا لسياسة الهجرة" مشددة على "فوائد ومخاطر هجرة جماعية خصوصا من دول اسلامية".
&
وداخل حزب ميركل المحافظ تعالت الاصوات المنددة، وقال فولكر بوفييه نائب رئيس الحركة خلال اجتماع مساء الجمعة في ماينز (جنوب غرب) "حوادث كولونيا غيرت كل شيء وبات الناس يشككون".&
&
- تسهيل عمليات الطرد -
حتى ان ميركل نفسها التي كانت تؤيد استقبال اللاجئين تحت شعار "سننجح" شددت لهجتها هذا الاسبوع. والجمعة اعتبرت انه لا يزال يتدفق "عدد كبير" من اللاجئين الى البلاد. وارادت ايضا ان توجه رسالة حازمة مشددة على ضرورة تسهيل عمليات طرد طالبي اللجوء المشاغبين.
&
ويفرض القانون الالماني حاليا عقوبة بالسجن ثلاثة سنوات على الاقل للسماح بطرد طالب لجوء اثناء درس ملفه شرط الا تكون حياته او سلامته مهددة في بلاده.
&
ومساء الجمعة قالت ميركل في مدينة ماينز "وهنا علينا ان نتساءل ما اذا يجب فقدانه (حق الاقامة) قبل (الفترة المنصوص عليها اليوم) وعلي ان اقول انه بالنسبة لي يجب فقدانه في وقت اسرع". ويتوقع ان يؤيد حزبها السبت فقدان حق اللجوء حتى في حال الادانة مع وقف التنفيذ.
&
حتى ان مزايدة سجلت داخل التحالف الحكومي حول الموضوع، واقترح نائب المستشارة الاجتماعي-الديموقراطي سيغمار غابرييل ارسال اللاجئين المدانين الى بلادهم لتمضية عقوباتهم فيها.
&