أثار البرلمان المصري الجديد سخرية وغضب المصريين، رغم أنه لم يعقد سوى جلستين فقط، وظهر من خلال الأداء أن النواب ليسوا على قدر المسؤولية، فضلاً عن حدوث العديد من المواقف الغربية، فيما حفلت مواقع التواصل الإجتماعي بالكثير من التعليقات الناقدة والمستهجنة لأداء أول مجلس نواب في عهد الرئيس السيسي.
&
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: مع عقد أولى جلسات البرلمان المصري، وقعت العديد من المواقف التي أثارت غضب وسخرية المصريين في الوقت نفسه، ومنها اصدار رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال، قراراً بمنع بث جلسات البرلمان على الهواء بالتلفزيون، وجرى اتخاذ القرار بشكل أثار السخرية والغضب، وقال عبد العال إن "هناك اقتراحا من 40 عضوا بوقف البث المباشر لجلسات المجلس"، واستقبل النواب الاقتراح بتصفيق حاد، ورد رئيس المجلس بقوله: "موافقة.. موافقة.. موافقة، يقطع البث"، وبالفعل تم قطع الارسال فجأة.
&
وتعرض رئيس المجلس للانتقادات من رواد التواصل الاجتماعي والسياسيين، ورفض بعض النواب القرار، وبدأ النائب أحمد بدوي، حملة لجمع توقيعات زملائه، لإعادة بث جلسات مجلس النواب. وقال لـ "إيلاف" إن قرار قطع البث غير دستوري، مشيراً إلى أن الأصل في جلسات البرلمان أن تكون علنية، وأضاف أن علانية الجلسات هو المعمول به في جميع برلمانات العالم، إلا في حالة انعقاد جلسة تختص بنظر أمور الأمن القومي، ويتم فيها مناقشة أمور عسكرية، عندها يجوز قطع البث، لافتًا إلى أنه جمع توقيعات أكثر من 180 نائباً، مشيراً إلى أنه سوف يرفع التوقيعات مع مذكرة إلى رئيس البرلمان، لإعادة البث التلفزيوني لجلسات البرلمان مرة أخرى.
&
&
نشر الفضائح!
&
وبرر النواب المؤيدون لقرار وقف بث الجلسات إلى وجود ما أسموه "منع نشر الفضائح"، وبسبب الأداء المتدني للنواب، وقالت النائبة مايسة عطوة، خلال كلمتها في الجلسة البرلمانية الثالثة، موجهة حديثها للنواب المطالبين بإعادة البث: "بث إيه؟ انتوا عاوزين الناس يتفرجوا على الفضايح اللى بنعملها فى بعض"، وتابعت: "احنا عاوزين نشتغل، بقالنا يومين بنروح الساعة 2 بليل، وفي صحف نشرت صور للبعض في أوضاع لا تليق بهم".
&
وعلى ذكر الفضائح التي شهدها البرلمان، طالب النائب إلهامي عجينة، زميلاته بـ"الاحتشام"، وعدم ارتداء ملابس جلدية أو "بوت برقبة"، وقال في تصريحات تلفزيونية: "بعض الأعضاء ارتدوا ملابس "كاجوال" وهذا أمر لا يليق بمجلس له تاريخه الطويل"، مشيراً إلى أنه "يجب على السيدات الحضور بملابس محتشمة وليس جاكيت جلد أو بوت، وعلى الرجال ارتداء الكرفتات"، وتابع: يجب أن تكون ملابس السادة النواب على قدر القبة ذات التاريخ العريق التي يجلسون تحتها".
&
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل طالب وزير الأوقاف باصدار فتوى بمنع التقبيل بين الرجال في البرلمان، وقال: &يجب على وزير الأوقاف أن يمنع "البوس" بين الأعضاء الذكور داخل المجلس، فالنائب يحل أن يقبل زوجته وأبناءه، لكن لماذا يقبل زميله النائب؟
&
وبالمقابل، ردت النائبة دينا عبد العزيز، بالقول إن "جميع النائبات محتشمات ويرتدين ملابس تناسب الظهور في جلسات البرلمان". وأضافت موجهة حديثها إلى زميلها "عجينة": "يقولي مين النائبة إللي مش محتشمة تحت القبة، ولو بيتكلم عن البوتات، هلبس بوت واللي غيران من البوت اشتريله بوت".
&
مواقف مضحكة
&
إلى ذلك، برزت الكثير من المواقف المثيرة للضحك والسخرية في البرلمان المصري، ومنها موقف النائب توفيق عكاشة، الذي أعلن انسحابه من البرلمان، واعتصم في إحدى الغرف، ووضع لاصقاً على فمه، وكتب عليه: "ممنوع من الكلام داخل المجلس بأمر من الحكومة".
&
وحاول النواب اجباره على العدول عن قراره، إلا أنه قال: أقسمت بالله ما أنا راجع الجلسة"، وتابع: "عاوزني (رئيس البرلمان) أرجع تاني، يرفع الجلسة ويعمل جلسة جديدة".
&
غير أن الأخطاء اللغوية في تلاوة القرآن أو الحديث باللغة العربية، كانت أفدح مما يتخيل البعض، ومنها الأخطاء التي وقع فيها رئيس البرلمان الدكتور على عبد العال، رغم أنه أستاذ قانوني دستوري في جامعة عين شمس، وشارك في كتابة الدستور، أو قال عنه نفسه "أنا اللي كتبت الدستور".
&
وارتكب عبد العال أخطاء أثناء تلاوته خطابه الأول أمام المجلس، وأظهر همزة في الكثير من الألفاظ رغم أنها ألف الوصل ومنها "التزام، اتسم، باسمكم"، وكلمة "أداء"، واهماله قواعد النحو ورفع المنصوب وجر المرفوع.
&
ووقع وكيل البرلمان السيد محمود الشريف، في أخطاء مماثلة أثناء إلقاء كلمته وقال: "ثورة 23 يونيو"، بدلا من "30 يونيو"، كما أخطأ في تلاوته لآية من القرآن: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها"، فنطق لفظ الجلالة منصوبا وهو مرفوع بالضمة، لأنه فاعل، ورغم أن زملاءه صححوا له الخطأ أكثر من مرة إلا أنه لم يلحظ ذلك.
&
&
موجات سخرية
&
وارتكب الوكيل الثاني للبرلمان، سليمان وهدان، الخطأ نفسه أثناء تلاوة الآية التالية: "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا"، فنطق كلمة "تزغ" بفتح التاء رغم أنه مضمومة.
&
غير أن الأخطاء الأكثر فداحة وقعت من الأمانة العامة للبرلمان، عندما وجهت للنواب دعوة لحضور جلسة أمس الثلاثاء، وحملت الكثير من الأخطاء في حق اللغة، أبرزها كتابة كلمات "أيضاً" هكذا "أيضن"، و"لإعلان" هكذا "لئعلان": &وجاء نص الدعوة كالتالي: "ستقام اليوم الموافق الثلاثاء 12/1/2016 الجلسة الساعة الثالثة بعد الظر لعرض قوائم تشكيلل الجان النوعية ودعوه الجان النوعية لنتخاب مكاتبة وستقام ايضن جلسة الساعة السادسة لئعلان نتيجة مكاتب الجان النوعية وارسائل". وتضمنت الرسالة المكونة من 30 كلمة 11 خطأ لغويا واملائياً.
&
كل هذه الأخطاء أثارت غضب المصريين في الوقت نفسه، واجتاحت موجات السخرية مواقع التواصل الإجتماعي، واحتل هاشتاغ "#رجعوا_البث.. ليه تقتلوا الفرحة"، "#رجعوا_بث_البرلمان"، و"#مايصحش_كده والله #ضد وقف البث"، قائمة موقعي "فيس بوك" و"تويتر".
&
التعليقات