أكدت الولايات المتحدة اليوم أنها لا تخطط لإرسال قوات برية إلى العراق والخاصة التي وصلته خلال الساعات الأخيرة هي بطلب من حكومته ونفت تقليص دعمها للعراق عسكريًا مؤكدة أنها قدمت له 2.7 مليار دولار من الاسلحة ودربت آلاف العسكريين وانتقدت الغارات الروسية في سوريا مشيرة إلى أنّها لا تستهدف داعش&بل المدنيين والمعارضين المعتدلين مهونة من الخلاف حول حفر الأكراد خندقا حول اقليمهم الشمالي.

لندن: قال السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز ان بلاده لا تخطط لإرسال قوات برية إلى العراق لمقاتلة تنظيم "داعش" منوها إلى أنّ الحكومة العراقية لم تطلب اي قوات برية لكنها طلبت قوات خاصة وصلت فعلا مؤكدا ان عمل القوات الخاصة وأي عمل عسكري آخر لقوات بلاده لن يتم إلا بالتنسيق مع الحكومة العراقية.

وأضاف السفير خلال مؤتمر صحافي في مقر السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد اليوم وتابعته "إيلاف" أن ضربات التحالف الدولي تستهدف المنشآت النفطية ومراكز تصفية ونقل النفط التي يسيطر عليها "داعش" وبشكل بدأت تؤثر في قوة التنظيم بشكل كبير. وشدد على ان الاولوية في العراق يجب ان تكون للقضاء على "داعش" وان تكون كل التشكيلات العسكرية تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي.

وكان وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر قد اعلن الخميس عن وصول قوة أميركية خاصة إلى العراق وهي تستعد للبدء بملاحقة عناصر تنظيم "داعش".

ومن جهته أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي أن وصول القوة الخاصة الأميركية تم بالتنسيق مع بغداد موضحا في تصريح صحافي انها محدودة العدد وهي ليست قوات برية ولا تقوم بأي مهام قتالية وأن دورها سيتركزعلى الاسناد الجوي ومراقبة ورصد تنقلات عناصر وقيادات "داعش".. وكذلك استهداف إمدادات وقوافل التنظيم ونشاطها في المناطق الحدودية مع سوريا بهدف قطعها.

واشنطن لم تخفف دعمها إلى العراق

ورفض جونز القول إن واشنطن قد خففت& دعمها للعراق في الحرب ضد الارهاب وقال لو كان ذلك صحيحا لما كنا قدمنا 2.7 مليار دولار قيمة اسلحة ومعدات إلى العراق و600 مليون دولار لدعم النازحين وتلبية احتياجاتهم الانسانية.

وأشار أيضا إلى أنّ بلاده تعمل على تكثيف غاراتها الجوية ضد اهداف "داعش" وتجمعاته في انحاء العراق وقامت بتدريب 17 الف عسكري عراقي على مواجهة الارهاب اضافة إلى متابعة القادة الأميركيين مع نظرائهم العراقيين على مدى ساعات اليوم التطورات الامنية والعسكرية في البلاد.

دور العراق لتخفيف حدة التوتر بين السعودية وإيران

وردا على سؤال حول موقف حكومته من الازمة السعودية الإيرانية الحالية قال السفير ان واشنطن تشجع جميع الاطراف على ضبط النفس بسبب ما أثير مؤخرا بين إيران والسعودية لاعدام رجل الدين النمر.
&
وأشار إلى أنّ رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري لعبا دورا ايجابيا في التخفيف من حدة التوتر والوضع الحساس من خلال عرض التوسط بين إيران والسعودية على خلفية احراق السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران. ودعا جونز جميع الاطراف إلى ضبط النفس من اجل التخفيف من التوتر بين البلدين وفي المنطقة بشكل عام.

الضربات الجوية في سوريا تقتل المدنيين والمعارضين المعتدلين

وانتقد السفير الأميركي بشدة الغارات الجوية الروسية في سوريا مؤكدا انها لا تهدف إلى ضرب "داعش" ولذلك فهي لم تشكل اي تأثير على هذا التنظيم. وشدد على ان الغارات الروسية لا تقتل سوى المدنيين السوريين وقوى المعارضة المعتدلة وقال ان الهدف من كل ذلك هو حماية نظام بشار الاسد من السقوط.

واشنطن ملتزمة بتسليم طائرات أف 16 للعراق

وأكد السفير جونز أن عقد طائرات أف 16الموقع بين بلاده والعراق ماض في الطريق السليم وقال إن الطائرات التي سلمتها بلاده إلى العراق كان لها دور مهم ومدمر ضد تنظيم "داعش".

&واضاف ان اكتمال البنية التحتية للطائرات في العراق واكتمال تدريب الطيارين يتيح لبلاده تسليم هذه الطائرات للاطمئنان الى استخدامها بشكل صحيح وتحقيق الانتصارات على العدو حيث ينتظر العراق خلال الشهر الحالي تسلم 5 مقاتلات من هذه الطائرات ليكتمل لديه سرب مكون من 9 طائرات حربية.. وذلك بعد 6 اشهر من التأخير اذ كان مقررا استلامها نهاية تموز (يوليو) الماضي.

الوجود العسكري التركي في العراق وخندق الأكراد

وبشأن قضية تواجد القوات التركية في الأراضي العراقية أكد السفير أن "هناك فرصة لوجود حل دبلوماسي بين تركيا والعراق".. مشيراً إلى أن "الدبلوماسية تستغرق بعض الوقت". وكانت واشنطن قد دعت انقرة إلى سحب قواتها التي توغلت في الاراضي العراقية اواخر العام الماضي لكن هذه الاخيرة تقول ان قواتها في العراق بطلب من حكومته لتدريب مقاتلين في معسكر "بعشيقة" قرب مدينة الموصل التي يحتلها "داعش" للمشاركة في تحريرها من قبضته.

وفي ما يخص قيام الأكراد بحفر خندق حول حدود اقليمهم الشمالي في العراق أشار جونز إلى أنّ هذا العمل قد يكون لمتطلبات عسكرية لدعم القدرات الدفاعية بوجه "داعش" والمنطق العسكري لا يرى ضيرا من حفره وهناك مثلها حول كركوك والرمادي.

وشدد على أنه لا يمكن لاي خندق أن يؤثر على الحدود الداخلية في العراق مؤكدا ضرورة حل الخلافات حولها بين بغداد وأربيل حتى يبقى الهدف الاول لجميع الاطراف في العراق هو هزيمة "داعش".

ويسيطر تنظيم "داعش" على مناطق شاسعة شمال وغرب بغداد منذ حزيران (يونيو) عام 2014 الا أن قوات الأمن العراقية انزلت بالتنظيم خسائر جسيمة منذ ذلك الوقت. ولا يزال التنظيم يسيطر على مناطق واسعة غرب العراق كما يشن هجمات متكررة في بغداد وغيرها من المناطق.