نصر المجالي: أعلن رئيس الوزراء البريطاني أن المملكة المتحدة سوف تزيد مساعداتها بتقديم 115 مليون جنيه استرليني من الأموال الطارئة استجابة لأزمة المهاجرين. وتزامنًا أعلنت بريطانيا وألمانيا والنرويج والكويت والأمم المتحدة عن قلقها المتنامي بشأن معاناة الشعب السوري.
&
ودعا كاميرون خلال اجتماع طارئ للمجلس الأوروبي، الخميس، قادة الاتحاد الأوروبي لتقديم تمويل جديد للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في سورية وفي الدول المجاورة لها.
&
وقال كاميرون إن المملكة المتحدة في طليعة الجهود الدولية لتقديم مساعدات إنسانية لمن شُرّدوا بسبب الصراع. وأشار إلى أن المساهمة الجديدة تشمل تقديم تقديم 100 مليون جنيه استرليني إضافية استجابة للصراع في سورية، إلى جانب 14.5 مليونًا لمعالجة التحديات الناتجة عن أزمة المهاجرين.
&
1.12 مليار جنيه
&
وبذلك يرتفع إجمالي ما قدمته المملكة المتحدة استجابة للأزمة السورية إلى 1.12 مليار جنيه استرليني، وهي بذلك الثانية بعد الولايات المتحدة.&ويبلغ عدد النازحين داخليا في سورية (7.6 ملايين) نحو ضعف عدد اللاجئين في الدول المجاورة (4 ملايين) و20 ضعفًا عدد من سعوا للجوء إلى أوروبا.&
&
وقال كاميرون إن تلبية الاحتياجات الأساس داخل سورية تعني ألا يُضطر السوريون للمغادرة بحثا عن المساعدة التي يحتاجونها، معرضين أنفسهم وعائلاتهم للخطر، ما يؤدي لزيادة الأعداد المتنامية من اللاجئين في أوروبا.
&
وإضافة إلى ذلك، قال رئيس الحكومة البريطانية إنه سوف يُخصص مبلغ 14.5 مليون جنيه استرليني لتوفير المساعدة والحماية في الدول التي يغادرها اللاجئون والمهاجرون والدول التي يعبرون خلالها، وذلك يشمل مساعدات للاجئين المتواجدين حاليا في أوروبا.&
&
وأضاف: هذا إضافة الى مبلغ 2.4 مليون جنيه استرليني تقدمه المملكة المتحدة لمنظمة الصليب الأحمر لتوفير المواد الغذائية والمياه والبطانيات والمساعدات الطبية للعائلات اللاجئة التي تعبر أوروبا.&
&
ومن جانبها، قالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جستين غريننغ إن المملكة المتحدة تقود مجددا الجهود لتلبية الاحتياجات الأساسية العاجلة لمئات آلاف السوريين المتضررين من الصراع.
&
وقال إن هذه المساعدات الجديدة التي نقدمها ستوفر للمحتاجين ما يحتاجونه من مواد غذائية ومياه ومأوى للعيش يوميا حيثما هم، لكي لا يضطروا للمخاطرة بحياتهم بترك المنطقة والمجازفة بمحاولتهم العبور إلى أوروبا، كما يوفر هذا المبلغ مساعدات إنسانية فورية منقذة للأرواح والحماية للاجئين العابرين.

عجز في التمويل
&
واشارت غرينينغ إلى أن هناك عجزا كبيرا في تمويل الأمم المتحدة، وحاجة عاجلة لمزيد من المساعدة على الأجل القصير. وقالت إن الاجتماع الطارئ للمجلس الأوروبي اليوم يمثل فرصة حقيقية للاتحاد الأوروبي لإبداء القيادة في معالجة الأزمة الإنسانية وأزمة الهجرة في مصدرها.
&
وأكدت أن ذلك يعني مواصلة تلبية الاحتياجات الأساسية داخل سورية وفي المنطقة، ومساعدة الدول المضيفة في تحمل أعباء الأعداد المتزايدة من اللاجئين. وفي نفس الوقت، علينا ضمان توفير التعليم للأطفال السوريين، وأن تتوفر للاجئين البالغين فرص إيجاد عمل لكي نتمكن من معالجة بعض المشاكل التي تدفع الناس للهجرة، ولمنحهم بعض ما يدعوهم للإحساس بالأمل في المستقبل.
&
مؤتمر المانحين
&
وإلى ذلك، أصدر زعماء المملكة المتحدة وألمانيا والنرويج والكويت والأمم المتحدة بيانا مشتركا حول مؤتمر المانحين لسورية 2016 وأعربوا عن قلقهم المتنامي بشأن معاناة الشعب السوري.
&
وأشار البيان إلى أنه تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مساعدة 13.5 مليونًا من المحتاجين والمشردين داخل سورية، إلى جانب 4.2 ملايين سوري لاجئ في الدول المجاورة، ولا بد لنا من زيادة جهودنا.
&
وقال البيان إن الأموال المتوفرة حاليا استجابة لنداءات الأمم المتحدة في 2015 لم تصل حتى إلى مستويات السنة الماضية - 3.3 مليارات دولار في مقابل النداء لتوفير 8.4 مليارات دولار. وبالتالي علينا، كمجتمع دولي، فعل المزيد.
&
مؤتمر لندن&
&
واضاف البيان المشترك: والآن هو الوقت لفعل ذلك. وبالتالي سوف نشترك باستضافة مؤتمر بشأن الأزمة الإنسانية في سورية سيعقد في لندن في أوائل شباط (فبراير) 2016، وهو مؤتمر يبني على مؤتمرات سابقة استضافتها الكويت.
&
سوف ندعو قادة دول العالم ومنظمات غير حكومية والمجتمع المدني إلى هذا المؤتمر لأجل:
&
- جمع قدر كبير من الأموال الجديدة لتلبية احتياجات كافة المتضررين من الأزمة السورية - سواء داخل سورية نفسها أو من خلال مساعدة الدول المجاورة، التي أبدت كرما كبيرا باستضافتها للاجئين، لكي تستطيع تحمل تبعات الأزمة.
&
- تحديد حلول طويلة الأجل للتمويل لتشمل سنة 2016 والسنوات اللاحقة.
&
- معالجة الاحتياجات على الأجل الأطول لدى المتضررين من الأزمة عن طريق تحديد سبل توفير فرص العمل والتعليم، ما يبعث على أمل أكبر في المستقبل في نفوس من اضطروا للفرار من بيوتهم.
&
نقاش أوسع
&
وقال البيان إن مؤتمر المانحين لسورية سوف يمهد السبيل لنقاش أوسع حول سبل استجابة المجتمع الدولي لأزمات مطولة، وذلك قبيل انعقاد المنتدى رفيع المستوى للمملكة المتحدة والأمم المتحدة والبنك الدولي حول التشريد القسري في الأزمات المطولة في وقت لاحق من 2016، ومؤتمر القمة العالمي حول العمل الإنساني الذي سيعقد في اسطنبول في شهر مايو (أيار).
&
وخلص البيان المشترك إلى القول: نواصل اعتقادنا بضرورة التوصل لحل سياسي لإنهاء الصراع السوري، ونلتزم بالعمل مع بعضنا البعض ومع شركاء دوليين لتحقيق ذلك، ولمساندة بناء سورية شاملة للجميع وتنعم بالسلام والازدهار.