اعتذر رئيس تحرير صحيفة الأخبار المصرية شبه الرسمية اليوم للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، وأسرته عن نشر عنوان يحتوي على لفظ يُعد مُسيئا بالعامية المصرية.

وتناول الخبر، الذي نُشر في صدر الصفحة الأولى للصحيفة، إصابة بديع بـ"الفتاق"، والذي أُصيب به بسبب جلوسه لفترات طويلة بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالتقدم في السن، وفقا لفريق الدفاع عنه.

لكن استخدام لفظ مُشتق من اسم المرض، ويعتبر نابيا في الثقافة المصرية، أثار جدلا في الأوساط الصحفية وبمواقع التواصل الاجتماعي.

وقال رئيس التحرير، ياسر رزق، إن العنوان الذي أثار الجدل يُعبّر عن نوع الجراحة التي خضع لها بديع مصاغا صياغة بها قدر من "الإثارة الصحفية".

وأضاف أن البعض "وجد في العنوان شماتة في المرض، وهو ما لا أقصده بأي حال وليس من طبائعي الشخصية. بينما فهم البعض منه تعريضا أحرص طوال حياتي المهنية على العزوف عنه".

ومضى إلى القول "وجدت أنه لزاما علي من باب الاستقامة الشخصية والمهنية أن أعتذر للدكتور محمد بديع إن كان شعر وأسرته بإساءة شخصية من العنوان الذي كتبته، وأعتذر من قبله ومن بعده لمن فهم العنوان على غير ما قصدت".

كما طالب رزق، وهو الصحفي الوحيد الذي أجرى حوارا مطولا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إبان توليه وزارة الدفاع، مرشد الإخوان بدوره بالاعتذار للأمة.

وسُجن بديع ضمن العديد من أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها السلطات منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي، الذي ينتمي للجماعة، في عام 2013 بعد احتجاجات ضد حكمه الذي استمر عاما واحدا.

وحُكم بالإعدام على بديع في عدد من المحاكمات التي مثل أمامها منذ اعتقاله.

"جريمة أخلاقية"

&

وانتقد خالد البلشي، رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصرية، بشدة العنوان الذي نشرته الصحيفة.

وفي تصريح للزميل عاطف عبد الحميد، قال البلشي إن العنوان "جريمة أخلاقية وانتهاك لميثاق الشرف المهني، واعتداء حقيقيا على رجل مريض وسخرية منه وتعريض بمعاناته، وهو ما لا يصح على الإطلاق مهما كان الموقف السياسي من المريض".

وأضاف أن "النقابة تلقت شكوى من عدد من الصحفيين بهذا الشأن وحددت موعدا للتحقيق فيه تمهيدا لتوقيع عقوبة على المسؤول عن صياغة العنوان، لكن رزق باغت الجميع باعتذاره للمرشد وأسرته، ما يجعل الشكوى غير ذات محل".

ومن جهته، قال جمال حشمت، القيادي في جماعة الإخوان، في اسطنبول إن "الصحافة المصرية فقدت جزء كبيرا من أخلاقياتها ومهنيتها".

وأضاف حشمت أن ما حدث يُعد سلوكا شخصيا من رزق "عرّض من خلاله بمرض المرشد.. وعبّر عن تشفيه فيه".

وأكد أنه "ليس من الغريب على الصحافة التي حرضت على دماء المسلمين من قبل وروجت للباطل أن تنشر مثل هذا العنوان".

ومن وجهة نظر مختلفة، أشاد حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، باعتذار رئيس تحرير الصحيفة.

وقال نافعة لبي بي سي "هذا ما ينبغي أن يكون عندما يقترف أحد خطأ ما، وهو أيضا إدراك جيد من اسم كبير في عالم الصحافة المصرية للموقف وحسن تصرف منه".

وأضاف أن "الاعتذار تصرف يستحق رزق التحية عليه، خاصة في ظل حالة الاحتقان وتبادل الإهانات التي تسود الصحافة المصرية".

&