بعد فضيحة الغش في فلترات عوادم السيارات التي عصفت بكبير منتجي السيارات الألمانية فولكسفاغن، اتضح ان معظم شركات السيارات العالمية تتستر على الاستهلاك الحقيقي للسيارات من البنزين والديزل.


ماجد الخطيب: نشرت المنظمة البيئية العالمية "المجلس الدولي للنقل النظيف" دراسة تقول إن معظم الماركات العالمية من السيارات تستهلك كمعدل وقوداً يزيد 40% عما تدعية هذه الشركات.

وكانت السيارات الألمانية الفاخرة من طراز مرسيدس وبي أم دبليو وآودي في مقدمة السيارات العالية الاستهلاك للوقود التي يدعي أصحابها انها أكثر السيارات بيئية.

وواقع الحال تعتبر السيارات، من وجهة نظر حماة البيئة، ملوث البيئة رقم واحد في العالم. ولهذا تحرص شركات صناعة السيارات، ومجاراة للميل البيئي في كل جوانب الحياة، تحسين سمعة السيارة أمام المستهلك وجعلها أكثر جاذبية للسير في المدن.

وتواصل صناعة السيارات تحسين سياراتها الصغيرة وجعلها أرأف بالبيئة، مع مواصلة تطوير البدائل الجديدة التي تعمل بخلايا الوقود والكهرباء والخلايا الضوئية والديزل النباتي.

ويعتبر تقليل استهلاك البنزين، وتقليل انطلاق الغازات والمواد الضارة من عوادم السيارات، وتقليص حجم جزيئة السخام المنطلقة عن احتراق الوقود، وتقليل ضجيج المحرك والإطارات وتزويد السيارة بمرشحات غاز ثاني أوكسيد الكربون والنتروجين والسخام من أهم مواصفات السيارة البيئية الجيدة.

علامة استفهام

لكن الدراسة الأخيرة تضع علامة استفهام كبيرة على بيئية السيارات التي يطرح نادي السيارات الألماني سنوياً قائمة بأكثر 10 منها بيئية في العالم.

وكان غيردغوتليب، المتحدث السياسي باسم نادي المواصلات الألماني، طالب بإعادة النظر في طريقة فرض الضرائب على منتجي السيارات، واقترح أن تنخفض الضريبةعلى شركة إنتاج السيارات كلما قل اطلاقها لغاز ثاني أوكسيد الكربون، وكلما قل استهلاكها للوقود.

ويبدو ان على غوتليب أن يسعى للتثبت من انطباق ما تقوله الشركات عن استهلاك البنزين مع الاستهلاك الحقيقي للسيارة، قبل أن يعيد النظر في الضرائب المفروضة على قطاع إنتاج السيارات.

مع ذلك اعتبر غوتليب أن اتحاد صناعةالسيارات الأوربي قد فشل في المهمة التي أخذها على عاتقه أمام المفوضيةالأوربية، حيث تعهد حتى عام2014 بخفض اطلاق ثاني أوكسيدالكربون من السيارات الجديدةالصنع إلى مجرد 140غم/ لكلكيلو متر سير.

مرسيدس أكثر السيارات استهلاكاً للوقود

وجاء في دراسة"المجلس الدولي للنقل النظيف"، الذي شمل 20 موديلاً من مختلف السيارات"البيئية"، ان بيئية هذه السيارات"حبر على ورق"، وتشمل هذه الحال سيارات الـ5 لتر بنزين، التي تفتخر بها هذه الشركات. هذا لأن كمية البنزين التي تستهلكها هذه السيارات لاتنطبق مع الكمية المذكورة في كتالوجات هذه السيارات. وعموماً تستهلك السيارات التي تم فحصها 40% أكثر من البنزين كمعدل.

شملت الدراسة موديلات السيارات الأكثر جاذبية للزبائن وكلها من إنتاج العام 2014.

وشككت معظم شركات صناعة السيارات بدقة المعلومات التي طرحتها دراسة "المجلس الدولي للنقل النظيف"، إلا أن رالف كابا، المتحدث باسم مصانع فورد في كولون، علق على الدراسة بالقول "ان فورد ترحب بكل المساعي والفحوصات التي تطرح الاستهلاك الحقيقي للسيارات من الوقود".

وفي حالة مرسيدس (الفئة-أي) يشير الكتالوج إلى انها تستهلك 5,13 لترات من البنزين لكل 100 كم، لكن الفحص اثبت انها تستهلك 7,86 لترات، أي 53% أكثر. وكانت هذه النسبة في مرسيدس(الفئة-س) 53% وفي مرسيدس(الفئة-إي) ترتفع إلى 54%.

وبالنسبة لسيارات بي أم دبليو كانت نسبة الزيادة في الاستهلاك الحقيقي عن الاستهلاك المثبت في الكتالوغ ترتفع إلى 37% في موديل"الثلاثي"، وإلى 49% في موديل (الخماسي).

وبالنسبة لسيارات آودي كانت هذه النسبة 44% في موديل(أي-3) وإلى 48% في موديل( اي-4)وإلى 47% في موديل(أي-5).

ثم تأتي سيارة فورد فوكوس(34%) و أوبل كورسا(32%)، وتويوتا ياريس(30%)، وشكودا اوكتافيا(38%)، وبيجو208(27%)، وفولكسفاغن غولف(41%)، وفولكسفاغن باسات(34%)، وفولكسفاغن بولو(35%)، وفولكسفاغن توران(25%) وشكودا فابيا(20%). علما ان سيارة فولكسفاغن بولو كانت السيارة البيئية الأولى، بحسب قائمة نادي السيارات الألماني، للعامين 2001 و2002 على التوالي.

وطالبت بيربل هون، النائبة عن حزب الخضر الألماني، بانزال عقوبات مالية بحق الشركات التي تغش في المعطيات.

وقالت هون بعدم وجود ثغرة بين استهلاك البنزين الحقيقي وبين الاستهلاك المثبت في الكتالوغ في الولايات المتحدة، لأن السلطات البيئية الاميركية تفحص الاستهلاك الحقيقي قبل ان تجيز نزول السيارة إلى السوق. كما فرضت السلطات البيئية الأميركية غرامات مالية عالية على من يغالط في قضية استهلاك البنزين، وذكرت هون ان ألمانيا بحاجة ماسة إلى مثل هذه العقوبات.

تأسس "المجلس الدولي للنقل النظيف" في الولايات المتحدة كمنظمة بيئية خيرية في العام 2005. ويجري المجلس دراسات علمية متخصصة حول تلوث البيئة بواسائط النقل وتضعها بين أيدي السلطات البيئية في الولايات المتحدة.

وكانت دراسات المجلس على سيارتي فولكسفاغن جيتا وباسات في سبتمبر/ايلول الماضي أساس فضيحة الفلترات التي هزت، وما زالت تعصف، بصانع السيارات الألماني في العام الماضي.