بعد ساعات من اتهام منظمة هيومان رايتس ووتش ثلاث "ميليشيات" عراقية مسلحة بارتكاب جرائم حرب، دعت منظمة أوروبية تعنى بالحريات في العراق اليوم إلى وضع هذه "الميليشيات" على قوائم الارهاب الدولية وتقديم قادتها إلى العدالة.

لندن: قالت المنظمة الأوروبية لحرية العراق إن "الفظائع المروعة التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية التابعة للنظام الإيراني في مناطق مختلفة من العراق، بما في ذلك المقدادية، وعمليات الخطف ، بما في ذلك ثلاثة اميركيين في بغداد وسابقا مجموعة من المواطنين القطريين في الجنوب، أدخلت العراق في مزيد من الأزمات".

وقالت المنظمة التي يترأسها إسترون إستيفنسون عضو البرلمان الأوروبي رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان بدورته السابقة في بيان صحافي تسلمت (إيلاف) نسخة منه الخميس ان "المنظمات الميليشياوية الأكثر فتكا وتابعة لإيران هي فيلق بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله العراقي".

وأشارت إلى أنّ هذه "الميليشيات تستخدم موارد الدولة لقمع وذبح السنة والشيعة الذين يعارضون تدخل النظام الإيراني في العراق وخلال 8 سنوات من ولاية نوري المالكي (رئيس الوزراء السابق) كانت تتمتع هذه الميليشيات بدعم كامل من الحكومة".

وأوضحت انه "وفقا للتقارير التي وثقتها منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قامت هذه الميليشيات الثلاث بارتكاب جرائمها باستخدام الامكانيات الحكومية ولديها فرق اغتيال قتلت شخصيات سياسية عراقية، وضباطًا سابقين وأطباء وخبراء عراقيين".

وأضافت المنظمة الاوروبية انه "بعد تنحية المالكي من السلطة وإنشاء هيئة الحشد الشعبي التي تمولها الحكومة بالسيطرة عمليا على الحشد الشعبي لتحقيق أهداف النظام الإيراني". واوضحت ان "قائد ميليشيات بدر هادي العامري وقائد كتائب حزب الله أبو مهدي المهندس، وقائد عصائب أهل الحق قيس الخزعلي يعملون جميعهم تحت قيادة فيلق القدس الإيراني".

ونبهت المنظمة إلى أنّه "بالنظر إلى حقيقة أن كبار الزعماء الدينيين البارزين والشخصيات السياسية الشيعية والسنية في العراق قد دعوا في الأيام الأخيرة لنزع سلاح الميليشيات التابعة للنظام الإيراني لذلك فإنه من الضروري إبداء الحزم تجاه هؤلاء الإرهابيين وإنقاذ العراق من الانزلاق في مأزق الهاوية".

ودعت العراق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول المنطقة لوضع "الميليشيات التابعة لإيران وخصوصا بدر، وعصائب وكتائب حزب الله مع قادتهم على قوائمهم الإرهابية وتحث الحكومة العراقية على نزع سلاحهم وتقديم قادتهم إلى العدالة".

وكانت هيومن رايتس ووتش الدولية اتهمت أمس "ثلاث ميليشيات عراقية بارتكاب جرائم حرب" وقالت إنها "استخدمت الاسلحة الإيرانية والاميركية المقدمة للعراق في جرائمها". وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة "ترتكب كل من الميليشيات التابعة للحكومة العراقية وداعش فظائع ضد المدنيين بدعم واضح من قادتهم ولكن ما يجعل الأمور تسوء أكثر هو أن نظام العدالة العراقي لا يتوفر على أي شكل من أشكال المساءلة".

وأضافت رايتس ووتش أن "ميليشيات أغلبها شيعية تقاتل داعش بدعم من الحكومة العراقية، مثل "فيلق بدر" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" قد ارتكبت انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لا سيما من خلال هدم المنازل والمحلات التجارية في المناطق السنية المستعادة".

وأوضحت انه بعد "استعادة تكريت في آذار (مارس) عام 2015، أحرقت وفجرت قوات الميليشيا مئات المباني ودمرت أجزاء كبيرة من أحياء الدور، وأبو عجيل، وجنوب العلم كما اختطفت قسريا نحو 200 رجل وطفل... فيما جندت هذه الميليشيات أيضا، ودربت، واستخدمت أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما".

يذكر أن تحالف القوى العراقية السنية قدم مطلع الاسبوع الحالي طلبا رسميا إلى بعثة الأمم المتحدة لتوفير الحماية الدولية للمكون السني في محافظة ديالى شمال شرق بغداد. وأعلن التحالف ان الطلب بالحماية الدولية جاء بعد فشل الحكومة العراقية في توفير الحماية للمواطنين من أبناء المكون السني في المحافظة واستمرار جرائم وانتهاكات الميليشيات المتنفذة ضدهم.