اهتمت صحف عربية بقرار الولايات المتحدة تعليق التعاون الثنائي مع روسيا بشأن الملف السوري. ورأى بعض الكتاب أن القرار يؤكد أن واشنطن لم تكن جادة في التصدي للجماعات "الإرهابية"، بينما حذّر آخرون من "مزيد من التصعيد العسكري" في سوريا. وانتقدت البعث السورية القرار الأمريكي قائلة: "ما حدث كان متوقعًا، إذ حاولت الإدارة الأمريكية منذ إعلان الاتفاق يوم 9 أيلول [سبتمبر] الماضي أن تستغل فترة سريانه لتعطي المجموعات الإرهابية فرصة لالتقاط الأنفاس وتجميع قواها لشن هجمات واسعة على حلب وحماة ودرعا، وليس تهيئة الظروف الملائمة لحل الأزمة". وفي صحيفة الثورة السورية، كتب علي قاسم قائلا إن "الإعلان الأمريكي لم يكن مجرد خطوة نحو حافة الهاوية، بل ثمة ما هو أبعد، حين يرسم حدًا فاصلاً بين ما قبله وما بعده" وأشار إلى أن القرار "لا يضيف إلى الوقائع شيئًا عمليًا ومباشرًا"، بل "يمكن اعتباره ترجيحًا إضافيًا لكفة التسخين والتصعيد في المواقف". كما رأت الوطن السورية أن القرار الأمريكي يعكس "عدم الجدية من جانب واشنطن تجاه السعي عمليًا للفصل بين جبهة النصرة والمعارضة المعتدلة". لكن المستقبل اللبنانية نددت بما أسمته "حملة الموت التي تشنها مقاتلات روسيا وبشار الأسد على حلب". وقالت إنه "بعد تردد استمر أيامًا عدة، قررت الولايات المتحدة تعليق مفاوضاتها مع موسكو بشأن إعادة تفعيل وقف إطلاق النار في سوريا، واعتبرت أن 'الصبر على روسيا قد نفد'". وحذرت النهار اللبنانية من أن هذه الخطوة "تنذر بمزيد من التصعيد العسكري في سوريا وبرفع مستوى الصراع الأمريكي - الروسي في هذا البلد"، معتبرة أن "ما يمكن أن يكون قد عجّل في الموقف الأمريكي الأخير، إعلان موسكو أن حملة القصف التي تشنها في سوريا 'فعالة جدًا'". وتناولت الصحف السعودية الإجراءات التقشفية التي اتخذها المملكة مؤخرًا من أجل مواجهة عجز الموازنة. وأشارت عالية الشلهوب في صحيفة الرياض إلى أن "القرارات الأخيرة بلا شك سوف تؤثر على دخل المواطن". واقترحت الكاتبة أن تقوم الحكومة بتخفيض فوائد القروض "لأن انخفاض راتب الموظف مع بقاء التزاماته لهذه البنوك سوف يحدث شرخًا في الأسرة واستقرارها". وطالبت المواطن بأن "يعيد حساباته ويراجع مصروفاته ويركز على المتطلبات الأساسية ويتكيف مع الأوضاع الراهنة لحين تعود الأمور إلى نصابها". وانتقد طلال صالح بنان في عكاظ قرار تخفيض الرواتب، قائلاً إن "الإصلاح الاقتصادي أمر لا غنى عنه ومطلوب، بل هو ضروري، وإن يحمل في كثير من الأحوال، إجراءات قاسية، بشرط أن تطال الجميع". ودعا حسين أبو راشد في المدينة الشعب إلى التضحية قائلاً: "نمر بظروف سياسية واقتصادية صعبة معروفة للجميع، حرب اليمن المفروضة علينا، وانخفاض أسعار النفط، وما تقوم به إيران من إثارة الفتن وزعزعة الأمن والطائفية في المنطقة، يتطلب من الجميع الصبر والتضحية من أجل الوطن".
- آخر تحديث :
التعليقات