يبدأ عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، زيارة عمل لألمانيا الاتحادية غدا الجمعة، يلتقي خلالها الرئيس الألماني يواخيم غاوك، والمستشارة أنجيلا ميركل، ومسؤولين ألمان للتحادث حول تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الأردنية الألمانية، والمستجدات الإقليمية والدولية.

وقال بيان للديوان الملكي الهاشمي في عمّان إن الملك عبدالله الثاني سيتسلم في احتفال كبير يقام في مدينة مونستر، يوم السبت، بحضور الملكة رانيا العبدالله، جائزة وستفاليا للسلام، تقديرا لدوره وجهوده في مختلف المحافل الدولية في دعم مساعي تحقيق السلام، وتعزيز الأمن والاستقرار العالميين.

وتحظى الجائزة، التي تحمل اسم مقاطعة وستفاليا الألمانية الشهيرة، بمكانة تاريخية متميزة، وتمثل رمزا للسلام، كونها ترتبط بمعاهدة صلح أنهت أعواما طويلة من الحروب، وأرست السلام بين شعوب أوروبا.

ومنحت الجائزة، التي انطلقت في العام 1998، لعدد من القيادات السياسية وكبار الشخصيات الأوروبية والعالمية.

كلمة رانيا العبدالله

وإلى ذلك، اختيرت الملكة رانيا العبدالله محدثا رئيسا في يوم الصناعة الالمانية الذي يشارك فيه عدد كبير من رجالات الصناعة والاستثمار لتقدم للحضور الامكانات التي يتمتع بها الاردن ليكون قاعدة لاستثمارات جديدة لهم في المنطقة العربية، وفتح مجالات التعاون التي يتطلع اليها المانيا والاردن خاصة في الظروف التي تعمل فيها تيارات على زرع التفرقة والكراهية بين شعوب الانسانية باسم الدين للقتل والدمار والتهجير.

وقالت الملكة رانيا، إن "خطر تحولنا الواحد ضد الاخر يتزايد بصورة مقلقة وذلك نابع من الشعور بالريبة وعدم الثقة"، مشيرة الى انه "كلما زادت سهولة صعود الديماغوجيين يبدأ الاهتمام بالأشخاص الذين يقدمون إجابات مبسطة للأسئلة المعقدة وهؤلاء الاشخاص هم من يلهبون ويعززون المخاوف، بدلا من حشد الجهود وتوحيدها والوقوف بقوة".

أزمة اللاجئين&

ونبهت الملكة الأردنية الى ان الازمة الحالية ليست ازمة لاجئين فقط ولكنها تتعلق بمستقبلنا المشترك، مشيرة الى ان ما يقوم به الارهابيون في اماكن مختلفة من العالم ليس لزرع الخوف بيننا فقط ولكن من اجل بث بذور التفرقة بين الشعوب لنقوم بالحرب نيابة عنهم.

وقالت ان هذا الوقت هو المناسب لنا جميعا للتعاون والوقوف معاً وتذكر قيمنا، ومبادئنا، ومُثلنا، وعلينا ايجاد طريقة للتعامل بفعالية مع هذه الحقيقة العالمية الجديدة وانجاحها لمصلحة الجميع.

واشادت الملكة رانيا بمواقف الشعب والحكومة الالمانية بالتعامل مع انعكاسات تلك الازمة وبالقدرات التي يمتلكها قطاع الصناعة والاستثمار الالماني الذي يمثل الثورة الصناعية الرابعة لما اطلقت عليه جلالتها "التعاطف الرابع" الذي يترجم الرغبة في العمل الى نهج استراتيجي يقدم حلولا طويلة الاجل للجميع.

مكان مثالي

وقالت مخاطبة الحضور "مع الموارد البشرية المنتجة وبنية الأعمال المناسبة، يمكن للأردن ان يكون مكانا مثاليا لنمو وتطور عملكم - كقاعدة تصنيع ومركزا للاستعانة بمصادر خارجية .. منصة توزيع وتجميع .. او مكاتب ومراكز استشارات".

واضافت "الفرص ناضجة وجاهزة لاغتنامها في الوصول للتجارة الحرة في التصنيع .. والبناء .. والخدمات الهندسية والمهنية .. وتكنولوجيا المعلومات .. والرعاية الصحية والأدوية .. وغيرها الكثير الكثير".

واشارت الى انه رغم التحديات الا ان الامكانات ضخمة، وليس لدينا دقيقة لإضاعتها داعية الجميع لاستثمار هذه اللحظة من اجل الوصول الى حل يؤدي الى تغيير جذري، ليس للقطاع الخاص فقط ولكن للبشرية بأكملها.

ودعت الحضور الى اثبات ان "التعاطف الرابع" يعني العمل والابتكار والنتائج، ولجعل "يوم الصناعة الالمانية" مساهما في قيادة فجر جديد من الأمل.

دور الأردن&

وخلال الجلسة الافتتاحية أشاد كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس اتحاد الصناعة الألماني أولريش غريلو بدور الاردن في استضافة اللاجئين رغم الاعباء التي ارهقته.

واكدت ميركل ان الدول المستضيفة ومنها الأردن ولبنان لا يمكنها تحمل هذا العبء وحدها، وعلى المجتمع الدولي ان يشارك في تحمل هذا العبء.

وتتضمن مواضيع النقاش خلال جلسات اليوم: الريادة للتحديات العالمية وعلوم الصحة والحياة، والتعاون الرقمي، وتكنولوجيا الطاقة، والصناعات الناشئة.

يذكر ان يوم الصناعة الالماني يعتبر من أهم المؤتمرات السنوية في المانيا لمناقشة السياسات الاقتصادية، ويتم تنظيمه من قبل اتحاد الصناعات الالمانية.

وفي كل عام يجمع يوم الصناعة الالمانية حوالى 1200 شخص من المانيا وعدد من المشاركين من دول الاتحاد الأوروبي ممن يمثلون مستويات رفيعة في القطاع الصناعي الالماني ومؤسسات الأبحاث والمؤسسات المجتمعية والإعلام.