الرياض: ابدت السعودية الاربعاء نيتها السماح بان ينقل لخارج اليمن، المصابون في قصف قاعة في صنعاء السبت، الذي حمل المتمردون التحالف بقيادتها المسؤولية عنه، في وقت تشهد حدود البلدين توترا متصاعدا.

فقد واصل المتمردون اطلاق صواريخ بالستية باتجاه الاراضي السعودية، بينما شكلت هذه الاخيرة منطلقا لعملية قامت بها قوات موالية للحكومة اليمنية، استعادت فيها منفذا حدوديا وتحاول التقدم في محافظة صعدة، ابرز معاقل الحوثيين في شمال اليمن.

وتأتي هذه العمليات في اعقاب مقتل 140 شخصا على الاقل واصابة 525، في قصف صالة كانت تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وحمل هؤلاء التحالف الذي تقوده الرياض دعما للرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي منذ مارس 2015، المسؤولية.

ونفى التحالف بداية اي مسؤولية، قبل ان يعلن فتح تحقيق في "الحادثة المؤسفة والمؤلمة" التي لاقت انتقادات واسعة ابرزها من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وواشنطن حليفة الرياض.

واوردت وكالة الانباء السعودية الاربعاء ان الملك سلمان بن عبد العزيز وجه مركز الاغاثة والاعمال الانسانية الحامل اسمه "بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف ومع الحكومة اليمنية الشرعية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بمدينة صنعاء (...) الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن". ولم تحدد الوكالة السبل التي ستنفذ من خلالها عمليات نقل الجرحى.

وكانت البعثة السعودية في الامم المتحدة بعثت برسالة الى مجلس الامن الدولي الاحد، تعرب فيها عن "اسف المملكة العميق من الهجوم الذي ذكر انه وقع على الصالة الكبرى في صنعاء".

وجددت "احترامها والتزامها الكاملين بالقانون الانساني الدولي (...) والتأكيد على استمرارها على ضمان اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين"، مؤكدة ما سبق للتحالف اعلانه من فتح تحقيق.

وبحسب وكالة "سبأ" التابعة للمتمردين، كان من بين القتلى السبت، عددا من الضباط البارزين الموالين للحوثيين وصالح. وللمرة الثانية منذ السبت، اعلن التحالف الاربعاء اعتراض صاروخ اطلقه المتمردون باتجاه جنوب المملكة الثلاثاء. وقال ان "قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، اعترضت صاروخاً باليستياً، أطلقته المليشيات الحوثية باتجاه مدينة خميس مشيط ودمرته".

وتضم خميس مشيط التي تبعد زهاء 100 كلم عن الحدود، قاعدة جوية اساسية لعمليات التحالف. وكان الاخير اعلن الاحد اعتراض صاروخ استهدف مدينة الطائف، البعيدة اكثر من 500 كلم عن الحدود.

وكان المتمردون توعدوا "بالثأر" والتصعيد على الحدود ردا على قصف الصالة. وشهدت الحدود توترا منذ بدء عمليات التحالف، شمل هجمات للمتمردين ضد حرس الحدود السعودي، واطلاق صواريخ وقذائف. والاربعاء، كشفت مصادر يمنية موالية استعادة قوات الحكومة الثلاثاء "منفذ البقع الحدودي مع السعودية بمساندة من طيران التحالف"، مشيرة الى ان هذه القوات "تقدمت من الاراضي السعودية". ويقع المنفذ في محافظة صعدة (شمال)، المعقل التاريخي للحوثيين.

ومنذ العام الماضي، مكن التحالف القوات الحكومية من استعادة خمس محافظات جنوبية. ويعمل التحالف على دعم "الشرعية" في مواجهة المتمردين الذين يتهمهم بتلقي دعم ايران، الخصم الاقليمي للسعودية.