وزير الخارجية الامريكي جون كيري

أولت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتمامًا باجتماع لوزان، الذي يجمع وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا ومعهما وزراء بعض الدول المعنية بالحرب في سوريا.

وتفاوتت تعليقات الصحف على هذا الاجتماع بين التشاؤم والتفاؤل الحذر.

فقالت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها إنه بعد الإعلان عن عقد المؤتمر "ارتفع مؤشر الآمال المقيدة أكثرَ من ذي قبل".

وأضافت الصحيفة: "لا نريد أن نُفرِط في التفاؤل أو حتى التشاؤم حول ما يمكن أن يخرج به مؤتمر لوزان فالأمور كلها ستكون مداراً للبحث، والمهم ان تكون شفافة بالقدر الكافي وصريحة حتى يمكنَ البناءُ عليها".

وفي الوطن العمانية، تساءل علي عقله عرسان بنبرة متشائمة عما إذا كان المؤتمر يستطيع أن يخرج "من احتمال المواجهة العسكرية المباشرة، بين روسيا والغرب، أم أنهم سيبقوننا في إطار الحرب بالوكالة".

ويرى الكاتب أن المجتمعين لن يخرجوا بشيء يبشر بالأمل، ويعزو السبب في ذلك إلى "أن الثِّقة بين الأطراف المعنية مفقودة، والقضايا المعلقة، أو الملفات التي تحتاج إلى بحث كثيرة، ولأن الأطماع والمطامح والمصالح ممدودة إلى أبعد من المدى المنظور، ولأن كلًّا من المتصارعين يثق بأنه يملك من القوة والوسائل والعلاقات والشَّطارة ما يجعله يصل إلى غاياته، سواء أكان ذلك: بالسياسة، أم بالقوة، أم بالحرب، أم.. إلخ".

وفي صحيفة الوطن السعودية، قال أحمد الغز إن اجتماع لوزان "هو يوم سيكون له ما بعده حربًا أو سلمًا، وهذا ليس تمنيًا أو افتراضًا، بل لأن أمريكا أوباما الآن في أسوأ أحوالها وسياساتها، خصوصًا بعدما تجرأ عليها أصدقاؤها الإيرانيون والروس، وفي مدينة حلب بالذات، إضافة إلى محاولة اعتداء الحوثيين على البارجة الأميركية".

وأضاف الكاتب قائلا: "أعتقد أن مهزلة كيري لافروف كانت أبشع مراحل الدبلوماسية الأميركية على الإطلاق ... وأن مهمة لافروف تحديدا اليوم هي إنقاذ أوباما وكيري، ومعهما الرئيس بوتين الذي يعرف جيدا أن الحرب مع الميليشيات ليست كالحرب مع الدول، وأن الاقتصادَين الروسي والإيراني أيضا غير قادرين على الدخول في أي نوع من الحروب".

معركة الموصل

علق بعض كتاب الصحف على المعركة المرتقبة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من قبضة تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية في ظل وجود قوات تركية متمركزة شمالي البلاد.

يرى سميح صعب في النهار اللبنانية أن "الولايات المتحدة تريد للموصل أن تكون معركة للائتلاف الدولي بقيادتها من غير أن يكون لإيران فيها أدنى دور".

وقال إن "أي دور ايراني في الموصل سيعني من وجهة النظر الأمريكية أن إيران هي أيضاً من سيقرر في معركة الرقة كذلك".

وأشار صعب إلى أن "ما لا تستطيع واشنطن قوله مباشرة لرئيس الوزراء العراقي قالته بلسان اردوغان ومفاده باختصار أن لا شأن للعراق بالقوات التركية المتمركزة داخل الاراضي العراقية في منطقة بعشيقة قرب الموصل".

وفي الشرق القطرية، قال محمود علوش إن أنقرة تخشى أن لا تُؤخذ حساباتها بعين الاعتبار في عملية تحرير الموصل، ومن بينها "منع انتقال عناصر داعش من الموصل باتجاه محافظة الرقة ومدينة الباب السوريتين، حيث إن ذلك لو حصل، فسيعقّد إلى حد كبير الحسابات التركية في عملية درع الفرات وسيضيف عليها أعباءً عسكرية إضافية يمكنها أن تحد من نجاحاتها".

العلاقات المصرية السعودية

وعلق بعض الكتاب من مصر والسعودية وغيرهما على العلاقات بين القاهرة والرياض التي توترت مؤخرا بعد تصويت مصر لصالح قرار روسي بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن، وهو الأمر الذي أثار تراشقا إعلاميا بين الدولتين.

ففي صحيفة ا لشروق الجديد المصرية وصف رئيس التحرير عماد الدين حسين ما فعله بعض الإعلاميين المصريين والسعوديين خلال الأيام الماضية بأنه "مخجلٌ ومزرٍ ومهين".

وأضاف حسين أن ذلك "يكشف للأسف أننا لم نتغير ونحتاج إلى وقت طويل حتى نتصرف كمواطنين طبيعيين أسوياء متحضرين ونتوقف عن حروب تدمير الذات".

وفي السياق ذاته، قال الشاعر والكاتب الصحفي فاروق جويدة في الأهرام إن "العلاقات المصرية-السعودية ينبغي أن تكون أكبر من شطط الإعلام والإعلاميين".

وفي عكاظ السعودية، قال فيصل الخماش "إن الحكماء في البلدين لا يزالون يلتزمون الصمت، متيقنين أن قطار العلاقات السعودية - المصرية لن يتوقف، فالعالم العربي لن يصل إلى محطة الأمان في ظل الأوضاع الإقليمية الخطرة والمتسارعة إلا بهما".

وفي صحيفة الرأي الكويتية، عبر محمد ناصر العطوان عن أسفه لما حدث من إعلام الدولتين، قائلا: "من المعيب أن يتورط الإعلام المصري في سب وتجهيل شعب سانده يوماً.. وربما أياماً، ليتورط الإعلام السعودي في المعايرة والرد بالمثل، ما يعني أن علاقتنا كشعوب عربية هشة، يثيرها خبر، وتبهرها صورة".