إيلاف من بيروت: عادت مواقع إلكترونية كبرى إلى العمل، بينها تويتر وباي بال ونتفليكس وسبوتيفي، بعد أن استهدفت هجمات إلكترونية مزودًا لخدمة الإنترنت يتيح للمستخدمين الوصول لهذه المواقع، بحسب ما قالت شركة "داين" التي تقدم خدمة الإنترنت (دى إن إس)، وذلك بعد ساعات من توقف الخدمة في جميع &أنحاء العالم.

آلية حظر الخدمة

وفق صحيفة "تلغراف" البريطانية، عانى الملايين من مستخدمي الإنترنت توقف عدد كبير من المواقع. ونقلت الصحيفة عن خبراء رقميين قولهم إن الهجوم كان بسيطًا، ونفّذه مراهق واحد، مؤكدةً أنه لم تتم سرقة أي بيانات شخصية لمستخدمي الإنترنت.

أصدرت Dyn بيانًا أكدت فيه أن المهاجمين نفذوا آلية حظر الخدمة أو ما يعرف باسم DDoS أي إغراق الخوادم بطلبات وهمية تؤدي إلى توقفها عن الاستجابة، فيمكن التحكم بآلاف المواقع والحواسيب، خصوصًا أن نظام DNS أحد الأعمدة الرئيسة للإنترنت، هو عبارة عن قاعدة بيانات لأسماء المواقع وعناوينها الفعلية (IP) على الشبكة العالمية. ومن دون هذه العناوين لا يستطيع المستخدم الوصول إلى أي موقع باسمه.

والمعروف أن الولايات المتحدة تتهم الروس بالوقوف وراء هذه الهجمات. إلا أن جون ديفيد مكافي، الخبير الأميركي البارز في أمن المعلومات، قال السبت إن إيرانيين نفذوا الهجمات الإلكترونية على مواقع رسمية ومهمة في الولايات المتحدة، موضحًا: "خلافًا لاتهام روسيا باستهداف مواقع إلكترونية أميركية، تؤكد الدلائل أن إيرانيين وراء اختراق موقع اللجنة الوطنية التابعة للحزب الديمقراطي الأميركي، فالإيرانيون يميلون إلى وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية، لأنهم يعتقدون أن سياسته ستؤدي إلى عدم الاستقرار في الولايات المتحدة، وبالتالي شنوا هذه الحرب الإلكترونية".

قراصنة العالم الجديد

لكن... تبنّت مجموعة "قراصنة العالم الجديد" (New World Hackers) الهجوم الإلكتروني الهائل الذي شُنَّ الجمعة على شركة Dyn وتسبب بتعطيل مواقع إلكترونية كبرى على الإنترنت.

وأجرى موقع "AnonIntelGroup" لقاءً سريعاً مع هذه المجموعة التي شنت العام الماضي هجوماً على هيئة الإذاعة البريطانية كاختبار لقوتها، وسألها عن سبب اختيار تويتر ومواقع أخرى هذه المرة. كان جواب المجموعة أنها تُجري كل عام اختباراً للقوة، "وهذا الأمر في الواقع موجه ضد روسيا. اختبار القوة هو المهم. إذ يمكن من خلال ذلك معرفة مدى عرض الحزمة الناتج عن كل هجوم".
وأكدت المجموعة أن نواياها حسنة، وقالت: "روسيا تُكثر من قول إنها أفضل من الولايات المتحدة في اختراق كل شيء محاوِلةً إشعال حرب. نحن سنريهم حرباً".

وعن آثار الهجوم الأخير عليها، قالت المجموعة: "نحن لا نبالي بمقدار الانتباه الذي سيجلبه (الهجوم) لنا، لا نريد أن يتعقبنا جواسيس أميركا. لذلك نحن في روسيا. أما عن الرسالة التي نوصلها إلى العالم فهي: ابقوا مثقفين".

&

إنترنت الأشياء

إلى ذلك، لم يستبعد موقع "ديبكا" الإسرائيلي حصول هجمات إلكترونية كتلك التي ضربت مزود البنية التحتية للإنترنت على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الجمعة، من أجل إعاقة عملية التصويت في الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل.

أضاف موقع "ديبكا" المختص في الشؤون الاستخبارية والأمنية أنه بات من المتوقع أن يستهدف قراصنة عاملون في روسيا والصين وكوريا الشمالية البنية التحتية لخدمات الإنترنت التي تخدم نظام التصويت في انتخابات الرئاسة الأميركية، إذ لن يتمكن الناخبون في بعض الولايات المسموح لهم بالتصويت فيها عبر الإنترنت كما في ولاية ألاسكا، فضلًا عن الناخبين خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك العسكريون، مع بدء التصويت في 8 نوفمبر من الوصول عبر حواسيبهم إلى الموقع المخصص للتصويت الإلكتروني، والذي يمكن أن ينهار نتيجة لهجوم إلكتروني.

تكمن الخطورة في أن هجوم الجمعة المستمر يختلف عن هجمات "آلية حظر الخدمة" العادية، إذ نجح المهاجمون في استخدام ما يعرف بـ "Internet Of Things" بالسيطرة على كاميرات الويب والمسجلات الرقمية ومئات الآلاف من الأجهزة المتصلة بالإنترنت المصابة بالشيفرات الخبيثة التي أدت إلى حجب الإنترنت.

هجمات إلكترونية تطيح بنصف شبكة الإنترنت العالمية

&