أبدى الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر جمال ولد عباس حماسة لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، بعدما تقدم&الأمين العام السابق للحزب عمار سعداني باستقالته&أخيرًا بدواعٍ صحية كما قال، فيما رآها آخرون بأنها "إقالة".
إيلاف من الجزائر: قدم عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر استقالته أخيرًا، بعدما تردد ذلك في أكثر من مرة بسبب تصريحات مثيرة للجدل كان يطلقها شمالًا ويمينًا في كل مرة، لتؤكد بعض الأطراف أن الرجل الذي وصف بالقريب من محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد استقال مرغمًا، ولا علاقة لتنحيه بحالته الصحية، التي تحجج بها، وأكد عليها خلفه جمال ولد عباس، الذي أعلن في أول كلمة له عن موافقة الحزب على ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة في 2019.
وبعد شائعات سبقت إمكانية تأجيل اجتماع الدورة العادية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الذي يرأسه بوتفليقة، عقدت اللجنة دورة، لكن في ظروف غير عادية، حتى وإن حملت هذا الوصف، فقد كان ظاهرًا منذ الصبيحة أن أيام سعداني على رأس الحزب الحاكم باتت معدودة.&وعلى غير العادة، جاءت كلمة سعداني الافتتاحية باهتة وبعيدة عن أسلوبه الخطابي المعتاد، ما أكد للجميع أن رحيله صار واقعًا.
استقالة أم إقالة؟
بعد حوالى 4 ساعات من كلمة سعداني الافتتاحية، عاد في الجلسة المسائية لدورة اللجنة المركزية ليعلن استقالته من الحزب بسبب متاعب صحية.&وقال سعداني: "يجب أن أصارحكم، غيابي لم يكن من دون سبب، فلدواع صحية غبت، لذلك أقدم أمامكم استقالتي، لأن القانون الأساسي للحزب يعطي لأي عضو في الحزب حق الاستقالة". اضاف "أصرّ على الاستقالة، حتى ولو كانت مرفوضة، فرجائي المصلحة العامة للحزب والبلاد، إحترموا قراري".
لكن حسن عريبي النائب في البرلمان الجزائري عن حزب جبهة العدالة والتنمية يعتقد أن سعداني لم يتنح برغبته، إنما "أرغم على الإستقالة". وربط عريبي في تصريح مكتوب لـ"إيلاف" استقالة عمار سعداني بـ"تصريحاته الأخيرة التي كانت سيلًا جارفًا من التهم المجانية ضد كل من رئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم ورئيس المخابرات السابق الفريق محمد مدين المدعو توفيق". أضاف أن "سعداني وجد نفسه بعد هذه التصريحات "مضطرًا للاستقالة من أمانة الحزب".
أمين عام جديد
حرص سعداني بعد استقالته على ترشيح خليفته، وهو الوزير السابق وعضو مجلس الأمة (الشيوخ) جمال ولد عباس لقيادة المرحلة المقبلة. وسيتولى ولد عباس بعد تزكيته من طرف أعضاء اللجنة المركزية أعلى سلطة في الحزب والمتكونة من أكثر من 500 عضو إنهاء العهدة الحالية لسعداني التي تنتهي في 2010.
عمار سعداني |
وأكد عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني، حسين خلدون، أن "الأمين العام الجديد للحزب يتمتع بكامل الصلاحيات، وليس أمينًا عامًا بالنيابة".
وقال إن منصب الأمين العام "ليس في حالة شغور" بعدما "قوبل ترشيح ولد عباس بتزكية كل أعضاء اللجنة المركزية". وأشار إلى أن ولد عباس سيمارس مهامه لغاية المؤتمر الـ11 للحزب، وأن عقد دورة استثنائية للجنة المركزية "غير وارد في الوقت الحالي".
عهدة خامسة
فور تزكيته كأمين عام جديد للحزب الحاكم، سارع جمال ولد عباس إلى الإعلان عن نيته في ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة. وذكر أنه كان من الداعمين لبوتفليقة خلال عهداته الرئاسية الأربع، وسيواصل ذلك في رئاسيات 2019.
لم يتضح بعد إن كان بوتفليقة ينوي خوض عهدة رئاسية جديدة، خاصة بفعل متاعبه الصحية، التي قلصت من نشاطه، وجعلته قلما يقوم بنشاط ميداني.
وينص الدستور الجزائري، المعدل في فبراير الماضي، على تحديد الولاية الرئاسية بعهدتين فقط، لكن الرئيس بوتفليقة الذي يملك أحقية تعديل الدستور بإمكانه إعادة تجربة 2008 عندما فتح العهدات الرئيسة من دون تحديد ليترشح لولاية ثالثة ثم رابعة.
التعليقات