منذ أن قرّر دونالد ترامب الترشح إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية تصدّر اسمه عناوين الصحف. وبقدر اندفاع هذا المليونير لتمثيل الجمهوريين ثم الوصول إلى البيت الأبيض، لفتت زوجته ميلانيا الأنظار واستحوذت على اهتمام الجميع.

واشنطن: أصبحت عارضة الأزياء اليوغوسلافية الأصل أول سيدة أولى مولودة في الخارج بعد أن ربح زوجها الانتخابات ليتبع باراك أوباما ويستلم المكتب البيضاوي من بعده. ولكن يبدو أنّ ميلانيا سارت حرفياً على خطى السيدة الأولى الحالية في مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند، أوهايو، حين تمّ اتهامها باقتباس مقاطع من خطاب السيدة أوباما في العام 2008. 

ولدت ميلانيا في 26 أبريل 1970، أي أنها في الـ46 من العمر، وتصغر زوجها البالغ 70 عاماً، بـ24 سنة. رباها والدها فيكتور كناوس، وهو عضو في الحزب الشيوعي، عمل كمدير في تجارة السيارات في مصنع تملكه الدولة، ووالدتها اليجا أولنك، التي عملت في معمل للنسيج. 

ولدت في سيفنيتسا المعروفة اليوم بـ"سلوفينيا"، لكنّ هذه الجمهورية كانت آنذاك جزءاً من يوغوسلافيا. كان اسمها في الأصل ميلانيجا كنافس لكنّه تغيّر إلى ميلانيا كناوس بعد أن أصبحت عارضة أزياء مشهورة.

مهنتها كعارضة أزياء

بدأت مهنة عرض الأزياء في سن الـ16. وعندما أصبحت في الـ17 من العمر، رآها المصور ستاين جيركو في العاصمة ليوبليانا وهو يغادر عرضاً للأزياء هناك، فدعاها إلى جلسة تصوير تجريبية. وساهم هذا المصور المعروف في تسليط أضواء الشهرة عليها، ما أدى إلى توقيعها عقداً مع وكالة عرض أزياء في ميلان حين بلغت الـ18 من العمر، كما أنّها عملت في باريس أيضاً.

زيّنت منصات عالم الموضة والمجلات، فظهرت عارية على غلاف مجلة (جي كيو) البريطانية، في صور على طائرة ترامب الخاصة بوينغ 727، مكبّلة بالأصفاد، ومدججة بالماس، وحاملة مسدس كروم، كما أنّها ظهرت بثوب للسباحة في مجلة Sports Illustrated في العام 2000.

وبحسب أقوال ميلانيا: "عملت أمي في تجارة الأزياء وكنت في الخامسة من عمري حين مشيت على منصة عرض الأزياء للمرة الأولى، ثم ظهرت في بعض الإعلانات في سن الـ16. وامتهنت عرض الأزياء بعد أن أنهيت دراستي. كانت أمي تحب الموضة وكنا نحب السفر إلى إيطاليا وباريس".

تدير ميلانيا اليوم شركة للمجوهرات فتبيع منتجاتها على قناة التسوق كيو في سي QVC. وقد ألقت دعابة في إحدى المرات قائلة إن الأهمية التي تعيرها لأعمالها هي على الشكل الآتي: في الدرجة الأولى الاهتمام بابنها، ثم إدارة شركتها، أما عملها الذي يحتل المرتبة الثالثة فهو زوجها. 

وقد صرّحت في أبريل أنّها ستحافظ على مظهرها الطبيعي وستتقدم في السن بلباقة. وفي مقابلة مع مجلة جي كيو GQ قالت: "يظن الكثيرون أنني أجريت عمليات لوجهي، غير أنّ هذا ليس صحيحاً. أنا أعيش حياة صحيّة وأهتم ببشرتي وجسمي. أنا ضد البوتوكس وحقن التجميل، واعتقد أنّها تؤذي الوجه والأعصاب. هذا شكلي الطبيعي، وسأكبر بلباقة تماماً مثل أمي". 

كيف انتهى بها الأمر في أميركا؟

بينما عملت في أوروبا، لم تتوقف عن تثقيف وتعليم نفسها، فأتقنت اللغات الإنكليزية والفرنسية والصربية الكرواتية. ثم سافرت إلى نيويورك في العام 1996 حين قام مؤسس وكالة ID Models، باولو زامبولي، بتوقيع عقد معها وتقديم تأشيرة سفر إليها. فوصلت إلى الولايات المتحدة حاملة تأشيرة H-1B السياحية الموقتة، التي تصنّف عارضات الأزياء من بين أمهر العمال إلى جانب العلماء ومبرمجي الكمبيوتر، وذلك بسبب ثغرة في قانون الهجرة. علماً أنّ ترامب كان من النقاد اللاذعين لهذا القانون وقد تعهّد بمحاربة هذا الاستغلال المستشري والواسع النطاق لتأشيرة H-1B. وفي هذا السياق قال في مارس: "إنّهم عمّال أجانب موقتون، تم استيرادهم من الخارج لهدف واضح وصريح هو استبدال الأميركيين بعمّال يتقاضون أجراً أقل". 

حصلت ميلانيا على رخصة الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) في العام 2001، ثم أصبحت مواطنة أميركية بعد 5 سنوات.

كيف التقت دونالد ترامب؟

كانت ميلانيا في الـ 28 من العمر حين قابلت ترامب في العام 1998 في حفل أقامه زامبولي في نادي كيت كات، مانهاتن. كان ترامب هناك برفقة النرويجية الثرية سيلينا ميدلفارت الوريثة الثرية لشركة مستحضرات تجميل مهمة، ما دفع ميلانيا إلى رفض طلبه بإعطائه رقم هاتفها آنذاك، لكنّها أخذت رقمه. وقد صرّحت لاحقاً:" لو أعطيته رقمي، لكنت مجرد واحدة من النساء اللواتي يتّصل بهنّ. أردت أن أعرف نواياه. ويمكن اكتشاف الكثير عن الرجل من الرقم الذي يعطيك إياه، وقد أعطاني كل أرقام هواتفه آنذاك". 

انتظرت ميلانيا أسبوعاً كاملاً قبل الاتصال، ثم بدآ يخرجان سوياً، وانفصلا بضعة أشهر حين خطرت ببال ترامب في العام 2000 فكرة الترشح للانتخابات الرئاسية كممثل لحزب الإصلاح. وفي مقابلة مشتركة للثنائي في برنامج هاورد ستيرن في العام 2000، ألقت ميلانيا مزحة أثارت صدمة الكثيرين قائلة: "نحن نمارس الجنس بطريقة رائعة على الأقل مرة في اليوم". وبعد ذلك، تباهى ترامب واصفاً كم تبدو ميلانيا مثيرة في الملابس الداخلية (ثونغ صغير). 

كيف كان زفافهما؟

عرض ترامب الزواج على ميلانيا في معرض كوستيوم إنستيتيوت Costume Institute Gala في نيويورك، وأقاما حفل زفافهما في يناير 2005 في الكنيسة الأسقفية بيثيسدا المواجهة للبحر في بالم بيتش، فلوريدا، علماً أنّ ترامب سبق وتزوّج مرّتين من قبل.

ونظراً إلى أنّ خاتم الخطوبة الذي أطلق عليه اسم "لورد أوف ذا رينغز" أي سيد الخواتم كان من الماس غراف بقيمة مليوني دولار، فلم يكن من المستغرب أن يكون الزفاف مترفاً جداً. وارتدت ميلانيا فستان زفاف بلغت كلفته حوالى 140 ألف دولار من تصميم البريطاني الشهير "جون غاليانو"، ثم احتفل العروسان ليلاً في صرح ترامب الفخم Mar-a-Lago حيث ارتدت العروس ثوب زفاف آخر من تصميم فيرا وانغ. وقد حضر الحفل منافسة ترامب على الرئاسة هيلاري كلينتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وقد كان من بين الحاضرين أيضاً عارضة الأزياء هايدي كلوم ومغني الراب بي ديدي وسيمون كول، وانسجم الجميع مع أغنية Just the Way You Are التي أداها بيلي جويل. 

وفي مقابلة لميلانيا مع لاري كينغ في العام 2005 قالت: "الزواج من رجل مثل دونالد ترامب، يتطلب معرفة من أنت بالتحديد، وقوة كبيرة، وذكاء فائقاً".

هل رزقا بأولاد؟

لم تنجب ميلانيا إلا صبياً واحداً هو بارون ويليام ترامب في العام 2006. وكطفل رضيع، يقال إنّ بارون كان يملك طابقاً خاصاً به في برج ترامب في مانهاتن، لكنّه غالباً ما نام في سرير نقّال في غرفة نوم والديه. ومن المعروف أنّه يحب ارتداء بدلة وربطة عنق، وتناديه ميلانيا بـ"دونالد الصغير". وتجدر الإشارة إلى أنّه يتكلم السلوفينية بطلاقة، لا سيما أنّ والدي ميلانيا انتقلا إلى أميركا ويعيشان بالقرب من برج ترامب. 

وميلانيا هي زوجة أب لأربعة أولاد، ثلاثة من زواج ترامب الأول من إيفانا، هم دونالد جونيور (38 عاماً) وإيفانكا (35 عاماً) وإريك (32 عاماً)، بالإضافة إلى تيفاني (22 عاماً) من زواجه الثاني من مارلا مابلز.

من هي ميلانيا؟

على الأرجح إنّ بيتي فورد أو جاكي كينيدي لما كانتا لتتصورا بالبيكيني على سجادة طبعت عليها علامة المكتب البيضاوي كما فعلت ميلانيا في العام 2000.

في العام 2000، حين فكّر ترامب في الترشح للرئاسة، سئلت ميلانيا أي دور قد تؤدّين إذا تولّى منصب القائد الأعلى، فأجابت: "سأكون تقليدية جداً مثل بيتي فورد وجاكي كينيدي". أما المعلق السياسي ستيفن فيشر فصرّح لمجلة Mirror أنّ ميلانيا قد تكون سيدة أولى استثنائية، وأضاف: "يقال إنّه لا ينبغي الحكم على كتاب، أو ربما في حالة ميلانيا، على مجلة، من غلافها، وبالفعل هذا ينطبق عليها. فهي مهذبة ومثقفة وكرامتها عالية، وجمالها ليس خارجياً فحسب. وخلافاً لزوجها، فهي مثال نيويوركي... متحرر جداً".

ماذا حدث في خطاب مؤتمر الحزب الجمهوري؟

في خطابها خلال اليوم الأول من مؤتمر الحزب الجمهوري الذي وسم مرحلة جديدة في حملة زوجها الرئاسية، وصفت ميلانيا زوجها قائلة إنّه قائد موهوب ورؤوف وصارم، سيوحّد البلد إذا انتخب رئيساً. ولكن بعد لحظات تألّقها، لاحظ معلّقو وسائل التواصل الاجتماعي فوراً التشابه بين كلماتها وكلمات خطاب ميشيل أوباما في العام 2008 في خطاب مؤتمر الحزب الديمقراطي.

والمثير للسخرية أنّ الخطابين اللذين تمحورا حول أهمية العمل الدؤوب، استخدما التعابير نفسها مثل "العمل بجد للوصول إلى ما تريده في الحياة، وأن الكلمة هي العهد... ونريد أن يدرك أولادنا أن الحدود الوحيدة لنجاحهم هي الإرادة لتحقيق أحلامهم...". وعند سؤالها عن الخطاب في مقابلة مع مات لوير على قناة الـ"ان بي سي"، قالت ميلانيا في هذا الإطار: " أنا كتبته... مع أقل قدر ممكن من المساعدة".

هل لديها حساب على تويتر؟

نعم، وعلى فيسبوك أيضاً وانستغرام، لكنّها حالياً تترك سناب شات للأفراد الآخرين في عائلة ترامب. يمكن متابعة رحلتها إلى البيت الأبيض على تويتر @MELANIATRUMP وتعليقاتها المتقطعة على فيسبوك @MelaniaTrump. أما حساب انستغرام ففتحته حديثاً في شهر فبراير وغيرته من @realmelaniatrump إلى @realmelaniatrump في التاسع من نوفمبر.

ما هو شكل خزانة ثيابها؟

في إطلالتها كسيدة أولى إلى جانب زوجها المنتخب، اختارت ميلانيا بذلة بيضاء إغريقية الأسلوب بكتف واحد، من تصميم رالف لورين بقيمة 3200 جنيه استرليني. كانت ثيابها في خلال الحملة الانتخابية تمريناً للتواضع. وقد أدّت دورها كزوجة مطيعة بشكل جيد فارتدت ملابس مناسبة، تاركة الفرو الثمين والفساتين الأنيقة والثياب الفاضحة في خزانتها.

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلاً عن موقع «ميرور». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.mirror.co.uk/news/world-news/who-melania-trump-donald-wife-8447715