دمشق: دعا الجيش السوري في بيان الثلاثاء الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب الى السماح للمدنيين الراغبين بالمغادرة، بعد اسبوع من هجوم عنيف يهدف لتضييق الخناق على مناطق سيطرتها.

واعلن الجيش في بيان ثان عن انضمام تشكيل جديد الى صفوفه يحمل تسمية "الفيلق الخامس اقتحام" مهمته المساهمة في "القضاء على الارهاب".

واوردت قيادة الجيش في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا)، انها "تدعو المسلحين في الاحياء الشرقية لمدينة حلب الى السماح لمن يرغب من المواطنين بالمغادرة وعدم اتخاذهم كرهائن ودروع بشرية".

كما طالبتهم بـ"ازالة الالغام من المعابر التي حددتها الدولة"، والسماح "للجرحى والمرضى" بالخروج. وناشدت الاهالي التعاون معها، مؤكدة "حرصها الشديد على امنهم وسلامتهم".

وبدأ الجيش السوري هجوما بريا على شرق حلب في 22 سبتمبر الماضي مدعوما بغارات روسية توقفت اثر اعلان موسكو هدنتين متتاليتين من جانب واحد في 18 اكتوبر لم تحققا هدفيهما باجلاء مدنيين ومقاتلين من الاحياء الشرقية، على رغم تخصيص ستة معابر انسانية لذلك.

واستؤنف الهجوم قبل اسبوع مع قصف جوي ومدفعي كثيف.

وطالبت قيادة الجيش الأهالي بـ"تجنب الخروج الى الشوارع الا عند الضرورة الملحة"، مؤكدة انها "تمتلك المعلومات الكاملة والدقيقة عن أماكن تواجد المسلحين ومستودعاتهم ومقراتهم وترصد جميع تحركاتهم".

وليست هذه المرة الاولى التي يصدر فيها الجيش بيانات تتضمن دعوات مماثلة.

مناشير

وافاد مراسل فرانس برس في شرق حلب عن القاء مروحيات الثلاثاء مناشير عليها صورة لباص ركاب اخضر اللون يستخدم عادة في اجلاء المقاتلين والمدنيين من المناطق المحاصرة، مع تعليق جاء فيه "الى من تورط بحمل السلاح، يدنا ممدوة إليك احجز مكانك قبل فوات الاوان". 

وذيل المنشور بعبارة "طريق الخلاص".

ويترافق الهجوم على الاحياء الشرقية قصف غير مسبوق ومعارك عنيفة على جبهات عدة. ويثير التصعيد العسكري قلقا دوليا حيال مصير اكثر من 250 الف شخص يعيشون ظروفا مأساوية في الاحياء الشرقية، بعد تعذر ادخال اي مساعدات اليهم منذ تموز/يوليو الماضي.

وطالب الجيش في بيانه الثلاثاء مقاتلي المعارضة بـ"فتح المستودعات التموينية وتوزيع المواد الغذائية لمستحقيها". وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس "ليعلم (المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان) دي ميستورا ان المسلحين يتحججون بان الجيش يطبق الحصار بينما مستودعاتهم مليئة بالمواد التموينية والغذائية ويمنعونها عن الناس".

وكان دي ميستورا اعرب الاحد خلال زيارة الى دمشق عن "مخاوف متزايدة (...) من تسارع الانشطة العسكرية بدلا من المبادرات الانسانية او السياسية".

وفي بيان منفصل، اعلن الجيش تشكيل الفيلق الخامس "اقتحام" على ان يضم متطوعين "شريطة أن يكونوا أتموا الثامنة عشرة من عمرهم وغير مكلفين بخدمة العلم أو فارين منها".

وحدد الجيش مهمة هذا الفصيل بـ"القضاء على الارهاب الى جانب باقي تشكيلات قواتنا المسلحة البطلة والقوات الرديفة والحليفة".