الموصل: اعلن مسؤولون وسكان ان مئات الالاف محرومون من المياه في شرق الموصل في حين وزعت الحكومة العراقية مساعدات غذائية في احد احياء هذا الجزء من المدينة بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منه قبل ايام.
واكدت المصادر حرمان احياء بكاملها في الضفة الشرقية لنهر دجلة من المياه منذ ايام محذرين من ازمة صحية في حين لم يعرف على الفور سبب انقطاع المياه.
وقالت بسمة بسيم من بلدية الموصل "هناك انقطاع كبير في المياه في العديد من الاحياء الشرقية". واضافت ان نحو 600 الف شخص يعيشون في تلك الجهة من نهر دجلة يعانون على الارجح من انقطاع المياه. وافاد سكان ان الانقطاع سببه الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي واصابت الانابيب التي تنقل المياه من الجانب الغربي للمدينة.
وقالت ام اشرف (45 عاما)، الام لخمسة اولاد بعد استلام حصتها من خلف نقاب، "لا مياه ولا كهرباء ولا ادوية ولا غاز للطبخ".
واضافت "نغلي مياه البئر لنتمكن من الشرب، ولا نأكل سوى الارز والفاصولياء والعدس". واشارت بسيم الى احتمال ان يكون تنظيم الدولة الاسلامية قام بقطع المياه. وتابعت "يجري العمل لجلب الماء بالصهاريج الى الاحياء التي تمت تحريرها".
واستعادت القوات العراقية نحو 40% من الاحياء الشرقية للموصل منذ بدء المعارك في 17 اكتوبر. وطلبت القوات من السكان البقاء في منالهم لتفادي حركة نزوح كثيفة من المدينة التي يعيش فيها اكثر من مليون نسمة. وقد يؤدي انقطاع المياه الى دفع السكان الى مغادرة المنطقة.
وقالت الامم المتحدة ان نحو 65 الفا من سكان الموصل نزحوا في حين كانت تتوقع نزوح 200 الف في الاسابيع الاولى من المعارك. من جهة اخرى، وقف العشرات في طوابير طويلة للحصول على حصص غذائية.
وقال معاون رئيس غرفة عمليات اغاثة وايواء النازحين في اقليم كردستان علي عباس لفرانس برس "نوزع اليوم لالفي عائلة حزما غذائية تتضمن 30 كيلوغراما من المواد الاساسية: السكر، الزيت، الارز، صلصة طماطم، حليب اطفال، طحين، شاي"، مشيرا الى انه يفترض ان تكفيهم تلك المواد لـ15 يوما.
واضاف "نوزع في منطقة الشقق الخضراء، وقد سبقتها مناطق الزهراء والتحرير والقادسية وقوقجلي"، التي تحررت من الجهاديين. ووقفت عشرات النساء والرجال في صفين طويلين ينتظرون استلام حصصهم في ساحة الحي في شرق الموصل حيث انتشرت اكوام من النفايات.
واكد اللواء معن السعدي من قوات مكافحة الارهاب اثناء تواجده في قوقجلي لفرانس برس "اليوم توزع المساعدات في حي الشقق الخضراء، وفي المستقبل في حي عدن (الذي طرد الجهاديون منه الاسبوع الماضي) وحي البكر" حيث لا تزال تدور اشتباكات مع التنظيم المتطرف.
واعلنت الامم المتحدة في الاسبوع الماضي انها تمكنت من إيصال المواد الغذائية الى نحو 37 ألف شخص في أقصى الحدود الشرقية للمدينة. ولا تتم عمليات توزيع المساعدات بطريقة دورية اذ يعوق القتال والاوضاع الامنية السيئة عمل المنظمات الدولية والحكومية.
وقالت ام عمر عبيد (53 عاما) التي وصلت مع جاراتها في الصباح الباكر من حي السماح المجاور لاستلام المساعدات "هي المرة الاولى التي تأتي المساعدات الى هنا، اهم شيء الكاز للطبخ والتدفئة". واضافت مستغربة "نحن بلد نفطي لا يجدر ان نكون بحاجة الى مساعدة".
التعليقات