عبد الاله مجيد: خاض الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب حملته ببرنامج شعبوي، ولكنه يشكل طاقمه من أثرى الطواقم التي حكمت الولايات المتحدة في العصر الحديث.

 وعين ترامب خلال الأسابيع القليلة الماضية ثلاثة مليارديرات لتولي مناصب عليا في ادارته واثنين آخرين على الأقل من اصحاب الملايين لتولي حقائب وزارية، وكان ترامب يقول في احيان كثيرة انه معجب بمن نجحوا مثله في عالم الأعمال ويريد إغناء الحكومة بأشخاص كهؤلاء يمكن ان ينقلوا مهاراتهم اليها. 

ثناء من اعضاء الكونغرس

واكد ترامب انه فاتح ويلبر روس الذي يرأس شركة استثمارية لتولي حقيبة التجارة. وتُقدر ثروة روس بنحو 2.5 مليار دولار ، بحسب مجلة فوربس، واختار ترامب لتولي وزارة الخزانة ستيفن منيوتشن المصرفي السابق في مجموعة غولدمان ساكس الذي تُقدر ثروته بمئات الملايين ولحقيبة التربية بيتسي ديفوي التي تبلغ ثروة عائلتها نحو 5.1 مليار دولار.

ويبلغ اجمالي ثروة الأربعة الذين اختارهم ترامب لوزارات الخزانة والتجارة والتربية والنقل ما لا يقل عن 8.1 مليار دولار أو أكثر من اربعة اضعاف الثروة التي يملكها الأشخاص الذين عينهم اوباما في هذه الوزارات الأربع في ولايته الثانية ونحو 20 ضعف الثروة التي يملكها من اختارهم جورج بوش لهذه الوزارات في ولايته الثانية ، بحسب تحليل صحيفة وول ستريت جورنال مستندة الى ارقام مجلة فوربس.

وقال المتحدث باسم فريق ترامب الانتقالي جايسون ميلر ان خلفية هؤلاء الوزراء تمكنهم من ايجاد طريقة لتحسين الاقتصاد بما يخدم مصالح "عمال الطبقة الوسطى في اميركا”، ونالت اختيارات ترامب ثناء العديد من اعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين يقولون ان خبرات هؤلاء في القطاع الخاص تساعدهم على معالجة قضايا السياسة من زاوية جديدة.

ولكن تركيز الثروة في ادارة ترامب يتناقض مع خطابه خلال الحملة الانتخابية حين استخدم لغة شعبوية اتهم فيها مدراء الصناديق التحوطية بإرتكاب جرائم خطيرة والافلات من العقاب من خلال استغلال الثغرات الموجودة في قانون الضريبة. وحمل ترامب على "النخبة المالية" التي تمول حملات السياسيين في نظام فاسد "ترك ملايين من عمالنا بلا شيء سوى الفقر ووجع الرأس”، على حد تعبيره. 

تعيين الأثرياء ليس غريبا

وساعده خطابه الشعبوي على كسب اصوات الناخبين من الشريحة التي يبلغ دخل افرادها السنوي 50000 ـ 99000 دولار حيث صوت 50 في المئة له مقابل 46 في المئة منهم لمنافسته هيلاري كلنتون، وقال مراقبون ان تعيين اثرياء من عالم المال والأعمال ليس غريبا على الادارات الاميركية ولكن الغريب هو مثل هذا التركيز الكثيف من المليونيرات والميارديرات في الحكومة.

من تعيينات ترامب الأخرى وزيرة التجارة في ادارته ايلين تشاو المتزوجة من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وتقدر ثروتهما بنحو 34 مليون دولار، ولاحظت صحيفة وول ستريت جورنال ان مينوتشين مؤسس صندوق استثمار تحوطي وانه مع مستشار ترامب الخاص ستيف بانون عملا في غولدمان ساكس الذي هاجم ترامب ارتباطاته بمرشحين آخرين خلال الحملة. 

الحقائب الاقتصادية

ولفت منتقدو تعيينات ترامب من الحزبين الرئيسيين الى انها يمكن ان تعقّد عملية المصادقة عليها في مجلس الشيوخ. فان الحقائب الاقتصادية مثل وزارة الخزانة ووزارة التجارة تقتضي من الوزير المعين ان يبيع كل ارصدته باستثناء الصناديق المشتركة والصناديق الاستثمارية التي لا تكشف عن ارصدتها ، لتفادي أي تضارب في المصالح. وقال المحامي روبرت ريزي ان عملية بيع الأرصدة تستغرق عدة اشهر يتعين على مجلس الشيوخ ان ينتظر خلالها للمصادقة على الوزير المعين بعد بيع ارصدته.

ومن المتوقع ان يضيف ترامب اثرياء آخرين الى ادارته مثل هارولد هام الذي تقدر ثروته بنحو 16.6 مليار دولار لوزارة الطاقة وآندي بوزدر الذي تردد اسمه مرشحا لوزارة العمل وميت رومني الذي اصبحت ثروته البالغة 250 مليون دولار موضع جدل واسع خلال الحملة الانتخابية في عام 2012. كما اجتمع ترامب مع المليونير سوني بيرديو الذي قال عقب الاجتماع انه بحث مع ترامب شؤون الزراعة والانتاجية والحاجة الى اتفاقات تجارية جديدة. وتردد عقب الاجتماع ان بيرديو قد يعين وزيرا للزراعة.

 

أعدت «إ يلاف» هذا التقرير بتصرف عن صحيفة « وول ستريت جورنال». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي

http://www.wsj.com/articles/trumps-wealthy-appointments-contrast-with-populist-campaign-tone-1480626264