روما: يبدأ الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا الخميس مشاوراته لايجاد مخرج للازمة السياسية عقب استقالة رئيس الوزراء ماتيو رينزي اثر خسارته استفتاء الاحد حول الاصلاح الدستوري.

ويستقبل الرئيس الايطالي عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (15,00 ت غ) رئيس مجلس الشيوخ بييترو غراسو ورئيسة مجلس النواب لاورا بولدريني والرئيس الايطالي السابق جورجيو نابوليتانو.

وستستمر المشارات الجمعة مع الاحزاب الصغيرة والحركات الاقليمية الممثلة في البرلمان، قبل يوم السبت الحاسم في مقر الرئاسة قصر كيرينالي عند استقبال الاحزاب الرئيسية في البرلمان.

وسيكون حزب رينزي (الحزب الديموقراطي-يسار وسط)، اخر حزب يتم استقباله. وما زال رينزي زعيم الحزب ولكنه لن يشارك في المشاورات.

واعلن رينزي الاربعاء امام قيادة حزبه انه يريد اخذ بعض الوقت والعودة الى توسكانا حيث تعيش اسرته واولاده الثلاثة، وقال مازحا "سانظم مع ابنائي دورة بلاي ستيشن آمل ان يكون حظي فيها اوفر".

ولكنه ما زال محتفظا بروحه القتالية، مؤكدا "لسنا خائفين من شيء ولا من احد، اذا ارادت باقي الاحزاب انتخابات (..) فان الحزب الديموقراطي ليس خائفا من الديموقراطية او عمليات تصويت".

واضاف انه اذا رغبت الاحزاب السياسية الايطالية ان ينهي البرلمان ولايته حتى 2018 فعليهم ان يتحملوا "جميعا" مسؤولياتهم لتشكل حكومة بينهم.

وبعبارات اخرى، بما ان العديد من الاحزاب طالبت بانتخابات مبكرة فانه لا يبقى الا هذا الخيار الذي يؤيده هو ايضا.

ويقضي قانون اعتمد في مايو 2015 واطلق عليه "ايطاليكوم"، باقتراع اغلبي في مجلس النواب في حين يبقي فشل استفتاء الاحد كافة السلطات بيد مجلس شيوخ ينتخب على اساس النسبية، ما ينذر بجعل تشكيل تحالف غير مرجح والبلد غير قابلة لان تحكم.

ومن المقرر ان تنظر المحكمة الدستورية التي رفعت اليها شكاوى بخصوص هذا القانون، الملف في 24 يناير وقد تصدر قرارا على جميع الاطراف قبوله.

انتخابات على الفور

هناك فرضية اخرى، تحدث عنها رينزي الاربعاء تتمثل بتشكيل حكومة وحدة وطنية مدعومة من كافة القوى السياسية يمكن ان تبقى في السلطة الى حين اجراء انتخابات تشريعية في شباط/فبراير 2018. 

وفيما يؤيد عدد من الاحزاب اجراء انتخابات مبكرة، يبقى احتمال تشكيل مثل هذه الحكومة غير مرجح. وبعيدا عن التخلي عن كل مستقبل سياسي، يبدو ان رينزي على عجلة من امره للعودة الى المواجهة. وكتب الاربعاء للايطاليين "حان وقت العودة الى المسيرة".

وهو ليس الوحيد في هذا الاتجاه : فهناك ايضا حركة خمس نجوم ورابطة الشمال اللذين انتعشا اثر تصويت اكد موجة الغضب الشعبي التي ولدت اثر خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وترسخت مع انتخاب دونالد ترامب.

وقال ماتيو سالفاني رئيس رابطة الشمال القريبة من الجبهة الوطنية في فرنسا "نطالب بانتخابات فورا والا فاننا سندعو المواطنين الى النزول للشارع".

بينما اكد اليساندرو دي باتيستا احد قادة حركة خمس نجوم، في مقابلة مع دي فيلت الالمانية نشرتها الخميس صحيفة "لا ريبوبليكا"، "لا نريد اجراء محادثات لاشهر مع الاحزاب حول القانون الانتخابي".

وقال استطلاع رأي اجري بعد يوم من الاستفتاء، ونشرته صحيفة "لا ستامبا" الايطالية الخميس، ان الحزب الديمقراطي سيحصل على غالبية 32,5% من الاصوات، يليه حركة خمس نجوم التي ستحصل على 27%.

وكان الرئيس الايطالي طلب من رينزي (41 عاما) البقاء في منصبه الى حين تأمين التبني النهائي لميزانية 2017 في البرلمان، وهذا ما حصل مع تصويت مجلس الشيوخ الاربعاء بفضل تصويت ثقة لتفادي اي نقاش.

ورينزي يعتبر ثاني ضحية استفتاء في اوروبا بعد استقالة ديفيد كاميرون صيف 2016 اثر اختيار الناخبين البريطانيين الخروج من الاتحاد الاوروبي.

وسواء اجريت انتخابات مبكرة ام لا، يعود الامر الى رئيس الدولة لتكليف احدهم تشكيل حكومة جديدة. ويجري التداول بعدة اسماء بينها وزير المالية بيير كارلو بادوان الخبير الاقتصادي المعروف الذي قد يشيع اجواء ارتياح في الاسواق او رئيس مجلس الشيوخ.