مانشستر: وجهت الديموقراطية هيلاري كلينتون ومجموعة من المرشحين الجمهوريين الى الرئاسة الاميركية الانظار جنوبا الاربعاء املا في تحقيق تقدم بعد هزيمتهم في انتخابات نيوهامشير التمهيدية امام بيرني ساندرز ودونالد ترامب.

فالديموقراطي ساندرز والجمهوري ترامب، الدخيلان على الساحة السياسية بايديولوجيات متباعدة جدا ويتقاسمان عقيدة الوقوف في وجه السلطة بلا مواربة، نجحا في الامتحان الثاني في السباق الذي يمتد على اشهر لاختيار مرشح كل من الحزبين الاميركيين الى الرئاسة.

احرز ساندرز ضعفي نتيجة كلينتون تقريبا فيما تفوق ترامب على حاكم اوهايو جون كاسيك بحوالى 20 نقطة مئوية. واثارت النتيجة الصدمة لدى الطبقة التقليدية في كل من الحزبين، حيث انها تنذر بمعارك استنزاف مريرة مع استمرار السباق.

في كلمة كلينتون للاقرار بالهزيمة، ابتعدت المرشحة المستاءة فورا عن الخطاب الذي اعتمدته منذ اشهر ووجهت رسائل يفترض ان تجذب الناخبين السود الذين يمكنهم الفصل في انتخابات كارولاينا الجنوبية ونيفادا التمهيدية المقبلة.

وقالت وزيرة الخارجية السابقة "اعلم انه علي بذل جهد اضافي، وخصوصا مع الشبان"، علما انها احرزت 16% فحسب من اصوات الناخبين دون 29 عاما بحسب استطلاعات الخروج في نيوهامشير،حيث تصدرت فحسب في شريحة من تجاوزوا 65 عاما.

واقرت في الوقت نفسه بان الناخبين الاميركيين غاضبون ازاء سياسة واشنطن. وقالت "للناس كل الحق بان يكونوا غاضبين، لكنهم ايضا متعطشون للحلول". لكن رسالتها قد لا تلقى اذانا صاغية الا اذا عالجت نقطة ضعف اساسية كشفتها استطلاعات الخروج الثلاثاء، وهي افتقارها الى ثقة الناخبين.

فبين الناخبين الاكثر اهتماما بجدارة المرشحين بالثقة لم يختر اكثر من 5% كلينتون التي فشلت في تجاوز تبعات الجدل حول استخدامها خادما خاصا للبريد الالكتروني فيما كانت تتولى منصبا حساسا.

"حوض الغسيل"

لم يحرز ساندرز الذي يصف نفسه بانه اشتراكي ديموقراطي ويعد الناخبين ب"ثورة سياسية"، نتيجة جيدة لدى الاقليات، وعليه بذل الجهود لتكرار فوزه. ولتعزيز مكانته لدى الناخبين السود من المقرر ان يلتقي ساندرز بالناشط الحقوقي القس ال شاربتون في نيويورك الاربعاء.

واكد المرشح انه يخوض السباق ليفوز، مضيفا انه يتوقع معارك اكثر حدة في الاسابيع المقبلة. وقال ممازحا في خطاب حماسي "انهم يراشقونني بكل شيء، باستثناء حوض الغسيل ربما، لكنني اشعر ان حوض الغسيل آت قريبا".

وفيما يتخذ السباق الديموقراطي منحى اكثر صدامية، يبدو الجمهوريون سائرين الى حرب طاحنة. فقد ادى اقتحام ترامب العنيف عالم السياسة الاميركية الى فوزه الاول بعد ان حل ثانيا في ايوا الاسبوع الفائت.

وحقق ترامب ما كان يهدف اليه وهو تامين فوز حيوي بعدما اثارت هزيمته المحرجة في ايوا تساؤلات حول استراتيجيته الاستعراضية وفرصه في الفوز. لكن النتائج الادنى المتقاربة التي احرزها كاسيك والسناتور ماركو روبيو والحاكم السابق جيب بوش وسيناتور تكساس تيد كروز خلفت فوضى عارمة على الساحة الجمهورية.

الان ستنتقل المعركة الى كارولاينا الجنوبية، الولاية التي شهدت باستمرار اساليب طاحنة في خوض الحملات. فحتى قبل وصول المرشحين اكتظت شاشات الولاية باعلانات هجوم شرسة فيما يامل كل من المرشحين الجمهوريين تحطيم خصومه ليبرز كخيار مفضل لهزم ترامب.

لكنهم يحتاجون جميعا الى بعض الزخم. في نيوهامشير اضطر بوش الى القتال من اجل بقائه في الساحة السياسية بشكل عام، وتجنب الخروج من السباق. ولم ينج الا بتجاوز توقعات متدنية اصلا.

لذا لم يبق امامه الا الاعتراف امام مناصريه. وقال بوش "الكثير خاب املهم. وانا كذلك. لكنكم غير مسؤولين عن خيبتكم، بل تقع علي". واضاف "لم نحرز نتيجة جيدة السبت، لكن اصغوا الى ما ساقول: لن يحدث ذلك مجددا اطلاقا".

اما حاكم نيوجرزي كريس كريستي الذي كان بحاجة ماسة الى نتيجة بارزة في نيوهامشير فاشار الى احتمال نهاية سباقه بعدما حل سادسا. واكد انه سيعود الى دياره "لياخذ نفسا عميقا" قبل اتخاذ قرار حول مستقبله السياسي.
&