يعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون اليوم السبت موعدًا للاستفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وذلك غداة التوصل إلى اتفاق يعطي المملكة المتحدة "وضعًا خاصًا" في الاتحاد.&


نصر المجالي: يعرض رئيس الحكومة البريطانية أمام وزرائه نص الاتفاق النهائي حيث سيكون لهم الحرية في دعم أي خيار سيؤيدونه في الاستفتاء الذي يعتقد أنه سيجرى في حزيران (يونيو) المقبل بعد أن كان متوقعا في العام المقبل.

وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أعلن في ختام قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الجمعة 19 شباط (فبراير) عن التوصل لاتفاق بين الاتحاد وبريطانيا يعزز الوضع الخاص للأخيرة في الاتحاد.

وأضاف توسك أن الوضع الخاص سيصبح ملزما حقوقيا لكل أعضاء الاتحاد، وعبر عن ثقته بأن بريطانيا بحاجة إلى أوروبا كما تحتاج أوروبا بريطانيا، وقال "القرار النهائي بالطبع سيتخذه الشعب البريطاني".

تسوية عادلة&

من جهتها، صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الزعماء الأوروبيين وافقوا على اتفاق يمثل "تسوية عادلة" مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يستطيع القيام على أساسه بحملة لإبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

وذكرت ميركل أن عضوية الاتحاد الأوروبي "لها قيمة كبيرة" سيما في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات وغموضا، قائلة: "أتمنى لديفيد كاميرون كل التوفيق خلال الأيام والشهور المقبلة".&

هولاند يشيد&

على صعيد متصل، أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعدم تضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قمة بروكسل بـ "استثناءات للقواعد" الأوروبية.

وقال في مؤتمر صحافي بعد القمة: "اليوم لدى المملكة المتحدة موقع خاص في أوروبا، كما كان شأنها دائما: ليست عضوا في فضاء شنغن، ولا في منطقة اليورو، وليست في ميثاق الحقوق، لكن ليس هناك استثناءات لقواعد السوق المشتركة، ليس هناك تعديل مقرر للمعاهدات، ولا حق نقض للمملكة المتحدة على منطقة اليورو، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لفرنسا".

وضع خاص

ومن جهته، أعلن كاميرون أنه سيقوم بحملة "قلبا وقالبا" لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بعد الاتفاق في بروكسل على"وضع خاص" لبريطانيا.

وأضاف كاميرون في مؤتمر صحافي أن الاتفاق قدم ما كان قد وعد به هو الناخبين البريطانيين لدى ترشحه لفترة ثانية وذكر أنه سيوصي مجلس وزرائه بالموافقة على هذا الاتفاق يوم السبت، وسيحدد قريبا موعدا للاستفتاء.
وقال كاميرون أيضا إنه سيتقدم بمقترحات جديدة لتعزيز سيادة بلاده وذلك في محاولة واضحة للحفاظ على تأييد النواب الأكثر تشككا داخل حزب المحافظين لإبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.

مفاوضات طويلة&

ويشار إلى أن الاتفاق جاء بعد مفاوضات طويلة وشاقة في قمة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل. ويفسح الاتفاق الطريق أمام إجراء بريطانيا استفتاءً حول عضويتها في الاتحاد الأوروبي.

ويحافظ الاتفاق على هامش حرية بريطانيا بشأن قوانين السوق على الرغم من أنه قد لا يبدد المخاوف التي أثارها المنظمون والمحللون البريطانيون.

ويؤكد نص الاتفاق على أن المنظمين البريطانيين مثل بنك إنكلترا في لندن سيكونون مسؤولين عن الإشراف على البنوك والأسواق الوطنية حين يتعلق الأمر بالحفاظ على الاستقرار المالي.

ورفضت محاولات استبعاد الأسواق من مجال هامش الحرية خلال المفاوضات. ولكن الاتفاق النهائي يؤكد أنه لا يمكن ممارسة السلطات السيادية دون المساس بالقوانين الموحدة لقواعد الاتحاد الأوروبي المالية.

الرعاية الاجتماعية&

وقالت الحكومة البريطانية إن الاتفاق يتضمن "تعطيلا" لنفقات الرعاية الاجتماعية التي تقدمها بريطانيا للمهاجرين من مواطني الاتحاد لفترة قد تستمر سبع سنوات.

كما يتضمن الاتفاق وضع قيود على المعونات التي تمنحها الحكومة البريطانية إلى أبناء المهاجرين الحاليين بدءا من عام 2020 بجانب من يستجد من مهاجرين بمجرد تشريع قوانين جديدة تتناول الأمر وهو الذي كان يعتبر مثار خلاف بين بروكسيل ولندن.

ويحق لبريطانيا بموجب الاتفاق سن إجراءات للطوارئ لحماية العاصمة لندن.