نصر المجالي: كشف بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل عن نجاته من موت محقق خلال رحلته إلى القطب الجنوبي، إثر تعرض طائرته إلى حادث غاية في الخطورة.

وأكد البطريرك الروسي أنه رغم خطورة الرحلة وما حدث، فإن ذلك لم يمنعه من استئناف الرحلة إلى القطب وتلبية دعوة الخبراء والفنيين المرابطين في محطة "بيلينسغازين" الروسية هناك.

وفي حديث أدلى به للصحافيين، الأحد، قال بطريرك موسكو إن طائرته تعرضت لحادث غاية في الخطورة، حيث تصدعت الطبقة الخارجية من زجاج قمرة القيادة الأمامي قبل أن تشققت وتبعثرت في الهواء. وقال إن الطيار أبلغنا على الفور بخطورة الوضع وقرر العودة بالطائرة" إلى المطار والهبوط بها.

جولة

ويشار إلى أن البطريرك كيريل يواصل أول جولة له في بلدان أميركا اللاتينية، وهي شملت كوبا والباراغواي والبرازيل والدائرة القطبية الجنوبية، حيث كان بدأها في الـ11 من الشهر الجاري لتستمر حتى يوم غد الإثنين الموافق الـ22 منه.

والحدث الأهم في جولة البطريرك، تمثل في لقائه قداسة البابا فرنسيس في كوبا يوم الـ12 من الشهر، حيث بحثت الكنيستان وللمرة الأولى بعد قطيعة امتدت لألف عام، أحوال الرعية وسبل رفع الاضطهاد عن مسيحيي المشرق، إضافة إلى قضايا اجتماعية ودينية تؤرق الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية والكاثوليكية الرومانية.

وإلى ذلك، أضاف البطريرك في تصريحاته التي نقلتها وكالة (تاس) أنه لو تشققت الطبقة الثانية من الزجاج "لكانت فرص عودتنا إلى اليابسة شبه معدومة"، إذ وقع الحادث عند تحليق الطائرة على ارتفاع 9 آلاف متر وبسرعة كبيرة.

وذكر أن القبطان انخفض بالطائرة إلى ارتفاع 4 آلاف متر& خلال مدة طويلة من التحليق، تفاديًا لتصدع طبقة الزجاج الثانية. واستطرد البطريرك قائلا: "لقد طرنا طويلاً على ارتفاع منخفض، بهدف الحد ما أمكن من الخطر إذا ما تصدعت الطبقة الثانية من الزجاج".

المجتمع القطبي

وفي سياق آخر، اعتبر رأس الكنيسة الروسية أنه ورغم مشقة الرحلة، إلا أنه كتبت له مشاهدة نموذج مثالي للعيش في المحطة القطبية، إذ تخلو المنطقة من السلاح والحروب، كما يتعايش المرابطون فيها بسلم ووئام بمعزل عن أي فوارق ثقافية أو قومية.

وختم كيريل يقول: "أيقنت هناك سواد المجتمع المثالي، عندما اطلعت على كيفية مساعدة المقيمين بعضهم البعض، متجاهلين بالمطلق أي فوارق. أدركت عيش الناس المثالي هناك كذلك، عندما لمست أعلى درجات التضامن في ما بينهم، وشهدت على انعدام جميع مظاهر المنافسة الشريرة أو العدوانية وخلو المنطقة من السلاح وسائر النشاطات والبحوث العسكرية الرامية إلى قتل الإنسان أخاه الإنسان".