رأت صحف اوروبية مختلفة أن رئيس الوزراء البريطاني حصل في قمة بروكسل الاخيرة على أغلب التنازلات التي أرادها من الشركاء الاوروبيين، ولكنها لاحظت أنّ الثمن المدفوع لابقاء بريطانيا ضمن الاتحاد عال جدا في النهاية.
لندن: صحيفة لا ليبر La Libre البلجيكية نشرت مقالا مطولا على صفحتها الاولى حمل عنوان "الاتحاد الاوروبي: وفي النهاية، حصل كاميرون على ما يريد". وكتبت الصحيفة ممتعضة "ما تعتبره لندن امرا جيدا قد لا يكون بالضرورة جيدا بالنسبة لاوروبا".
صحيفة لوموند الفرنسية Le Monde نشرت مقالا تحت عنوان "اتفاق تجنب خروج بريطانيا يمهد لاوروبا <حسب الطلب>" تضمن شرحا لما حذر منه العديد في اوروبا بالنسبة لنتيجة الاتفاق.
وخلص مراسلا الصحيفة في بروكسل سيسيل دوكورتيو وجون بيير ستروبانتز الى أن نتيجة "المفاوضات التي كانت متعبة اكثر مما كان متوقعا" اصبحت في النهاية "نجاحا للزعيم البريطاني المحافظ".&
ومع ذلك يقول الكاتبان إن مكاسب كاميرون جاءت على حساب الوحدة الاوروبية وإن "الانقسامات وانعدام التضامن بين الدول الاعضاء بدوا اكثر عمقا من اي وقت مضى".
وقالت صحيفة لو فيغارو الفرنسية Le Figaro إن التوصل الى الاتفاق حدث عن طريق "حرب استنزاف".
تم تجنب ازمة
صحيفة داي فيلت الالمانية Die Welt رأت أن هذه "دراما امتدت اكثر من المتوقع، غير ان ديفيد كاميرون حصل في النهاية على الاتفاق الذي يريد".
واضافت انه "حصل في النهاية على كل شئ تقريبا" واضطر فقط الى التنازل بشأن تفاصيل قليلة.
موقع غرينزيخو Grenzecho الالماني للاخبار قال إن الاتفاق سمح للاتحاد الاوروبي "بتجنب أزمة كانت تهدد وجوده نفسه".
صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية La Repubblica اشارت الى ان "في امكان ديفيد كامرون ان يحتفل بالنصر لانه يعود الى بلده حاملا معه كلمة نعم على اغلب المطالب التي قدمها".
&
صحيفة ايطالية اخرى هي ايل سولي 24 اوري Il Sole 24 Ore ذكرت أنه تم التوصل الى "اتفاق صعب" بعد مفاوضات متعبة جدا دامت 24 ساعة".&
وفي تعليق منفصل حذرت مارينا كاستيللانيتا من التنازلات التي منحت لبريطانيا لاسيما تلك المتعلقة بحركة العمال داخل اوروبا واعتبرت انها "ستؤدي الى عرقلة عمل الاتحاد".
احد اقسى التعليقات على اتفاق القمة مع كاميرون ورد في صحيفة نيبزافا الهنغارية Nepszava وهي من يسار الوسط، إذ كتبت في مقالة عنونتها "الخروج والشعبويون" أن "كاميرون توقع ان يقوم المجلس الاوروبي بتفكيك بناء الاتحاد المتصدع اساسا بسبب انعدام احساسه بالمسؤولية. اما نحن فبقينا نتفرج دون ان نستطيع فعل شئ".
معارك اخرى محتملة
لاحظت العديد من الصحف ايضا ان المعركة لم تنته بعد بالنسبة لكاميرون إذ كتب موقع اخباري تشيكي هو اكتوالني Aktualne يقول "حصل كاميرون على الاتفاق الذي يريد وسيكون عليه الان ان يقنع البريطانيين بأنهم يريدون البقاء داخل الاتحاد الاوروبي ولكن بشروط جديدة".
وكتبت الصحيفة المالية التشيكية هوسبودراسكي نوفيني Hospodarske noviny تقول إن الاتفاق الذي تم التوصل اليه في القمة يمنح كاميرون قاعدة جيدة لشن حملة من اجل تصويت بكلمة "نعم" في الاستفتاء.
وتابعت "توصل السياسيون الاوروبيون الى اتفاق وسط يعتبره كاميرون سببا كافيا كي تبقى بريطانيا ضمن الاتحاد".
ومع ذلك، حذر موقع اخباري هنغاري هو نابي Napi من انه سيكون على كاميرون اقناع الرافضين للبقاء ضمن الاتحاد داخل حزبه نفسه وحمل احد تقاريره العنوان التالي "الخروج: الرافضون للبقاء ضمن اوروبا لا يحبون الاتفاق".
التعليقات