نصر المجالي: مع اقتراب دخول اتفاق الهدنة في سوريا حيز التنفيذ، نفت موسكو علمها بوجود خطة أميركية بديلة أعلن عنها وزير الخارجية جون كيري أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وتحدثت مصادر عن إقامة خط ساخن بين روسيا والولايات المتحدة للتنسيق في شأن الهدنة.
&
ومع الإعلان عن فتح مركز تنسيق لوقف إطلاق النار في قاعدة حميميم في سوريا، أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن التطبيق الفعلي للبيان الروسي- الأميركي المشترك حول وقف الأعمال العدائية في سوريا قد بدأ، نافيًا علم موسكو بوجود أي خطة أميركية بديلة.
&
نقلت وكالات روسية، اليوم الأربعاء عن المصدر قوله:" لا يعرف الجانب الروسي شيئًا عن الخطة "ب" التي تتكلم عنها الولايات المتحدة".
&
وتابع:" بذلنا جهودًا مكثفة لصياغة البيان، وعلينا أن نبذل كل ما بوسعنا من أجل تطبيقه عمليًا"، مؤكدًا أن "التطبيق العملي للاتفاق قد بدأ. ولا يجوز للجانب الأميركي أن يفقد الأمل مسبقًا".
&
خيارات بديلة
&
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال يوم أمس الثلاثاء إن بلاده تدرس خيارات لخطة بديلة في حال لم يصمد وقف إطلاق النار في سوريا، وإذا لم تشهد البلاد مرحلة انتقالية قريبًا.
&
وقال كيري أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ:"نحن في طريقنا لمعرفة ذلك في غضون شهر أو شهرين، معرفة ما إذا كانت هذه العملية الانتقالية جادة حقًا.. وعلى (الرئيس السوري بشار) الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية حول عملية تشكيل حكومة انتقالية".
&
وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية أن كبار المستشارين العسكريين والاستخباراتيين للرئيس الأميركي باراك أوباما لا يؤمنون بأن "روسيا ستلتزم بوقف إطلاق النار في سوريا"، ويحثون &الإدارة الأميركية على وضع خطط لتشديد الضغوط على موسكو عن طريق تقديم مساعدات خفية لخصوم الأسد.
&
تحذير
&
وحذرت الصحيفة من أن المبادرة الخاصة بـ"خطة ب" التي يقف وراءها وزير الدفاع آش كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، قد تجر بواشنطن إلى الحرب بالوكالة الجارية في سوريا بشكل أعمق.
&
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه من غير الواضح إن كان تكثيف المساعدات الأميركية للمعارضين في سوريا، من شأنه أن يساعد خصوم الأسد في استعادة المواقع التي قد فقدوها على خلفية تقدم الجيش السوري بدعم الطيران الروسي.
&
ولم يستبعد المسؤولون أن يقترح كارتر خيارات عدة "لزيادة الضغوط على موسكو"، منوهين بأن الحديث يدور ليس عن توسيع برنامج تسليح المعارضة فحسب، بل وعن تقديم الدعم الاستخباراتي للمعارضين "المعتدلين" لتمكينهم من تفادي التعرض لغارات روسية وشن هجمات أكثر فعالية ضد قوات الحكومة.&
&
كما أشارت الصحيفة إلى وجود خيار آخر يتعلق بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا، إلا أنها اعتبرت لجوء واشنطن إلى هذا الخيار أمرًا قليل الاحتمال.
&
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن كيري بقبوله البيان المشترك حول وقف إطلاق النار في سوريا، سعى لاختبار موثوقية موسكو. وفي حال لم تلتزم روسيا بالاتفاق سيكون من الضروري الاعتماد على "خطة ب".
&
مركز تنسيق
&
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إنشاء مركز تنسيق في قاعدة حميميم بريف اللاذقية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا والمساعدة في عملية المفاوضات بين الحكومة والمعارضة.
&
وبين المتحدث باسم الوزارة، اللواء إيغور كوناشينكوف يوم الثلاثاء أن "مركز التنسيق هذا، الذي باشر عمله، يهدف إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية".
&
وأكد أنه "بإمكان قوى المعارضة الملتزمة بوقف إطلاق النار التواصل مع المركز على مدار الساعة من خلال رقم هاتف موحد، حيث سيتم تقديم أقصى مساعدة لكل من يتوجه إلى المركز لتنظيم الاتصال مع ممثلي السلطات السورية".
&
خط ساخن&
&
في غضون ذلك، أفاد المكتب الصحفي في وزارة الدفاع الروسية بأنه دعا ممثل قسم شؤون الدفاع لدى السفارة الأميركية في موسكو إلى الوزارة وتم تسليمه المعطيات الروسية للخط الساخن (الأساسي والاحتياطي).
&
جاء ذلك بتكليف من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما عقب المكالمة الهاتفية بينهما يوم الاثنين، حيث توصلا خلاله إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
&
وذكر المكتب أن الوزارة تنتظر الحصول على معلومات عن معطيات الخط الساخن الأميركي في أقرب وقت.
&
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أنه ونظيره الأميركي باراك أوباما اتفقا على بيان مشترك لوقف إطلاق النار في سوريا، ابتداء من السبت المقبل 27 (فبراير) شباط.

&