قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الحروب والفوضى في الشرق الأوسط لن تنتهي إلا إذا تمكنت السعودية وإيران من التعايش معًا والتوصل إلى سبيل لتحقيق نوع من السلام. وفي سابقة نادرة من نوعها بين الحليفين الأميركي والبريطاني، وجه أوباما انتقادات مباشرة لكاميرون.&

وقال أوباما في مقابلة مع مجلة (ذي أتلانتيك)، أجراها جيفري غولدبيرغ، ونشرت اليوم، إن المنافسة بين السعوديين والإيرانيين التي ساعدت في إذكاء الحروب بالوكالة والفوضى في سوريا والعراق واليمن تتطلب منّا أن نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين إنهم بحاجة للتوصل إلى طريقة فعّالة للتعايش معًا وتحقيق نوع من السلام البارد.

طائفية

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بعض حلفاء واشنطن في منطقة الخليج يتطلعون إلى جر الولايات المتحدة إلى صراعات طائفية طاحنة لا مصلحة لها بها.&

وأوضح أوباما أن مصالح بلاده تقتضي "إخراج الولايات المتحدة من الصراعات الدموية في الشرق الأوسط حتى يتسنى لها التركيز بصورة أكبر على أجزاء أخرى مثل آسيا وأميركا اللاتينية".&

وفي المقابلة التي تناولت موضوعات شتى تتصل بالسياسة الخارجية، ألقى أوباما بقدر من اللوم في الأزمة الليبية على حلفاء واشنطن الأوروبيين.&

وأعلن أوباما أيضاً أن "دعمه للتدخل العسكري الذي شنَّه حلف شمال الأطلسي في ليبيا كان "خطًأ"، نتج في جزء منه عن اعتقاده المغلوط بأن بريطانيا وفرنسا ستتحملان المزيد من عبء العملية".

سابقة نادرة

وفي سابقة نادرة من نوعها بين الحليفين الاميركي والبريطاني، قال الرئيس الأميركي إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان "مشتتًا" بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا.

&وقال في هذا الإطار، إن "رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، سرعان ما أصابه الإرباك وانحرف اهتمامه إلى قضايا أخرى.&

كما أن أوباما تهكم على الرئيس الفرنسي (السابق) نيكولا ساركوزي الذي قال انه كان يطلق النفير للغارات الجوية التي شارك فيها، على الرغم من أننا كنّا قد أنجزنا تدمير كافة الدفاعات الجوية" الليبية.&

وقال: ساركوزي كان يطمح في خطف الاضواء لنفسه رغم أن الحلفاء أسسوا البنية التحتية الضرورية لتحييد الدفاعات الارضية الليبية.

توبيخ&

ووجه اوباما توبيخًا لمن وصفهم بالذين يحاولون الحصول على رحلة مجانية، في اشارة الى دول الخليج العربية وبعض الحلفاء الاوروبيين، ومن بينهم بريطانيا، الذين لا يشاركون في الجهود العسكرية ويعولون على الولايات المتحدة للتدخل لحل النزاعات، في حين يبقون هم خارج اللعبة!

وقال: "حين أرجع بالزمن وأسأل نفسي ما الخلل الذي حدث، تكون هناك مساحة للنقد، لأنني كانت لديّ ثقة أكبر، في ما كان سيفعله الأوروبيون في ما بعد نظرًا لقرب ليبيا".

وأضاف أوباما: "هناك دول فشلت في توفير الرخاء والفرص لشعوبها. هناك أيديولوجية عنيفة ومتطرفة أو أيديولوجيات تنشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي...هناك دول فيها القليل جدًا من العادات المدنية وبالتالي حين تبدأ الأنظمة الشمولية تتداعى، فإن المبادئ المنظمة الوحيدة الموجودة تكون الطائفية".

في المقابل، دافع أوباما بقوة "عن رفضه تنفيذ (التهديد) بالخط الأحمر" بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا، على الرغم من معارضة نائب الرئيس جو بايدن "داخل الجلسات المغلقة بأن الدول الكبرى لا تمزح" في تهديداتها.&

الضربات في سوريا

وفي ما يتعلق بسوريا، دافع أوباما عن قراره بعدم تنفيذ ضربات هناك عام 2013 على الرغم من المخاوف بشأن استخدام الرئيس بشار الأسد أسلحة كيميائية.

وكان منتقدون اعتبروا أن هذه فرصة ضائعة ربما كانت ستساعد في إنهاء الحرب. وقال أوباما: "بالنسبة لي كنت أعلم أن الضغط على زر الإيقاف الموقت في تلك اللحظة سيكلفني من الناحية السياسية... أعتقد أنه في نهاية المطاف كان هذا هو القرار السليم".

كما تحدث أوباما عن روسيا التي زادت من دورها في الشرق الأوسط من خلال التدخل في سوريا، وأغضبت واشنطن بدعمها للأسد، الذي قالت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إنه يجب أن يترك الحكم.
&