تبرّع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السبت بمبلغ مالي يعادل شهر عمل، لفائدة "صندوق مكافحة الارهاب" الذي تُخصص عوائده بالأساس للتعويض لضحايا الارهاب، فيما حضّت رئاسة الحكومة المواطنين في الداخل والخارج على التبرّع. إسماعيل دبارة من تونس: تبرّع الرئيس التونسي بشهر عمل لفائدة صندوق مكافحة الارهاب، في خطوة رمزية لحث المواطنين على التبرع من أجل توفير موارد للدولة تسمح بالتعويض لضحايا العمليات الارهابية واقتناء معدات حديثة للأجهزة الأمنية والعسكرية. وقالت رئاسة الجمهورية في بلاغ صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه: "توجّه صباح اليوم السبت 12 مارس (آذار) 2016 رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الى مركز البريد شارع الحبيب ثامر وسط العاصمة حيث قام بالتبرّع بشهر عمل لفائدة صندوق مكافحة الارهاب كمساهمة رمزيّة لدعم المؤسستين الأمنية والعسكرية". ودعا رئيس الجمهورية خلال تصريح أدلى به عقب تبرعه بمرتبه "كل التونسيين داخل وخارج أرض الوطن لدعم مجهودات الدولة في حربها على الارهاب". وأشاد السبسي بـ"تضحيات وبطولات أهالي منطقة بن قردان خاصة والجنوب عامة في الوقوف إلى جانب قواتنا الأمنية والعسكريّة للتصدّي للمحاولات الجبانة لاستهداف مراكز السيادة والنيل من أمن واستقرار المواطنين". وفكرة صندوق مكافحة الارهاب ظهرت لأول مرة في العام 2013، وتم اقراره رسميا في العام 2015. وتوجه عوائده ومصدرها أساس ما تضخه الحكومة وتبرعات المواطنين والمؤسسات، للتعويض لضحايا الارهاب في تونس. من جانبه، دعا رئيس الحكومة الحبيب الصيد أعضاء الحكومة (الوزراء) وموظفي الدولة الى "التبرع بيوم عمل لفائدة صندوق مكافحة الإرهاب". كما حث الصيد وفق بيان أصدرته رئاسة الحكومة يوم السبت، "موظفي وأعوان الدولة وسائر المواطنين علي الانخراط في هذه المبادرة دعما للمجهود الوطني في مقاومة آفة الإرهاب". إلى ذلك، أفادت وزارتا الداخلية والدفاع في تونس السبت أنه "تم إلقاء القبض على إرهابي وحجز سلاحين من نوع كلاشينكوف و7 مخازن من ذات النوع في بن قردان جنوب شرق البلاد". وأوضحت الوزارتان في بيان مشترك أن "عدد الموقوفين، منذ الاثنين ارتفع إلى تسعة". وتظهر أحداث بن قردان التي اندلعت يوم الاثنين الماضي وخلفت عشرت القتلى غالبيتهم من المتطرفين، مدى الخطر المحدق بتونس من طرف "الجهاديين" القادمين من سوريا والعراق وخصوصا من ليبيا والذين هددوا عدة مرات بنقل الحرب إلى بلدهم تونس. وعلى الرغم من استعداد الجيش لمثل هذا الهجوم وتكبد المتطرفين هزيمة كاسحة في بن قردان فإن الهجوم يزيد الخشية من أن يكون البلد عرضة لمزيد من الهجمات المباغتة مع انتشار الفوضى في ليبيا حيث وسع تنظيم داعش نفوذه مؤخرا. ولا تزال السلطات التونسية تحقق في هجوم الاثنين الدامي لكن التفاصيل تشير إلى أن أغلب المهاجمين تونسيون ومن أبناء المنطقة، مع آخرين تسللوا من ليبيا. وبدا واضحا أنه جرى تخزين أسلحة في عدة مخابئ في المدينة قبل الهجوم بفترة. وعقب مواجهات بن قردان -وهي الأعنف بين الجيش والمتطرفين- شنت القوات التونسية حملة تعقب واسعة قتلت خلالها أيضا 14 مسلحا آخر واعتقلت آخرين. واكتشفت أيضا خمسة مخابئ كبرى للأسلحة في المنطقة.