تونس: أقالت السلطات التونسية مسؤولا محليا في بن قردان التابعة لولاية مدنين (جنوب)، بعد ثلاثة أيام على هجوم جهادي غير مسبوق استهدف ثلاث منشآت أمنية في هذه المنطقة الحدودية مع ليبيا.

وقال مسؤول في إدارة ولاية مدنين لوكالة فرانس برس ان السلطات أقالت معتمد بن قردان (نائب محافظ) عبد الباري أولاد أحمد، وعينت مكانه عبد الرحيم المرزوقي الذي كان معتمد منطقة بني خداش التابعة للولاية نفسها.

ولم تعلن السلطات اسباب اقالة معتمد بن قردان. لكنها تأتي بعد ثلاثة أيام من شن مسلحين هجمات متزامنة فجر الاثنين على ثكنة الجيش ومديريتي الحرس الوطني (الدرك) والامن الوطني (الشرطة) في بن قردان.

واعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد ان الهجمات نفذها نحو 50 مسلحا قال انهم حاولوا "احتلال" المنشآت الأمنية الثلاث واقامة "إمارة داعشية" في بن قردان.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجمات.

وقتلت قوات الأمن منذ الاثنين وحتى الاربعاء 46 "ارهابيا" في بن قردان، حسبما اعلنت وزارتا الدفاع والداخلية اللتان تواصلان عمليات تمشيط في المنطقة لتعقب مسلحين.

وقتل في المواجهات بين قوات الامن والجهاديين 13 عنصر امن و7 مدنيين، بحسب الوزارتين.

وروى سكان في بن قردان ان مسلحين قدموا انفسهم على انهم من تنظيم الدولة الاسلامية تمركزوا الاثنين في بعض مفترقات المدينة، وطلبوا من المارة بطاقات هوياتهم. ويعتقد سكان في بن قردان ان عددا من المهاجمين هم من ابناء المنطقة.

وفرضت وزارة الداخلية منذ الاثنين وحتى اجل غير مسمى حظر تجوال ليلي في بن قردان التي يقطنها نحو 60 الف شخص.

واغلقت السلطات منذ الاثنين وحتى تاريخ غير محدد معبريْ راس جدير وذهيبية/وازن الحدوديين مع ليبيا. ومنذ اشهر، تبدي السلطات التونسية قلقا من تدهور الاوضاع الامنية في ليبيا.

في 2015، قتل 59 سائحا اجنبيا و13 عنصر امن في ثلاث هجمات دامية استهدفت متحف باردو وسط العاصمة تونس وفندقا في سوسة (وسط) وحافلة لعناصر الأمن الرئاسي في العاصمة، تبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وبحسب وزارة الداخلية التونسية فإن التونسيين الثلاثة الذين نفذو هجومي باردو وسوسة (قتلتهم قوات الامن) تلقوا تدريبات في معسكرات جهاديين بليبيا.

والتحق اكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تتراوح اعمارهم بين 18 و35 عاما، بالجهاديين في الخارج لا سيما في سوريا والعراق وليبيا، بحسب تقرير نشرته في تموز/يوليو مجموعة العمل التابعة للامم المتحدة حول استخدام المرتزقة.