واصلت قوات الأمن التونسية تعقّب وقتل المسلحين المشاركين في "غزوة بن قردان" التي استهدفت اقامة "إمارة اسلامية" بحسب السلطات، في حين عادت الحياة إلى سابق عهدها في المدينة التي شهدت أعنف المواجهات منذ رحيل نظام زين العابدين بن علي. إسماعيل دبارة من تونس: بدأت الحياة تعود شيئا فشيئا إلى مدينة بن قردان في تونس، بعد 6 أيام من هجوم غير مسبوق نفذه تنظيم "داعش" بعشرات العناصر المسلحة القادمة من ليبيا المجاورة والخلايا النائمة التي كانت تستعد لساعة الصفر داخل تونس. ورغم الاستقرار النسبي، لم تفتح المدارس أبوابها بعد، "حفاظا على أمن التلاميذ والمواطنين"، كما تقول السلطات المحلية. ولم تنته إلى حد يوم الجمعة العملية الامنية والعسكرية ببن قردان والتي بدأتها القوات الأمنية والجيش لتتبع بقايا العناصر المسلحة التي تسللت إلى المنطقة فجر الاثنين الماضي وساندتها خلايا نائمة. وقتل عشرات المسلحين في الهجمات الدامية التي تقول الحكومة إنها كانت تهدف إلى إقامة "إمارة اسلامية" في مدينة بن قردان التابعة لمحافظة مدنين في الجنوب التونسي، كما قبض على عدد منهم أحياء في حين تم اكتشاف مستودعات ضخمة للأسلحة. كما قتل في المواجهات بين قوات الامن و"الجهاديين" 13 عنصر أمن و7 مدنيين، وفق حصيلة رسمية. وتحركت مجموعة من عشرات المسلحين وهاجمت ثلاثة مقرات أمنية وعسكرية محاولة اقتحامها غير أن الوحدات الامنية تصدت لها وأحبطت الهجوم، وبدأت عملية لملاحقة من تبقى منهم في محيط مدينة بن قردان. وتوسعت عملية تعقب المسلحين من وسط المدينة إلى مناطق مجاورة على بعد بلغ في إحدى العمليات حد الثلاثين كيلومترا، بسبب فرار بعض العناصر. وتقول وكالة الأنباء الرسمية إن العناصر الهاربة "أنهكت قواها وأثر فيها العطش والجوع تأثيرا كبيرا". وقالت الوكالة: "تقوم الوحدات الامنية والعسكرية في مدينة بن قردان معززة بكل الإمكانيات البشرية واللوجستية بمداهمات لا تنقطع ليلا أو نهارا وسط المدينة وخارجها في مساكن ومنشآت مختلفة وتعقب الارهابيين مواصلة في الاتجاه نفسه حماية المقرات الامنية والعسكرية والتمركز في مداخل المدينة وتطويقها". وقال المقدم بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني لـ(وات) إن الأوضاع في بن قردان تتجه نحو "الاستقرار الحذر وأن القوات العسكرية والأمنية في حالة تأهب لأي طارئ ولأي احتمال". وفجر الاثنين نفذ نحو 50 مسلحا هجمات "متزامنة" على ثكنة الجيش ومديريتيْ الحرس الوطني (الدرك) والأمن الوطني (الشرطة) في بن قردان، وحاولوا "احتلال" هذه المنشآت الأمنية واقامة "إمارة داعشية" في المدينة، حسبما اعلن الثلاثاء رئيس الحكومة الحبيب الصيد. وفرضت وزارة الداخلية منذ الاثنين وحتى اجل غير مسمى حظر تجوال ليلي في بن قردان التي يقطنها نحو 60 الف شخص. كما اغلقت السلطات منذ الاثنين وحتى تاريخ غير محدد معبريْ راس جدير وذهيبية/وازن الحدوديين مع ليبيا. ومنذ اشهر، تبدي السلطات التونسية قلقا من تدهور الاوضاع الامنية في ليبيا. في 2015، قتل 59 سائحا اجنبيا و13 عنصر امن في ثلاث هجمات دامية استهدفت متحف باردو وسط العاصمة تونس وفندقا في سوسة (وسط) وحافلة لعناصر الأمن الرئاسي في العاصمة، تبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. وبحسب وزارة الداخلية التونسية فإن التونسيين الثلاثة الذين نفذوا هجومي باردو وسوسة (قتلتهم قوات الامن) تلقوا تدريبات في معسكرات جهاديين في ليبيا. والتحق اكثر من 5500 تونسي غالبيتهم تتراوح اعمارهم بين 18 و35 عاما، بـ"الجهاديين" في الخارج لا سيما في سوريا والعراق وليبيا، بحسب تقرير نشرته في تموز/يوليو مجموعة العمل التابعة للامم المتحدة حول استخدام المرتزقة.